ساخر سبيل وزارة الإنتحار الفاتح جبرا عندما كنا صغاراً كانت مسألة (الإنتحار) مسألة غير مألوفة حيث يمضى زمن طويل حتى نسمع بأن فلاناً كتل روحو .. أو فلانة كتلت روحا .. وكان ذلك يمثل حدثاً فريداً يظل يقبع فى الذاكرة وتتناوله الألسن ويظل حديث المجتمعات لفترة طويلة .. لم يكن الإنتحار حينها منتشراً كما هو الآن وكانت الأسباب التى من أجلها يقدم المنتحر على هذه الفعلة الشنيعة تنحصر تقريباً فى (الصدمات العاطفية) حينما يفك المحبوب حبيبتو (عكس الهواء) و(يفتح ليها) ويعرس (بت عمو) ! أو عندما تفعل (الحبيبة) الشئ نفسه بحجة (والله أهلى غصبونى)! لم تكن (الضائقة المعيشية) ومتطلبات الحياة ضاغطة كما هى الآن وتمثل احد الأسياب الرئيسة التى تجعل المواطن يقدم على الإنتحار. فالحياة كانت رغدة (وبترول مافى) وأى حاجة كانت فى متناول الجميع.. وكما تنحصر الأسباب نجد أن (الوسائل) نفسها قد كانت محصورة فى وسائل محددة بعينها فهى إما الغرق (فلان مشى رمى نفسو فى البحر) أو الحريق (فلانة حرقت روحا بالنار) ! ده طبعن قبل أن تتطور وسائل الإنتحار من (صبغة) و(حبوب) وكهرباء (إن وجدت).. ليس لدى أى إحصائيات توضح التفاصيل الدقيقة لهذه الظاهرة (وإحتمال المسئولين ذاااتم) غير انما نقرأه فى الصحف ونسمع به يشير إلى أن هذه الظاهرة المؤسفة تزداد وأن أسبابها قد أخذت فى التنوع وذلك يرجع إلى الضغوط الكثيرة التي يتعرض لها المقدم على الانتحار أو المنتحر فعلاً. وأول هذه الضغوط بالطبع المشكلات الاقتصادية والضغوط المتعلقة بتلبية احتياجات (المواطن) من مأكل ومشرب وملبس ومأوى و.. الخ وغالبا ما يرافق هذا ضعف الإيمان؛ إذ أن المؤمن الحق يعرف جيدا بأن قتل النفس جريمة يحاسب عليها الإنسان، وإذا كان الشخص مؤمنا مهما كانت ضايقته الاقتصادية وفشله الاجتماعى يظل صبورا ومؤمنا يردد قول الله تعالى (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) لكن كثيرا من الناس لا يتمثلون مضامين مثل هذه الآيات ولا يتقون ولا يحتسبون فيقدمون على الانتحار شعورا بالفشل والإحباط والهزيمة والانكسار.. ومع عدم وجود أية بارقة أمل فى (فك) هذه الضغوط الإقتصادية على (المواطن ) والإرتفاع المستمر لأسعار السلع والخدمات الضرورية مع بقاء الدخل (كما هو) فمن المتوقع تزايد وإنتشار هذه الظاهرة لذلك يقترح العبدلله أن تكون من ضمن وزارات (الحكومة الجديدة) وزارة (للإنتحار) مهمتها إحتواء هذه الظاهرة وتنظيمها والحد منها بحيث تحتوى هذه الوزارة على إدارات مختلفة كإدارة (العدول عن الإنتحار) التى مهمتها إثناء (المواطن) الذى يرغب فى الإنتحار عن فكرته وتضم هذه الإدارة عدداً من دكاترة (الطب النفسى) وكذلك عدداً من الشيوخ ورجال الدين.. أما الشخص (الراكب راسو) ومصر على الإنتحار (وح يعملا ح يعملا) فهذا يجب أن تتعامل معه إدارة أخرى هى (إدارة المساعدة على الإنتحار) والتى يمكنها أن توفر له إنتحاراً (مريحاً) بدلاً عن حكايت الصبغة والنار والبحر دى وبالعدم يمكن أن تبعث به إلى أى (مستشفى حكومى) وح يقوم بالواجب حتى وإن كان الشخص (العاوز ينتحر) زى الحصان وما عندو أية حاجة !وحيث أن (البلد دى) ما فيها حاجة مجاناً لوجه الله (وده البجنن ذاتو) فمن المتوقع عند قيام هذه الوزارة أن تكون هنالك رسوم إنتحار (عاوزين تموتو ساااكت كده) ونسبة لأن المتقدمين للإنتحار ح يكون أغلبهم عاوزين ينتحروا عشان (الفلس) فسوف يقومون باللجوء إلى (ذوى القلوب الرحيمة) وبدلا عن النداءات التى تمتلئ بها الصحف تطلب العون لإكمال (رسوم عملية) أو (حق دواء) أو (مصروفات دراسية) أو تسديد إيجار أو (زول عاوز يبتر كراعو) سوف تمتلئ بنداءات المواطنين التى تطلب التبرع لهم لإكمال (رسوم الإنتحار)..! كسرة: لأنو أية وزارة (لازم تعمل ليها شركة شركتين) أقترح أن تقوم وزارة الإنتحار بإنشاء شركة (تنتحرون) التى من شأنها توفير الخدمة بصورة أمنة وسريعة ودون معاناة وتوصيلها للمنازل (وكلو بى تمنو).. الرأي العام