مناظير زهير السراج [email protected] دروس من المؤامرة ..!! * الجهة التى خططت ودبرت المؤامرة الشرسة التى قضت على شداد لم تكن بالتأكيد جهة عادية ( أو اشخاص عاديون) وانما ( جهة متمرسة) فى هذا النوع من الاعمال والمؤامرات ..!! * بالعودة الى هذه المؤامرة يتضح التالى: * الشق الأول فى المؤامرة هو (سرية) القرار بسحب الاشراف على الانتخابات من المفوضية وتحويله الى الاتحاد السابق ( معتصم جعفر ومجدى شمس الدين، نائب رئيس وسكرتير الاتحاد السابق)، وذلك حتى تاتى الانتخابات متسقة مع قرار الاتحاد الدولى بان تكون الجهة التى تشرف على الانتخابات المعادة هى الاتحاد السابق وليس المفوضية ( الدولة )، وهو ما حدث بالضبط باشراف (عضوى الاتحاد السابق) عليها فى وجود وفد الاتحاد الدولى، وانتهى بالتالى اهم بند اعتمد عليه شداد فى نسف الانتخابات ..!! * غير ان الذى يثير الذهول أوالاعجاب هو الطريقة التى نفذت بها المؤامرة لدرجة ان شداد وهو شخص حاد الذكاء وصاحب خبرة فى الانتخابات وألاعيبها، لم يعلم انه وقع فى حبائل مؤامرة شرسة الا عندما نقل له وفد الاتحاد الدولى فى اللقاء الذى جمعهما ان الانتخابات جرت تحت اشراف ( الاتحاد السابق )، وكانت مفاجأة مذهلة وقاسية جدا لشداد لا ادرى كيف استقبلها !! * لقد أفلح المتآمرون بشكل يثير الاعجاب فى الحفاظ على سرية المؤامرة، بل نجحوا فى خداع شداد وحلفائه وكل الرأى العام بأن الموقف المعلن للدولة الذى لا تراجع عنه هو ان المفوضية ( الدولة ) هى التى ستشرف على الانتخابات، أى أن نسف الانتخابات كان مضمونا لشداد، بينما كان قرار الدولة عكس ذلك تماما. * العنصر الثانى هو الاستخدام الذكى للخطأ الفادح الذى ارتكبه شداد بعدم الاشارة فى التقرير الذى بعثه الى الفيفا الى واقعة رفض ترشح البعض لمنصبى نائب الرئيس والسكرتير، ولو فعل شداد ذلك لقضى على الانتخابات تماما، ولكنه اهمل هذه الواقعة معتمدا على البند الأول فقط ( اشراف المفوضية)، فاستغلها مجدى شمس الدين ( بايعازمن المدبرين) لينفى لوفد الفيفا ترشح اى شخص للمنصبين سوى الشخصين اللذين فازا بالتزكية وهو ما تطابق مع التقرير الذى ارسله شداد للفيفا قبل الانتخابات بأيام قليلة ..!! * هذا العنصر يوضح بجلاء أن كل مراسلات شداد وتحركاته كانت مرصودة أو مكشوفة، او ان هنالك من قام بتسريب تقرير شداد الى خصومه قبل قيام الانتخابات او قبل وصول وفد الفيفا الى الخرطوم. * فى كل الاحوال فان هذه المؤامرة تكشف بوضوح ان شداد كان يواجه خصما ( خفيا) متمرسا غير الذى كان يتعامل معه فى الظاهر، كما تكشف ان الافعال والمواقف والاقوال الظاهرة ليست دائما هى المحك فى تفسير الاشياء أو تحديد طريقة التعامل معها، واخيرا فان اتخاذ الحيطة والحذر واجب فى كثير من الأمور ..!!