محمد عبد الله برقاوي.. [email protected] تماما مثلما توقعنا في مقال الأمس وكما توقع الكثيرون سار سيناريو الثورة الشبابية المصرية ..نحو المشهد الأخير في عهد النظام ( المباركي ) رئيسا وحزبا وحكومة..لينفتح أمام مصر باب سيؤدي الي جمهورية جديدة وبمواصفات مختلفة تماما .. ربما تجعل من عنوان 23 يوليو 1952 يتراجع في أوراق رزنامة التاريخ المصري ..ليتصدرها عنوان جديد هو ثورة 25يناير2011 .. جاءت الطامة لذلك النظام من حيث لم يحسب حسابا للبوبة التي دخلت منها رياح التغيير..فقد كان رئيسه مشغولا بالتفكير في اقامة مملكته لتمتد من بعده ابنا عن حفيد..فيما أعضاء حزبه يسبحون بحمده ..بعد ان ترك لهم مهمة جمع المال الحرام .. وقذارة لعبة تزوير ارادة الشعب ..وأجهزة أمنه تبطش بالغلابة وترفع له التقارير ( كله تمام يا أفندم ..ده الشعب بيموت فيك ) ..وكانت النظرات تتجاوز الشباب في كل شيء ..استخفافا بنار الغبن التي كانت تغلي كالمرجل في صدره ..ولم يدر بخلد الحاكم ولا الحزب ولا الحكومة .. ان تلك العقول قد تشكلت لزمان غير زمانهم وان اصابع الشباب تعزف علي وتر غير الذي يطربهم .. ظنوا انه شباب لاهي.. لا هم له الا الجلوس خلف الحاسوب وممارسة الدردشة الفارغة ..ولا اعتمام لهم الا الانقسام الي فسطاطي الأهلي والزمالك..أو التمايل مع انغام ثامر حسني ..وروبي ..ثم النوم علي وسادة الحلم بالسفر الي اروبا للعمل في غسيل الصحون.. تاركين الجمل بكل ما حمل لابناء الطبقة الطفيلية التي افرزتها الحقبة المباركية ..لتعيش وحدها لتتمرغ في وحل الفساد والاستئثار بالفرص ونهب الاموال والظفر بالصفقات فيتقاسموها مع البيه ولي العهد الذي تبخر حلمه مع زفرة الشباب الذي فاض به الكيل .. وقال كلمته التي لم يتنازل عنها قيد أنملة.. رغم الانحناءات المتتالية من الأسد العجوز ونظامه الكرتوني .. فما لبث ان ..ركب الرئيس ( المصرية ) وطار كرتون الحزب الي مكبات القمامة.. وهاهو الجيش الوطني الأمين والذي وقف موقفا متفردا ابان الأزمة علي مسافة واحدة من فريقي الثورة الشبابية .. والنظام المتهالك ..حتي تيقن تماما الي اين ينبغي ان يتحرك ومتي يستلم الامانة..ليدخل بها الي مرحلة انتقالية جديدة .. قاطعا الطريق علي النهازين الذين حاولوا اختطاف الثمرة من ايد الشباب الذين قطفوها من عيون الشمس.. بسواعد وأكف ما خافت الاحتراق ..ولا تلبسها اليأس من بعد المنال.. وذهب الرئيس بعد ان كابر وعاند وراوغ وساوم .. ثم ركع .. ورحل ..الي اين لا يهم الرواية الرسمية الي شرم الشيخ ولكن المرجح ان هناك أكثر من شرم شيخ خارجية منحته مهبطا لطائرته وهذا ايضا لايهم طالما... هو المهزوم .. والشعب هو المنتصر فقد اتي له شبابه بحقه كاملا..في الحرية واليمقراطية المنشودة والكرامة التي اضافت لشعب الكنانة سطرا مضيئا في سفر تاريخه التليد.. بالأمس وقد اغمضت عيني علي المشهد المصري فقد حلمت و( وحلم الجيعان عيش). والحلم هو الوحيد الذي لا يستطيع الحاكم مهما طغي ان يحجه عن منام الناس أو يمنعه من التسلل الي صحوهم القلق.. رايت .. جيشنا السوداني يقف منتظرا وهو يرقب في تحفز ..وهنالك صفوف من الشباب يحاولون في نفس واحد ووهزة قوية قلب شاحنة كبيرة فيها ركاب ترتجف لحاهم وجحظت اعينهم .. والهزة تزداد حتي كادت شحنتها ان تندلق علي الأرض وقد علت استغاثاتهم ..وهم يستنجدون بالجيش قائلين في هلع .. الست انت جيش..( المؤتمر ) فمالك لا تحمينا من هذا النمل .. أم انك ..( شعبي ) فرعليهم الجيش بصوت واحد.أنا لاهذا ولا ذاك ..شيلو شيلتكم فانا ( وطني فقط ) ..ثم دوى صوت ارتطام الشاحنة بالأرض و تشتت اللحي وهي عالقة في رؤوس تدحرجت مثل البطيخ في كل جانب .. ... وجموع من الواقفين علي الشارع تصفق ..فصحوت من نومي ....وانا اردد ..خير اللهم أجعله خير.. والله المستعان وهو من وراء القصد..