إنتباهة قلم أحاجي أم هايدي: حجوة نبضة وقلوب رندا عطية الزمان: أمسية خرطومية مبللة بالمطر، تحديدا ساعتين كدي من نهاية عرض برنامج (اوبرا) المذيعة الامريكية في (قناة ال mbc4). المكان: بيتنا.. ( وليداتي) هايدي وعزة وركن الدين منشغلين عني تزاحما حول قنوات الmbc3 وسبيس تون والجزيرة الرياضية فيما ذاك السوداني ابيهم مشغول عنا مرة بقراءة جريدة يتصل اثر قراءته لها باصحابه متحدثا معهم بنرفزة عن ازمة د.شداد وما ادراك ما ازمة د. شداد والاتحاد، واخرى ينشغل عنا بدفنه لرأسه على اللابتوب ومن ثم دخوله واعتكافه داخل النت واللي من شدة ما بيعتكف جواه لمن يا بنات امي يوم اتلفت لنفسي سائلة اياها بحيرة: يا ربي انا متزوجة بيل قيتس وانا ماني جايبه خبر! آهه وفي غمرة انشغال وليداتي وابوهم عني حانت مني التفاتة نحو النافذة الزجاجية التي كنت جالسة منزوية وحيدة متمحنة بجانبها لاصيح فجاة دونما اشعر قائلة: وقفت. لاجدني اثر ذلك حافية القدمين اسارع بفتح باب بيتنا الداخلي حتى اذا ما خضت في موية المطرة ذات البرودة الممتعة الا وضجت ذكريات طفولتي بالحياة لاجدني ودونما اشعر ومن بعد قيامي بفتح باب بيتنا الخارجي متمشية على الرملة المغسولة بموية المطر والمفروشة امام سور الاشجار البتحجب بيتنا عن الاعين. حتى اذا ما انسربت ريحة الدعاش لانفي ومن ثم وتراءى لي منظر (يُمه) جدتي لامي وهي بتحجي فينا اطفالا الا وجدتني اقفل سريعا عائدة لداخل المنزل فيما انا بصوت مشوق قائلة لوليداتي: يا وليدات تعالوا النحجيكم بحجوة نبضة وقلوب. والذين ما ان سمعوا قولة تعالوا النحجيكم وما ان وصلوني الا وتسلقت عزة لحجري فيما تشعلق ركن الدين بظهري اما هايدي فجلست تحت رجلي ناظرة الي بعينيين متشوقتين. آهه بعد داك وقبيل اكمالي لقولة حجيتكم ما بجيتكم الا وسمعت ابو هايدي يرد علي متهكما ودونما يرفع راسه من النت قائلا: خيرا جانا وجاك! والذي بالرغم من مواصلته بسخرية لي قائلا: اوعى تكوني دايره تحجيهم بحجوة من حجوات حبوبتك ديك! انتي المفروض مع طفولتك الشاهدتي فيها افلام الكرتون بتاعت فولترون ولولو وهاني وطم طم وناس ريمي وجلوكور وسيد فيتالس المفروض بعد ده تحجيهم بالماتريكس والا هاري بوتر والا سيد الخواتم والا آفتار. الا انني بالرغم من ذلك لم احبط بل بديت الحجوة بمتعة قائلة: يا وليداتي كدي في الاول قولو وراي: دبدوب قلوب .. قلوب دبدوب .. دبدوب قلوب .. قلوب دبدوب. لتقاطعني ابنتي الكبرى هايدي سائلة: امي.. نبضة دي منو؟! وكمان قلوب النطق اسمه زي نطق دبدوب ده منو؟!! نبضة .. دي شفتو الساعة مش بالثواني اهه ثانية القلب هي نبضة، اما قلوب اضفت ضاحكة فده اسم الدلع لقلب ابوك والذي حينما لمحته بطرف عيني لراسه من النت رافعا .. بفضول لي مصغيا الا واصلت بشيطنة وكاني ما شايفاهو قائلة: ونبضة عايشه هنا جوه قلب ابوك وجوه قلب اختك وجوه قلبك وجوه قلبي وجوه قلب اخوك وجوه قلب اي انسان حسع انتو لو كل واحد فيكم خت ايدو على قلب التاني الا وح يتعرف على نبضة. والذين ما وضعوا ايديهم فوق قلوب بعض ومن ثم باغتوني بصوت طفولي لا استطيع مقاومته قائلين: امي.. انتي كمان ما تختي يدك في قلب ابونا عشان تتعرفي على نبضة علما انني وعلى ضوء حقيقة ان نبضات قلب العاشق تتسارع حالما يرى من يعشق ناهيك عن ان يضع يده على قلبه الا بضحكة من القلب نابعة اجبتهم: منو! انا!! بري .. يا وليدات نحنا اصلو دايرين نتعرف على نبضة العايشه جوه قلب ابوكم والا دايرين نكتلو! والذي حينما رأيته للنت تاركا .. بكلياته لي ملتفتا فيما هو يضع يده على خده لصوتي مصغيا لنظره علي مركزا الا واصلت باهتمام بالغ قائلة: وقلوب ابوكم لو داير يحافظ لينا على نفسه ويمتعنا بحياته لازم يتبع العادات الصحية الاتية والتي اوصى بها القائمون على الاحتفال بيوم القلب العالمي تحت عنوان كيف يمكن ان تعيش حياة صحية: 1- تناول على الاقل عدة انواع من الفواكه والخضر يوميا وتجنب الدهون واحترس من الاطعمة المعالجة والتي غالبا ما تحتوي على محتويات عالية من الملح. 2- قل لا للتدخين. 3- المحافظة على الوزن المثالي. 4- تعرف على ارقامك: قم بزيارة اختصاصي الذي يمكنه قياس ضغط الدم ومستوى والكولسترول ومستوى الجلكوز بشكل صحيح. 5- خلق بيئة خالية من التدخين: امتنع عن التدخين وذلك عن طريق تشجيع اماكن عمل خالية 100% منه وتحفيز الموظفين المقلعين ودعم اولئك الذين في طريقهم الى الاقلاع عن التدخين. 6- جلب التمارين الرياضية الى اماكن العمل: متضمنه انشطة جسديه في جدول العمل، حاول السير الى العمل اذا كان ذلك ممكنا، اصعد السلم، حاول اداء تمارين او تمشى خلال فترة الغداء وقم بتشجيع الاخرين على تقليدك. 7- تناول الاغذية الصحية في اختياراتك: اسعى دائما لتناول غذاء صحي في عملك. 8- التقليل من التوتر والتفكير لمدة دقائق. ومع اضافتي مستدركة هي يا يُمه بسم الله نسيت اقول انه من ضمن العادات الصحية اللي اوصى بها الاطباء: 9- كن نشيطا وحافظ على قلبك: مثلا 30 دقيقة من المشي في اليوم من 3 - 5 مرات في الاسبوع يمكن ان يساعد على حماية قلبك من النوبات وتقويته. ومع استدراكي ذا الا وفوجئت بأبو هايدي بتي يهب واقفا فيما هو يخرج من جيب جلابيته تلك الطاقية التي اهديته لها في عيد ميلاده والتي ما ان وضعها على راسه والذي حينما فوجئت به بضحكة مستمتعة لي قائلا: قومي لبسي الوليدات ديل عشان ح نمشي نزور ناس امك. ليدور هذا الحوار بيننا: هي لكن انا لسع ما كملت الحجوة لوليداتنا .. كدي خليني النصل بيهم لحدي مغامرة قلوب ونبضة مع الكوليسترول .. بعدين انت ما بتزور ناس امي اللي هي حماتك الا بسلام الراس الليلة شن جدّ؟!! انتي مش قلتي انو اطباء القلب قالوا انو المشي لمدة 30 دقيقة بيساعد على حماية قلوب اللي هو اسم الدلع لقلبي من النوبات وتقويته وبيت ناس امك مسافته من بيتنا كلها ربع ساعة. ليغمغم اثر ذلك لنفسه بما لم افهمه الا متاخرا قائلا: 15 دقيقة ماشيين و15 دقيقة راجعين بكده بنكون تمينا النص ساعة المشي اللي اوصى بيها الاطباء. حتى اذا ما مددت يدي لفتح باب بيت ناس امي الا فوجئت بأبو هايدي يوقفني قائلا: يللا نرجع بيتنا .. اصلو كده نص ساعة المشي اللي اوصونا الاطباء باتباعها كعادة صحية تمت. والذي حينما سالته باستغراب يشوبه شيء غير القليل من الزعل: اديني سبب واحد ... سبب واحد يخليك ما تدخل تسلم على حماتك؟! والذي من بعد من حمل عزة بكتفه وامساكه بيد هايدي الممسكة بيد اخوها ركن الدين الا وافحمني بضحكة مكتومة وصوت هامس قائلا: شنو! ادخل اسلم على حماتي حسع!! يا ام هايدي يا زولة هوووي انا زول قليبي رهيف وما بيقدر على الهبباي في عز الصيف .. بعدين انتي مش قلتي بعضمة لسانك انو اطباء القلب لتجنب امراض القلب اوصوا بالابتعاد والتقليل من التوتر. الا وجدتني اصم خشمي علي واتبعه في تلك الامسية الخرطومية المبللة بالمطر راجعه لبيتنا فيما هو بصوت ينضح ضحكا لوليداتنا قائلا: يا وليداتي قولو وراي: دبدوب قلوب .. قلوب دبدوب .. دبدوب قلوب .. قلوب دبدوب. توضيح: * ركن الدين، عزة وهايدي وليداتي: هم ابطال قصتي مسبحة نيو يورك الفسفورية.. الذين ما فتئت اساله اللهم آناء الليل واطراف النهار ان يرزقني اياهم يوما من بين اطفال ووليدات امة محمد. ** الحجوة محاولة لتوعية وتثقيف اطفالنا منذ الصغر بما يجنبهم الوقوع في شر امراض القلب الذي احتفل السودان بيومه العالمي السبت الموافق 25/9/2010م والذي انا من بين يديه اهديها لكل الامهات ليحجوا بيها ويوعوا ويثقفوا من خلالها اطفالهن الصغار.. والكبار! الصحافة