أجندة جريئة. المجاهرة الفاجرة(1)..!! هويدا سر الختم قضية مهمة فجرتها أزمة إضراب الأطباء..وهي قضية النقابات المهنية ووضعها كجسم شرعي يمثل العاملين في مؤسسات الدولة.. وبين كونها جسم غير شرعي يمثل كياناً سياسياً معيناً(الحزب الحاكم). جاء في عهد حكومة الإنقاذ والمؤتمر الوطني عبر التعيين..ولم يتغير الوضع في عهد الحكومة الحالية بالانتقال الى مرحلة التحول الديمقراطي التي تعطي الشرعية عبر الانتخابات الحرة المباشرة.. وبما أن الانتخابات لم تكن حرة ولم تأتِ بجديد، فقد ظلت الأجسام النقابية بمؤسسات الدولة كيانات تتبع للحزب الحاكم، وبالتالي لاتمثل منسوبيها..وليت الزملاء الصحفيين بأقسام التحقيقات يلتقطون هذه القضية لعمل تحقيق صحفي شامل يستصحب كل أطراف القضية. لجنة إضراب الأطباء لم تستعن بنقابة المهن الصحية في قضيتها لذات الأسباب التي ذكرتها..والنقابة حفاظاً على كرامتها(حشرت).. نفسها في القضية بجانب الكيانات الأخرى الممثلة للاطباء ولجان الجودية الأخرى..ما أثار دهشتي الحوار الذي أجرته صحيفة الرأي العام مع رئيس النقابة العامة للمهن الصحية والاجتماعية.. لو يعلم رئيس النقابة أن هذا الحوار يدعم بشكل كبير حيثيات لجنة إضراب الأطباء في تهميشهم لما قبل بإجرائه..الحوار يكشف النقاب عن الدور الصوري للنقابة تجاه منسوبيها..ويؤكد أن النقابة دورها سياسي وليس مهنياً..وإليكم بعض النقاط المأخوذة من الحوار..أولاً: النقابة تعترف أن مطالب الأطباء شرعية ولا أدري بأي لسان تتحدث النقابة..بلسانها النقابي أم السياسي..فإذا كانت المطالب شرعية أين كانت النقابة طيلة هذه الفترة حتى انتفض الأطباء..ثانياً: في رده على سؤال المحرر حول مبادرتهم كنقابة لحل قضية الأطباء..قال رئيس النقابة:(عملنا مبادرة مع بروفيسور غندور بحضور إتحاد نقابات عمال السودان، وتم استعراض لائحة العمل وإتضح أن بعض الأشياء في اللائحة غير مطبقة على الأطباء، فتم إدراجها في مقترح لتحسين شروط خدمة العاملين في الحقل الصحي بمن فيهم الأطباء). بالله عليكم انظروا لنقابة لاتعلم حتى ما تحمله لائحة العمل والذي يشكل مصلحة لمنسوبيها..هل يمكن أن تكون هذه نقابة يحتمي بها ويرجى من ورائها تحقيق شيء..أما إنجازات النقابة كما سردها النقيب للمحرر: (من أهم إنجازاتنا أنشأنا داراً للنقابة بها جميع المكاتب المختصة وقاعة كبرى تسع «400» جالس مزودة بأحدث التقنيات وقاعة صغرى تسع «60» جالساً، وتمتد في مساحة «700» متر ومؤلفة من طابقين ومخططة لستة طوابق إضافية، وكذلك أنشأنا أكاديمية للعلوم الصحية شراكة بين النقابة ووزارة الصحة تخرج منها أكثر من «900» دارس، وساعدنا في عملية توظيفهم عندما تخرجوا، وكذلك سعينا لتحسين أجور العاملين في الحقل الصحي ودعم الميزات في شهر رمضان، والآن عندنا إصدارة عالمية خاصة بالأطباء تصدر كل «3» أشهر وسيرنا العديد من القوافل الإنسانية). مارأيكم بهذه الإنجازات التي ابتدرها بعبارة(بأهم ما فيها)..الشيء الآخر أن النقابة احتجت لدى وكيل وزارة الصحة عن تجاوزها من قبل لجنة إضراب الأطباء وحذرت من ظهور كيانات أخرى في حالة الاستجابة لمطالب الأطباء) .نواصل التيار