د.زاهد زايد [email protected] نالت حركات المعارضة في دارفور تأييد وتعاطف الكثيريين من أبناء السودان لعدالة قضاياهم وفي الخارج وجدت قضيتهم ما لم تجده قضية الجنوب ولايزال المجتمع السوداني والعالمي يتمنى ان تنال دارفور حقوقها وان ينتهي مسلسل الدماء وينصرف قادتها لتنمية اقليمهم وتعويض اهلهم عما لحقهم من الضيم والظلم الذي كابدوه زمانا طويلا . ولكن تخطئ المعارضة الدارفورية خطأ جسيما اذا صح ما تناقلته الانباء من اتجاه بعض هؤلاء المعارضين لطلب حق تقرير المصير على غرارما يحدث الان في الجنوب وذلك للاتي: أولا يخلط هؤلاء بين السودان وبين حكومة الانقاذ ويظنون ان تقرير المصير هو انفصال عن الانقاذ بالدرجة الأولي وهو نفس الخطأ الذي يتعامل به دعاة الانفصال من الجنوبيين . مع ان الانقاذ لا تمثل الا نفسها ويستوي عندها كل السودانيين لم يسلم من ظلمها شمالي أو جنوبي غرابي او شرقاوي وفي الانقاذ نافذون من دارفور نفسها ومن الجنوبيين وغيرهم , اذن لا معني البتة لاعتبار ان هذه حكومة الشمال فالهم واحد . ثانيا: دارفور ليست الجنوب فإن كان الجنوب عزيزا على كل سوداني غيور على بلده فدارفور تاج رؤوسنا وأهلها لا ينفصمون عن اخوانهم في الوسط والشمال لانها روابط الدين والدم والرحم . ثالثا : الكلام عن تقرير المصير لكردفان ايضا لا يقبله عقل ولا منطق فحتى لو جاز لحركات المعارضة في دارفور الحديث عنه فبأي حق يجوز لهم الحديث نيابة عن اهل كردفان؟ رابعا: سيخسر الداعون لتقرير المصير في دارفور لب قضيتهم وتعاطف الناس في الداخل والخارج فحتي الجنوب لم ينل هذا الحق( ان كان حقا) الا في غيبة الوعي بسبب الانقاذ ولايدري احد مصير الجنوب بعده لانها قفزة للمجهول مع ان في الجنوب حركة كبيرة مهيمنة ويعيش منذخمس سنوات شبه منفصل بجيشه وشرطته وحكومته , فكيف سيكون مصير دارفور بعد كل ما جري ويجري فيها ؟ الوقع قول ان هناك كثير من الحركات التي تحمل السلاح في الاقليم وهي لا يجمعها غير مقاتلة الحكومة لم تتفق يوما حتي في وفد واحد لمفاوضتها فكيف ستتفق اذا انفصل الاقليم .؟ ان مجرد طرح هذا الموضوع وبصورته التي ظهر بها يدل على عدم الاحاطة بمجمل الوقائع الحالية والمستقبلية التي يبدو انها لم تؤخذ في الحسبان وسيكون مثل هذا الطرح خصما علي قضية دارفور ولن تجدى نفعا . يجب على الجميع ان يعلموا ان الشمال ليس مسئولا عن اخطاء الانقاذ وليس هو من اتي بها للحكم وان جميع السودانيين مدعون للتمسك بوحدتهم في الطريق للخلاص من الكابوس الذي يسمى الانقاذ