الجوس بالكلمات إشكالية اجتماع الخميس محمد كامل كلما أمل الشعب السوداني في إمكانية اجتماع الحكومة والمعارضة على صعيد واحد من اجل تدارك أزمات البلاد، كلما بعدت الشقة وطال الطريق نحو تحقيق هذه الغاية ، هذا الحديث المتشائم مبعثه أن أخباراً سيئة راجت عن قيام بعض أصحاب الغرض من منسوبي النظام بإفشال اجتماع حكومتهم مع القوى السياسية المعارضة ومن الواضح أن عملية الإفشال تمت بذات الطرائق القديمة المهترئة كأن يقوم البعض بالتعهد لممثلي قوى المعارضة بأنهم سيكونون شركاء في وضع أجندة الاجتماع المشترك ثم يعمدون إلى الإعلان عن يوم الاجتماع دون الرجوع إلى الشركاء المزعومين، وبالتالي يرفض الشركاء المشاركة في مؤتمر لم يتم الاتفاق على زمانه ومكانه عوضاً عن أجندته وبنوده . إن الشعب السوداني يأمل من الجميع في الحكم والمعارضة الاهتمام بقضاياه المصيرية دون الدخول في إشكاليات اختلاف الأيدلوجيات وبدون لف أو دوران يمكن لجميع الفرقاء الجلوس والاتفاق حول آليات حل قضايا الوحدة وأزمة دارفور والوضع الاقتصادي وأوضاع الحريات، وما يمكن أن يتم اتخاذه من خطوات لإخراج البلاد من دائرة الصراع والاستهداف الأجنبي المستمر الساعي إلى تقسيم السودان الى دويلات صغيرة تقوم على القبلية والجهوية، والأنا الكاذبة وعصابات سرقة المال العام وكانتونات الحماية المخصصة للمفسدين ، إن قراءة بسيطة لبيان الحركة الشعبية الشريك الأساسي في الحكومة الحالية يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك وجود جهات داخلية تعمل بجهد خارق على عدم التئام الصف الداخلي، والمطلوب من الحكومة أن تكتشف هذه الجهات إذا كانت شاطرة ولتعيد قراءة سطور بيان شريكتها في الحكم فقد جاء فيه بوضوح (...جدد المؤتمر الوطني دعوته للقوى السياسية لحضور إجتماعه فى يوم الخميس 19/ أغسطس لمناقشة قضية الاستفتاء ولم يستجب لمطالب القوى السياسية في التحضير المشترك للاجتماع وإضافة قضايا التحول الديمقراطي ودارفور للأجندة، وان تختار القوى السياسية من يمثلها ونحن في الحركة الشعبية لتحرير السودان نؤد أن نؤكد على حرصنا في المشاركة في هذا الاجتماع وفق ما تم الاتفاق عليه مع حزب المؤتمر الوطني حول قضايا التحضير والموضوعات وإجراءات المشاركة، ولما كان كل ذلك لم يتم فقد عقد المكتب السياسي للحركة الشعبية لتحرير السودان اجتماعاً بمنزل رئيس الحركة ورئيس حكومة الجنوب وقد رأى الاجتماع الذي ترأسه رئيس الحركة الشعبية أن اجتماع الخميس يعقد بنفس الطريقة السابقة وهو أقرب لاجتماع لقيادة المؤتمر الوطني منه لاجتماع مشترك بين القوى السياسية يمكن الجميع من تحقيق إجماع والخروج برؤية مشتركة، ولذلك تأسف قيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان لعدم تمكنها من المشاركة في اجتماع الخميس وتتمنى المشاركة في اجتماع قادم يتم التحضير له بصورة جيدة واتفاق بين أطرافه). ان الكلام اعلاه واضح وضوح الشمس كون مجموعات من المؤتمر الوطني سعت بجد لعقد مؤتمر جامع واتفقت مع شريكتها في الحكم ومع ممثلي القوى السياسية على أمور محددة ثم ما لبثت ان نكصت عن اتفاقها لتدعو إلى اجتماع من طرف واحد، والسؤال هو لمصلحة من تتم هذه ( الخرمجة ) ؟ الصحافة