وروحه بلا رجعة عبدالرحمن اليحيا بداية احب ان ارددقول الشابي أبارك في الناس أهل الطموح ومن يستلذ ركوب الخطر وألعن من لا يماشي الزمان ويقنع بالعيش ، عيش الحجر هو الكون حي يحب الحياة ويحتقر الميت مهما كبر هكذا كانت نهاية ابن على التونسي الفار ودارت عجلة الزمن ، وكلما زاد عمره استغلظ جرمه ، وأخيراً آن للمجرم أن يذوق مرارة العذاب ، ويشرب من نفس الكأس الذي طالما سقاه لعباد الله هذه نهاية الظلم والظالمون فى كل عصر واوان فلا تحسبن الله غافلا عم يفعل الظالمون ولذلك اجدني ملزما بكتابة هذه الاسطر بعد ان استحوذ علي اليأس ان يكون في هذه الامة أي ذرة من كرامة حتى جاءت هذه الهبة واستدل الستار على نهاية الاستبداد بتونس واستجابت لقصيدة أبي القاسم العصماء الخرافية وكانت تشحن النفس أملا .. إذا الشعب يوما أراد الحياةفلا بد أن يستجيب القدر ولا بد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر ومن لم يعانقه شوق الحياة تبخر في جوها واندثر كذلك قالت لي الكائنات وحدثني روحها المستتر ودمدمت الريح بين الفجاج وفوق الجبال وتحت الشجر إذا ما طمحت إلى غاية ركبت المنى ونسيت الحذر ومن لا يحب صعود الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر اذا يوجد شعب يريد الحياة .. يرفض الذل .. يرفض الاغتصاب بشتى أنواعة وقل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا لينتهي عهد ويبدا عهد جديد ولعلها اول شروق وولادة للجيل العربي الحر الجديد ولا نشجع الفوضى ولا نحث على غض الطرف عن الافكار المنحرفه اوالمنحرفين واحذروا المبالغات المبالغة في الخوف من الفتنة لان فيه ناس لازالوا يخوفون الامة من الفتنة حتى وقعت الامة في الفتنة والمبالغة في الطاعة العمياء حتى لاتطالب بحق ولا تنكر منكر حتى لو منعك من الاذان والصلاة يعني عدم افراط الثقة في غير محله والمبالغة في المصلحة حتى هدم الدين باسمها في بعض البلدان والمطلوب التوازن فلا افراط ولا تفريط فنحن نعلم جميعا نعلم ان الحق وسط بين طرفين غالي وجافي كما في صدر سورة الفاتحة اهل الصراط المنعم عليهم والمغضوب عليهم والضالين وقد وردت الوسطية في الاسلام في كتاب الله في موضعين وسطية محمودة ووسطية مذمومة اما الو سطية المحمودة فهي في قول الله ( وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس والوسطية هنا هي الحق والعدل أي عدول فلا غلو ولا تفريط ( قل يااهل الكتاب لاتغلو في دينكم ) فاليهود قالوا عزير ابن الله والنصارى قالوا المسيح ابن الله وهما نبيين ارسلهما الله يستحقون التعظيم والمحبة والطاعة ولكن لايصلون الى درجة الالوهية ولا البنوة فمن أوصلهم الى هذه الدرجة فقد غلا فيهم ومن استخف بهم واستهان بحقهم فقد وضعهم في غير مكانهم ونحن وسط وعدول والحق بين باطلين فلا نقول عنهم الهة ولانقتلهم ونستخف بهم بل نحبهم ونعظمهم ونؤمن بانه الله ارسلهم فهم بشر يوحى اليهم فيطلق عليهم انبياء الله وهم افضل البشر وليسوا الهة كذلك جعلنا الله امة وسطا في جميع الامور بين الغالي والجافي ونعطى بعض الامثلة لنقرب الامر بعض الناس يفهم من يسر الدين التخلي عن الدين مع ان يسر الدين معناه ان المشقة تجلب التيسير فمن لم يستطع الصلاة قائما يصلي قاعد ومن لم يستطع الصيام لمرض او سفر يفطر ويقضي في ايام اخر وليس معنى يسر الدين ان تتخلى عن الدين وترتكب المحرمات ثم تتعذر بان الدين يسر ومن هنا نقول لمن غلا في الدين وشدد على نفسه ولم يقبل رخص الله هذا غلو وفي المقابل رجل اخر متهاون في امر الله ومفرط ( وكان امره فرطا ) هذا تفريط وانحطاط كذلك الوضوء نحن مامورون بغسل الاعضاء ثلاث مرات الوجه واليدين والرجلين فبعض الناس غسل كل عضو خمس مرات فهذا غلو ورجل اخر لم يسبغ الوضوء وفرط حتى اخل بوضوءه فهذا تفريط وجفاء والثالث غسل كل عضو ثلاث مرات كما امر واسبغ الوضوء فهذا هو الوسط والعدل والحق فكان حقا بين باطلين واما الوسطية المذمومة فهي من كان بين الحق والباطل ( لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء ) وهذا اخذ من الدين ما وافق هواه وترك ما خالفة تعرف منه وتنكر مره يدافع عن الحق ومرات كثيرة يدافع عن الباطل مذبذب متردد ويطلق عليه منافق وهو فعل حيوان اسمه الجربوع اتخذ بيتا له عدة انفاق يصعب الامساك به وكل بلاء الامة من منافقيها الذين يلبسون ثوب الصديق وهم اعدائها وفي الختام هل تشاركونى الشكر للشعب التونسي العظيم؟ فقد أثبت للعالم كله أن الشعوب العربية لم تمت ومهما طال الليل فلا بد ان يظهر الفجر ومهما طال العمر فلا بد من القبر وما من ظالم الا سيبلى بظالم رفض الغرب كله ابن علي وروحة بلا رجعة الدرب الي يسد ومايرد (ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ) ونتمى للشعب التونسي ان يولي الله عليهم خيارهم ويجعل الله عاقبة امرهم الى خير كتبه عبد الرحمن اليحيا في 12/2/1432