[email protected] لم نستغرب أبدا والرئيس البشير في زيارته الى مدينة الابيض يوم الثلاثاء والتي جاء اليها بحجة افتتاح منشآت هي في حكم الواقع منشآت قديمة ومستهلكة فالكهرباء والتي انتظمت منذ العام الماضي وكذلك افتتاح استديوهات او توسعة للتلفزيون لم تكن سوى نقطة في طريق الفشل الانقاذي الذي يحاول ان يداري به اكبر وافظع غلطة في تاريخ البلاد وهي انفصال جنوب السودان والذي ساهم فيه المؤتمر الوطني مساهمة فعالة بل هي في الواقع بيعة تمت لصالح الحكومة والحركة الشعبية. ففي الوقت الذي تذرف فيه الدموع على انفصال اغلى قطعة ارض في جنوبنا الحبيب نحد الرئيس البشير يتسلق المنصة وهو يرقص كما لم يرقص من قبل حيث الانتشاء والطرب واضحان عليه وضوح الشمس في رابعة نهار كردفان.. والشرفاء لا زالوا (يعصرون) فراش الانفصال.. وحتى الزيارة التي قام بها لكردفان والتي كان من المتوقع ان يعلن فيها حاجيات هي من صميم المواطن إلا انه وعد بأن الولاية ستشرب من الماء الصافي لكن من اين؟ لا ندري! ربما يقصد ماء الامطار والذي هو حقا صافي وكذلك الوعد المبتور بانه سيتم انشاء أبراج مكان المستشفى الحالي ولم تسعفه ذاكرته بذلك الا عندما ابتدع الشاعر المرهف الوسيلة قصيدته التي عبرت عن مطالب الناس في الولاية من ماء وكهرباء وصحة وقبل ذلك الغلاء الفاحش الذي يتمثل في ان كيلو اللحمة ب16 جنيها البقري وكيلو الضأن ب24 جنيها ورطل الزيت ب6 جنيهات وملوة العيش تقارب ال7 جنيهات بطحينها ورطل السكر بجنيهين.. ولم يقم الرئيس بأن يوعد حتى مجرد وعد برفع هذا الحمل عن كاهل المواطن وتناسى ان الجوع يسبب المرض وعندها ستكتظ مستشفاه الذي وعد ببنائه بالمرضى الى حين بنائه.. كنا نتوقع من السيد الرئيس ان يأتي الينا وفي يده ليس عصا موسى ولكن وعد يحمله في يديه وتمني وقمح ولكنه اتى بعصا لا ندري هل هي لكي يرقص بها ام لاستعراض العين الحمراء لكل من تسول له نفسه مجرد التحدث او محاولة التفكير في ذلك خاصة والناس اجتمعت في ميدان النادي الاهلي الفسيح والشبيه بميدان التحرير الشهير في القاهرة والذي هز عرش الطاغية وكبيرهم الذي علمهم السحر والجبروت