سنة أولى صراحة ..!! منى سلمان [email protected] أصرت (شذى) على (حنان) بعد إنتهاء اليوم الدراسي، بأن تذهب معها لبيتها مدة دقائق وهم في طريق العودة من المدرسة، ولكن (حنان) رفضت بشدة بحجة أن أمها (بتدقّها) لو إتأخرت للعب في الطريق أو (غشت ليها فجة جاي وللا جاي) .. لم ترض (شذى) بالرفض ردا على طلبها وصارت تسحب (حنان) من يدها في إلحاح وهي تقول: يخس عليك .. أرح معاي دقيقة بس عشان أمي تشوفك وبعدين أمشي طوالي. وافقت (حنان) تحت ضغط الإلحاح والدفر والجرجرة التي مارستها عليها (شذى) في عباطة يصعب مقاومتها، فإستسلمت ودخلت خلفها إلى البيت على إستحياء بعد أن دفعت (شذى) باب الشارع وسبقتها بالدخول .. وبينما وقفت (حنان) في ضل الحيطة قي الحوش إندفعت (شذى) في إنفعال شديد نحو المطبخ .. أمسكت بيد أمها (المخلوعة) من صياحها وجلبتها تجرها لتسرع في الخروج من المطبخ .. سألتها أمها في حيرة مشوبة بالقلق: في شنو يا شافعة .. شايلة الهيبوبي في راسك وجاية تجري كدى؟؟!! أجابتها (شذى) من بين أنفاسها المتقطعة: أجري تعالي شوفي يا يمة. طاوعتها أمها وأسرعت بالخروج خلفها لتقف معها في وسط الحوش حيث وقفت وأشارت ل (حنان) المنزوية في الضل: هدي البت المعانا القلتا ليك شينة شديد .. جبتها ليك عشان تتفرجي عليها !! إجتهدت (تماضر) في التجهيز لعيد ميلاد بكرها (معتز)، فهو أول عيد ميلاد له بعد دخوله للمدرسة، طلبت منه أن يدعو زملاءه في الصف وعيال الجيران حتى يحتفلوا معه .. وقد كان، فبعد صلاة المغرب بدأ توافد الضيوف الصغار، فأجلستهم في الصالون حيث زينت المكان ووضعت على السفرة أنواع من الفواكة والحلوى .. ثم إنسحبت للمطبخ لتواصل إعداد الشاي، وتركت (معتز) مع أصحابه ليأخذوا راحتهم في اللهو اللعب دون رقابة كبير قد تدفعهم للشعور بالخجل، ولكن ما أن غادرتهم ودخلت للمطبخ حتى إنطلق مارد (جنهم الكلكي) من قمقمه .. تخاطفوا الموز حتى آخر موزة .. وإتخذ البعض من البرتقال كرات للعب (الكمبلت)، بينما إنخرط آخرون في حرب الحلوى حيث ملأ كل منهم طرفه، وإتخذ له من كراسي الصالون ساترا فتطايرت الحلوى بين الفريقين وإنهمرت كالمطر .. فكرت (تماضر) في التسلل خلسة للإطمئنان على الأمور بعد أن تعالى الصياح وكثرت أصوات (البردبة) والجري. هالها منظر الفوضى التي عمت المكان والصحون الفارغة فنادت على (معتز) من وراء الباب، وعندما إستجاب للنداء صحبته للمطبخ وهي تحاول ضبط أعصابها كي لا تكدره في ليلة عيده .. سألته وهي تصطنع الهدوء: إنت أصحابك العزمتهم .. ياهم ديل ولا في واحدين لسه ما جوا؟!! أجابها في براءة: عيييك .. لسه نصهم ما جا!! فاردفت بإبتسامة ليث: طيب يا حبيبي .. بعد يجوا الباقين حا تقدم ليهم شنو؟ مش جماعتك ديل فضوا الصحانة؟!! احسن تقدم لكل واحد حاجة واحدة وبعد يجي الباقين وزع عليهم باقي الاكل كلو ! لم يدعها تكمل فقد اندفع يجري .. وماهي إلا برهة وسمعت صوت صراخه يتناهى إليها: هووي يا عواليق .. إنتوا يا شرفانين .. كل واحد يرجّع الحاجة الشالة من هنا .. أنا براي حا أوزع ليكم كل واحد برتكانة وموزة واحدة بسسس ..!! جلس (هيثم) بجوار ضيوف والده (إبراهيم) في الصالون مظهرا لرجولته المبكرة، بإستقباله الضيوف لحين خروج أبيه من الحمام وملاقاتهم .. جلس الأصدقاء الثلاثة ينقلون أبصارهم بين أثاثات الصالون الفخم ويمارسون فضيلة أكل لحم أخيهم ميتا دون إنتباه لوجود الصغير بينهم .. قال أحدهم: شفتوا الروقا البقى فيها صاحبكم .. ناس عايشة وناس دايشة!! قال الثاني في تحسر: ديل يا أخوي بعرفوا من وين ياكلوا الكتف .. هسي الجلوس ده بي كم مليون؟ أجابه: الجلوس هين .. الفارهة البرة بي كم؟ علق ثالثهم في غل: هو كان مشتريها من جيبو؟ .. دي ما عربية اللغف !! لم يقطع عليهم أكل اللحم إلا دخول (إبراهيم) وما أن راه (هيثم) يعبر عتبة الباب حتى إندفع إليه يسأل: صحي يا بابا عربيتنا دي إسمها عربية اللغف؟!!! الرأي العام