أجندة جريئة. المجاهرة الفاجرة(2)..!! هويدا سر الختم رئيس النقابة العامة للمهن الصحية والاجتماعية حذر وكيل وزارة الصحة من ظهور كيانات موازية للنقابة في حالة الاستجابة للجنة إضراب الأطباء..وهدد بإعلان الإضراب الشامل للقطاع الصحي في حالة الاعتراف باللجنة وتحقيق مطالبها..رئيس النقابة أصاب في قوله بظهور كيانات موازية للنقابات والإتحادات المهنية..ليس في القطاع الصحي وحده بل سيحدث ذلك في جميع مؤسسات الدولة..والسبب كما ذكرت في الأجندة السابقة يرجع الى كون أن هذه النقابات لاتمثل قواعدها بشرعية حقيقية..وكلنا يعلم كيف جرت انتخابات النقابات المهنية والتي لم تختلف عن انتخابات الرئاسة والمجالس التشريعية والبرلمان وانتخابات الولاة..وقبلها انتخابات الإتحادات الطلابية..كما يعلم الجميع أن هذه النقابات والإتحادات تخدم أجندة سياسية وليس مهنية..لذلك حدثت هوة كبيرة بين هذه النقابات والإتحادات وبين قواعدها..بل أن هذه الإتحادات والنقابات كثيراً ما تمرر أجندة تضر بمنسوبيها وتخدم مصالح الحزب الحاكم..خلال إعداد موازنة الدولة للعام2008م ..امتلأت الصحف بتصريحات وزير المالية التي ذكر فيها عدم تضمين الموازنة زيادة في مرتبات العاملين في الدولة..وأخذ وزير المالية يعدد الحيثيات الداعمة لهذا الفعل..المفاجأة كانت في ظهور تصريحات لرئيس إتحاد نقابات عمال السودان البروفيسور إبراهيم غندور يتحدث فيها بقوة أكبر من وزير المالية بعدم مقدرة تحمل موازنة الدولة زيادة في رواتب العاملين بالدولة، وكانت هذه هي الموازنة رقم(3)..التي لم تتضمن زيادة في المرتبات..حينها كتبت في أجندتي بصحيفة السوداني أن البروفيسور غندور خرج من حالة كونه رئيساً لإتحادات نقابات عمال(كل)السودان..وظهر بالزي السياسي رئيساً للتنظيم والإتصال بالمؤتمر الوطني..هل حدث هذا في دولة في العالم أن يقف ممثل الدفاع ضد موكله الى جانب ممثل الإتهام..هذا المشهد قمت بسرده حتى يعطي صورة مقطعية للعمل النقابي في ظل حكم شمولي ثم حكم شمولي مطعم بالديمقراطية..لايمكن أن يكون الحكم هو ذاته الجلاد..نحن لسنا في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والحكومة في السودان لاتنتمي الى عهد الخلافة.. حتى يمكنها الفصل ما بين الانتماء الحزبي والواجب الوطني المقيد بتكليف وعهد منحه الشعب لصيانة حقوقه وتحقيق العدالة..يبدو أن قضية تسييس النقابات المهنية من أهم البنود التي قامت بدراستها حكومة الإنقاذ بدقة فائقة، وهي تعد لانقلاب 30 يونيو89..فقد كانت تعلم أن السيطرة على النقابات المهنية هي خط الدفاع الأول ضد الهجمات الجماهيرية المرتدة..وقد نجحت الى حد ما في السيطرة على انفلات الشارع الذي سجل له التاريخ ملاحم النقابات المهنية مع القاعدة الشعبية.. فعلى مر العهود قرارات عديدة أوقف تنفيذها بفضل قوة الحركة النقابية وحكومات غادرت مواقعها..ولكن هل يعتقد الحزب الحاكم أن هذا الكبت النقابي يمكنه الاستمرار كما رتب له.. براكين نقابية أخرى في حالة الإحماء ويتوقع انفجارها في أي لحظة. التيار