كلام الناس نور الدين مدني الصورة المقلوبة *المفارقات الكثيرة التى نواجهها في حياتنا اليومية جعلت الصورة المقلوبة هي السائدة للدرجة التى لا نكاد نحس بغرابة ما يحدث وسط الاهتمام المتزايد بالبنيات وشوارع الأسفلت والجسور والسدود فيما يظل المواطن في مؤخرة الاهتمامات. *يتجسد ذلك بصورة اكثر في ولاية البحر الأحمر وفي ثغر البلاد بصفة خاصة بورتسودان التى لبست أحلى الحلل وتزينت وعادت سيرتها الأولى ولكن مواطنها مازال يعاني من مشكلة ندرة مياه الشرب. *تحدثنا قبل أيام عن إسلوب (أضانك بي وين.؟) الذي أتبع في معالجة مشكلة ندرة المياه ليصل أولى الأمر في نهاية المطاف أن الحل في متناول اليد بعد أن شرقوا وغربوا تارة لإستجلاب المياه من نهر عطبرة وتارة لتحلية مياه البحر الأحمر. *أخيراً إكتشف والي البحر الأحمر أن الحل الأمثل لمشكلة مياه بورتسودان يكمن في أربعات ولكن للأسف اتضح ان إهمال هذا المصدر الأساسي من مصادر مياه الشرب في بورتسودان تسبب في تلف بعض أبواب السدود الأمر الذي أدى إلى تسرب المياه هدراً. *يحدث هذا في وقت يعاني فيه إنسان بورتسودان للدرجة التى أصبح فيها \"جوز المويه\" بالفي جنيه.!! بالجديد طبعاً فكم ياتري تحتاج الأسرة الصغيرة لأخذ كفايتها من الماء وهل تستطيع كل الأسر تحمل هذا العبء المالي على ميزانياتهم المحدودة. *نقول هذا لاننا فقط نريد أن نستعدل الصورة المقلوبة، وان يتزايد الاهتمام بحاجات المواطنين الضرورية من ماء وكهرباء وخدمات صحية وتعليمية تكون في متناول يدهم بدلاً من الاهتمام بالمناظر وترك المواطنين يعانون في الحصول على هذه الحاجات الأساسية. *وبهذه المناسبة فان مشكلة مياه الشرب مستفحلة حتى وسط الخرطوم رغم مقرن النيلين ونسمع عن مشروعات ومحطات وخطوط مياه ولكن يظل الحال في حاله وتتكرر المشاهد غير الحضارية في عدد من مناطق الخرطوم ذاتها للمواطنين وهم يحملون مواعين المياه لملئها من خارج منازلهم هذا إذا تيسر لهم ذلك. *وبعد.. ألم يحن الوقت لإستعدال هذه الصورة المقلوبة؟ السوداني