مناظير كيف دخل ابراهيم ؟! زهير السراج [email protected] * تابعت ما كتبته الصحف السعودية والسودانية عن قضية الطفل السعودى ابراهيم الذى جرى ( تهريبه) من السعودية الى السودان عبر ميناء جدة بدون اوراق ثبوتية وبدون علم اهله ولأسباب غير معروفة بواسطة مواطن سودانى ( لم تفصح أية جهة عن اسمه أو الاجراءات التى اتخذت ضده حتى لحظة كتابة هذا المقال الساعة السادسة مساء امس بتوقيت الخرطوم) ..!! * القضية غامضة، وحسب رواية نقلتها الصحف عن لسان والد الطفل فان المواطن السودانى الذى كان مقيما بالسعودية اصطحب الطفل الى جدة ثم طلب منه مرافقته الى السودان ثم خرج به عبر ميناء جدة بدون اوراق ثبوتية حتى وصل اخيرا الى الخرطوم إلى ان تمكنت السلطات السودانية من العثورعليه وتسليمه الى السلطات السعودية ..!! * لا تهمنا كثيرا تفاصيل هذه القضية فى هذا المقام يقدر ما يهمنا ان نتساءل حرصا على سلامة وامن بلادنا خاصة تحت ظل الاجواء المشحونة بأخبار ومخططات الجماعات الارهابية: ( كيف نفذ الطفل بدون اوراق ثبوتية من سلطات الجوازات السودانية فى ميناء بورتسودان، ان كان ما ذكرته الصحف عن عدم حمله لاوراق ثبوتية صحيحاً .. خاصة انه نفذ ايضا من ميناء جدة بنفس الطريقة؟!). * الصحف السعودية ذكرت ان السلطات السعودية تجرى تحقيقات واسعة لمعرفة اسباب وطريقة خروج الطفل بمفرده ودون اى وثائق، وتقول ( الشرق الأوسط ) ان الطفل ( استغل صغر سنه فى المرور من طابور الجوازات السعودية زاعما انه بمعية اسرته التى سبقته الى الباخرة)، فاذا كانت هذه الحيلة مقبولة نوعا ما عند الخروج ( ربما اعتقد الموظف ان الطفل دخل مع اسرته الى الباخرة ثم خرج منها لاى سبب من الأسباب ويريد العودة اليها مرة اخرى، كما يحدث فى بعض الأحيان ان يخرج المسافر من صالة المغادرة فى اى مطار ثم يعود اليها مرة اخرى باجراءات معينة)، ولكن هل يمكن استخدامها عند الدخول .. بمعنى هل يمكن ان يقول طفل لموظف الجوازات ان اسرته قد سبقته بالدخول فيسمح له بالمرور بدون ان يتأكد من تأشيرة دخوله الى البلد ؟! * لقد صارت السفر فى كل انحاء العالم جحيما لا يطاق بسبب الخوف من العمليات الارهابية التى تشكل تهديدا حقيقيا للأمن والسلم العالميين، ولا يمكن لإبرة صغيرة أن تنفذ بدون أن تتعرض للتدقيق الشديد، فكيف يمكن لشخص بشحمه ولحمه أن يمر بدون أوراق من سلطات الجوازات بميناء بورتسودان ؟! * لا نريد لاجراءات السفر فى بلادنا أن تكون جحيما خاصة مع امكانيات مطاراتنا وموانينا المحدودة فى توفير الراحة للمسافرين او تخفيف المعاناة القاسية التى تتسبب فيها الاجراءات المعقدة، ولكننا لا نقبل لبلادنا ان تكون ضحية لعمليات ارهاب أو تخريب بسبب ضعف الاجراءات او حسن النوايا ..!!