د. ابومحمد ابوامنة [email protected] جاء في الانباء ان الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس ببورتسودان رفضت تعيين خمسة وعشرين متقدماً في تخصصات مختلفة بالهيئة بعد اجتيازهم مختلف مراحل التقديم من معاينات وتقديم الشهادات الجامعية وذلك لان من المختارين بعض ابناء البجا. ابناء البجا في شرق السودان لا يجدون غير الاجحاف والاذلال والطرد عندما يتسولون لوظيفة يتعيشون منها. الوظائف المريحة هنا محتكرة لابناء الوسط فهم يشغلون كل الوظائف القيادية في الخدمة المدنية والعسكرية سواء كانت الجمارك او الشركات المصدرة والموردة اوالهيئات كالخطوط البحرية وديوان الزكاة وهيئة المواني البحرية. التعيين لا يتم الا لمن يحمل ورقة توصية من ذوي النفوذ في الخرطوم, فلا تعيين لمن لا ظهر له. في عام 2006 قامت هيئة المواني البحرية بتشريد مئات من موظفيها من ابناء البجا ليفسحوا المجال لتعيين ابناء من وسط البلاد بدلا عنهم. فهبت جماهير البجا في مسيرة حاشدة تستنكر هذا الاجراء العنصري وتطالب بحق العمل, وبالخبز, وبرفع المعاناة فأنهمر عليهم الرصاص من كل فج عميق واستشهد اكثر من20 وجرح المئات وعتقل العديد من شرفاء ابناء البجا. قتلوا العشرات من ابناء البجا فقط لانهم طالبوا بحق العمل والخبز. ان الهيمنة الرأسمالية الشمالية تبرز انيابها وتقتل لتثبت قوتها وجبروتها وسيطرتها علي الاوضاع. ما اشبه الليلة بالبارحة! لقد حمل ابطال البجا السلاح رافضين الركوع للاذلال وللهوان و سجلوا انتصارات علي الحدود الشرقية مما اجبر السلطة الغاشمة للتوقيع علي اتفاق سلام اعلنت فيه انها تستجيب لمطالب البجا وتتعهد بانهاء كل مظاهر التهميش الذي يتعرض له ابناء البجا. جاء في ذلك الاتفاق ان البجا سيمنحون التمييز الايجابي في التعيين في وظائف الدولة وسترفع درجات المعينين مسبقا ليتولوا مناصب قياديية.في الخدمة المدنية. كل ذلك كان مجرد وعود. فبمجرد ان القي ابطالنا السلاح تنكرت السلطة لكل ما وعدت به, لم تتحقق المشاركة الحقيقية في السلطة المركزية, لم يتحقق تنفيذ اي مشاريع تنمية واعمار, بل التهميش والاذلال والارهاب والتشريد ومص الدماء يتواصل كما كان. وخير دليل هو هذا الاجحاف الذين يقابل به خريجو الجامعات من ابناء البجا. هيئة المواصفات ترفض نتيجة التعيين لتأتي بناسها من اواسط البلاد ممن له ظهر قوي. ان الآلاف من ابنائنا خريجي الجامعات السودانية يتسكعون في المقاهي في حالة مزرية, وقد فقدوا الامل في العمل وفي حياة شريفة. ومما زاد الطينة بلة حضور المئات من ابناء حلايب خريجي الجامعات المصرية وقد فقدوا هم ايضا الامل في التوظيف هناك لنفس الاسباب فزادوا علي جيش العطالي بديم العرب. لقد عاد الشوق مرة اخري لايام النضال المسلح والي المواجهات لنزع الحقوق بالقوة فما اخذ بالقوة لن يسترد الا بالقوة. منطقة الشرق هي منطقة حساسة استراتيجيا. فيها ميناء السودان البحري الوحيد, بها خطوط البترول, والخطوط البرية العابرة, بها خطوط الانترنت والمايكروويف والسكة الحديدية, وصهاريج البترول الضخمة. هذه الحقائق لم تكن غائبة عن ابطالنا في الميدان في سنوات النضال المسلح, وليست غائبة اليوم عن جيوش العطالي من الخريجين ومن جموع جماهير البجا التي تمتص دماؤها وتضطهد وتذل. لقد نأي الابطال بالامس باللمس بهذه المنشآت الحساسة, لكن الا تخشي السلطة الاجرامية ان سياستها العدائية ستدفع يوما بفاقدي الامل لضرب هذه المنشآت؟ الي متي تظن الانقاذ انها ستواصل مص الدماء والاضطهاد والاذلال قبل ان ينفجر البركان وترتكب الحماقات؟ نعم لقد اشترت الانقاذ بعض انتهازيي جبهة الشرق بالمال وبالمنصب, فتنكروا لدماء, الشهداء, ونسوا سنين النضال المضني مقابل تلك المناصب وذلك المال. لكن لتعلم الانقاذ ان الشرفاء من ابناء البجا لعازمون لمواصلة النضال ولخلخلة النظام حتي تتحقق تطلعاتهم نحو مستقبل سعيد. علي خريجي البجا الا يستكينوا علي الهوان والاذلال, يجب مقاومة النظام المتعفن بالاحتجاجات وبالمواكب وبالعرائض وبالاعتصامات وبالبياتات الصحفية وبالاتصال بجمعيات حقوق الانسان المحلية والدولية لكشف جرائم النظام العنصرية تجاه البجا. ردوا علي هيئة المواصفات بالتصعيد بالنضال, بل ردوا علي النظام باكمله بالمواجهة الصلبة هذا النظام يجب الاطاحة به. الانقاذ حان دكها. وغدا ستنهض جماهير شعبنا لدك نظام الظلم والجبروت. يجب ن يكون لجماهير البجا الشرف في ان يكونوا في مقدمة القوي الضاربة التي ستطيح بالنظام. ان الشرفاء من اهل الشرق عندما يرحبون بتكوين جبهة عريضة لكنس النظام انما يؤكدون اصرارهم لبناء سودان تعم فيه الديموقراطية والحرية والعدالة والرخاء وتنتهي فيه مظاهر العنصرية والاستعلاء والاذلال ومص الدماء.