.. [email protected] حدثان هامان..احدهما أقام الدنيا ولم ولن يقعدها..لانه في راي المتواضع سيكون شرارة لانتفاضة هذه المرة ستكون من نوع آخر.. وهي انتفاضة النساء في السودان علي خلفية ذلك الشريط المخزيء الذي بثته المواقع الالكترونية..وبعض الفضائيات يفضح بصورة جلية ممارسات جلادي النظام الذي يدعي الحكم باسم الاسلام..و المتسلط علي رقاب البشر في السودان باسم الشريعة الغراء والنظام العام تارة.. الذي تفرض قوانينه وتطبق عقوباته الجائرة شكلا ومضمونا علي ضعفاء القوم من أمثال تلك الفتاة التي لاظهر لها فألهبت سياط السلطان الجائر بطنها وكرامتها بقروح في النفس قبل ان تدمي أجزاء جسدها.. فتحركت نساء السودان الحرائر لتقول بالصوت العالي ( لا لقهر النساء ) باسم الدين الذي تلمس في كل سطر من قرآنه المجيد وسنته الحميدة وفقه علمائه الأماجد من الآئمة والمجتهدين السبل لحفظ كرامة المرأة المسلمة وغيرها باعتبارها مصنع الانسان للانسانية جمعاء.. أما الحدث الثاني وان كان يبعد جغرافيا عن الأول بالاف الكيلو مترات..الا انه ملتصق به من حيث التوقيت والمعني وتشابه المصدر..فقد فجر شاب عراقي يحمل الجنسية السويدية نفسه في العاصمة ستوكهولم انتقاما من حكومة وشعب السويد المسالمين باعتبار ان السويد تساهم في قوات التحالف الغربي في افغانستان بخمسمائة جندي. وعلي خلفية الرسوم المسيئة للرسول الكريم كما زعم ذلك الشاب الذي رد الجميل للسويد التي أوته مع اهله الذين هاجروا بعد ان جار عليهم نظام الحكم في عهد صدام وشردهم عن بلادهم..وتعلم من حر مال شعب السويد وعرف معني الحرية هناك واحترام قدر الأنسان ولانسانيته.. ثم قزفت به الظروف الي بلاد الأنجليز ليكمل تعليمه معززا مكرما وقد ذهب اليها صافي الذهن مستشرفا مستقبله في طريق الحياة الأخضر الممتد امامه وزوجته الشابة وأطفاله زغب الحواصل.. ولكن القدر كان له بالمرصاد اذ يصادف في طريقه أحد المتنطعين من ارهابي المهجر من ابناء مصر الذي كفلت له انجلترا ضمانا اجتماعيا من دافع الضرائب الانجليزي ووفرت له السكن بكرامة..ومددت له حبال الصبر وهو يدعو لتدمير الأنجليز الذين اكرموه في عقردارهم ..ويخطب بحرية لم يجدها في بلاده التي ولي الأدبار منها هاربا من الشهادة التي يتدشق بها من علي محراب المسجد الذي يؤم فيه المصلين في انجلترا وبالصوت العالي.. وأذا به يخضع ذلك الشاب العراقي لعمليات غسيل المخ بكلام هو هوس لاعلاقة له..بما قال الله او حث عليه رسوله الكريم..ودفعه بعد ان جنده لصالح تنظيم القاعدة الارهابي لازهاق ارواح أناس ابرياء كانوا سيموتون دون ذنب جنوه..لو انه لم أخطأ التوقيت ويموت وحده..ليخلف شرخا في نفوس أهل السويد الذين عرفوا باحترام الانسان بغض النظر عن لونه او جنسه أو معتقده.. فاضر بما تبقي من سمعة الانسان المسلم في تلك البقعة ايما..ضرر فبربكم قول لي.. من اين جاء هؤلاء الشياطين الذين لبسوا عباءة الدين لتدمير الدين ذاته اولا وازهاق روح الانسان باسمه..كنفس حرم الله قتلها الا بالحق.. الحدثان بعيدان عن بعضهما وقريبان في ان واحد.. فكلاهما تنفذه عقليات.. تريد الحياة لنفسها وتأباها للاخرين ..فجلد الفتاة بسوط التنطع في الخرطوم لا ينفصل عن تفجير العاصمة السويدية من قبل شاب كان ووفقا لمن عاشروه ودودا محبا للناس والحياة.. قبل ان تلتقطه عصابات الشر..وتدفع به الي سكة الهلاك ..دون وعي منه..ليخسر المسلمون مؤطي قدم عند شعب والله له من الأخلاق والمثل مالم يتوفر في بلاد المسلمين.. وقديما قال الامام / محمد عبده وقد صدق حينما ذهب الي أروبا.. اذ قال جئت من بلاد فيها اسلام بلا مسلمين..الي بلاد فيها مسلمون بلا اسلام.. فتبا لاعداء الحياة..الذين تفرقت بهم السبل في ارض الله ولكن تجمهم عقلية العداء للانفس التي خلقها الله لتعمير الأرض ..لا لتدميرها.. والله من وراء القصد..