(كلام عابر) تناقضات يومية عبدالله علقم [email protected] وقع تصادم بين شاحنتين في منطقة صمد خلف عددا من الضحايا موتى وجرحى.ز هرع المصابون إلى مستشفى بورتسودان وهو أقرب المستشفيات لموقع الحادث ولكن قسم الحوادث في المستشفى كان خاليا من يجدوا القطن والشاش ومواد الإسعافات الاولية فاضطر مرافقو المصابين إلى شراء هذه المتطلبات من صيدليات السوق. لماذ كل هذه المهرجانات السياحية وكل هذا الزخم الإعلامي الكبير الذي يحيط به المسئولون في بورتسودان أنفسهم ومستشفى المدينة خال من أبسط المواد الطبية مثل القطن والشاش؟ كثيرا ما يصرح بعض المسئولين في جهاز تنظيم شئون السودانيين العاملين في الخارج ،أو جهاز المغتربين بأن جهازهم سيعمل على توفير فرص العمل للمغتربين الراغبين في العودة والاستقرار في الوطن. من أين للجهاز فرص العمل ؟ هناك جيوش جرارة من العاطلين معظمهم من خريجي الجامعات والمعاهد وعددهم يتزايد كل سنة مع تزايد أعداد هؤلاء الخريجين الباحثين عن العمل. فليبدأ جهاز المغتربين بتشغيل جيوش العاطلين في الداخل لأن المغتربين لا يشكون من العطالة بقدر ما يشكون من أشياء أخرى، ولكن يبدو أنه (كلام والسلام) وما أسهل الكلام المجاني. في صمت شديد وبدقة وصرامة أشد عادت الإتاوات القديمة على المغتربين ، يدفعونها عن يد وهو صاغرين وأحيانا بنفس المسميات القديمة. ذهبت كل قرارات الإعفاء ، وبعضها رئاسي،أدراج الرياح. رغم كل التصريحات في أجهزة الإعلام، ها هو المغترب يعود لنقطة البداية رغم أن كل الظروف تغيرت في المهاجر ولم يعد دخل المغترب يتسع لأي استغلال أو استنزاف جديد. وما زال هناك من يغرد خارج السرب رغم أن الجهود موجهة الآن من أجل الوحدة. السيد الزبير محمد الحسن رجل مشهود له بالرزانة والانضباط لكن ذلك لم يمنعه من فتح النيران على حكومة الجنوب والحركة الشعبية فوصفهما معا بافتقارهما للرؤية الاستراتيجية والخبرة الاقتصادية، سواء كان ذلك محاولة مه لفتح معركة جديدة أو رد فعل ، رغم أن مثل هذه المعارك الكلامية هي آخر ما نحتاجه الآن. بعض الحيوانات تأنف من التبول على الإناء الذي تطعم منه، لكن بعض البشر لا يتمتعون بهذه الفضيلة الحيوانية استدلالا بالحملة التي يروجها البعض هذه الأيام ضد البروفيسور شداد وهي حملة تفتقر للسند الأخلاقي والكياسة. خليفة البروفيسور شداد كان أكثر حياء من غيره، والحياء فضيلة ونعمة من نعم الله الكبرى على عباده. بعض الأحداث العادية لا تصلح لأن تكون مادة خبرية تتصدر أعمدة الصحف. إحدى الصحف نشرت في مكان بارز منها وبأحرف كبيرة أن السيد السفير السوداني(وسمته باسمه) قام بغسل الكعبة المشرفة، ثم عادت واستدركت لتقول أنه شارك مع آخرين في هذا العمل. الصحف السعودية نفسها لم تنشر الخبر باعتباره حدثا عاديا وواجبا على من يقوم به وشرفا له ، وليس أمرا جديدا يحدث لأول مرة، وغسل الكعبة المشرفة وتطييبها وتزيينها وتعظيمها يتواصل عبر القرون وسيظل الحال كذلك إلى أن يرث الله الأرض وما عليها. فما هو الخبر في مشاركة ذلك الدبلوماسي مع مئات غيره من المسئولين السعوديين والدبلوماسيين المسلمين الآخرين في غسل الكعبة المشرفة؟ هدانا الله وإياكم. جماعة من السودانيين في الرياض أقاموا حفل تكريم لموظفين من سودانير أحدهما نقل للسودان بعد أن كان يشغل وظيفة مدير إقليمي لسودانير في الرياض والآخر تمت ترقيته ليخلف زميله المنقول للسودان، ولقي الحفل تغطية إعلامية واسعة وشهده عدد من الضيوف من بينهم بعض مسئولي السفارة السودانية في الرياض وقدمت فيه للمحتفى بهما الهدايا وكلمات الثناء وكانت الأمور كلها مرتبة ترتيبا جيدا. ورغم ذلك يبقى السؤال الموجع.. أين هي سودانير نفسها؟