[email protected] جاء في اخبار الاثنين ان المكتب السياسي للحركة الشعبية في اجتماعه الذي عقد بجوبا يوم الاحد الماضي قد اختار اسم السودان الجنوبي وبعد ان يجيزه برلمان الجنوب سوف يصبح اسما للدولة رقم 194 عالميا ورقم 54 افريقيا وقد تم اختيار الاسم من عدة اسماء اخرى كانت مقترحة مثل كوش والاماتونج والسودان الجنوبية ومن خلال صحف الخرطوم يمكننا ان نتلمس ان الحوار حول اسم السودان الجنوبي كان ثرا فرافضيه حجتهم انهم لايريدون اي اسم يذكرهم بالدولة القديمة التي فروا منها بجلدهم كما ان الاسم الجديد لايعبر عن النقلة التي حدثت لانه اعادة ترتيب للاسم القديم , جنوب السودان . اما المتبنيين للاسم فقد نظروا اليه من زوايا مختلفة فمنهم من راي انهم كجنوبيين يجب ان يتمسكوا باسم السودان ولايتركوه لغيرهم لانهم هم اصحابه الحقيقيين اما السيد ياسر عرمان فقد اعتبر الاسم معززا للمشاعر المشتركة ويفتح باب الامل للوحدة على اسس جديدة ويسمح بقيام كونفدرالية واضاف ان الاسم يرفع معنويات الشماليين والجنوبيين ويحافظ على الوجدان ولن يجد وردي وصلاح احمد ابراهيم ورمضان زايد ضرورة لترك اغانيهم التي حافظت وصانت الوجدان ا. ه لاشك عندي ان كلام ياسر معقول جدا فهذا الاسم يترك (باب الريد متاكى) كما غنت ندى القلعة وان شئت قل يترك الباب مواربا للوحدة او الكونفدرالية ولاي شكل من اشكال العمل المشترك بين الجارتين فلو اختار الجنوبيون اسما ليس فيه مفردة السودان فان ذلك يعني طلاقا بائنا بينونة كبرى فالتجارب التاريخية اثبتت ان الاسم يسهل العودة لحالة ماقبل الانقسام كما حدث في المانيا التي انقسمت الي شرقية وغربية وعندما توفرت الارادة عادت المانيا بكل سهولة واليمن الشمالي واليمن الجنوبي عادتا اليمن وفي الطريق الكوريتان . وان شاء الله بعد ان تهدا المشاعر ويتناول الاخوة الجنوبيين جرعات استقلالية كافية وينشا جيل جديد لم يذق مرارات ايام الوحدة سوف يبدا التفكير وربما العمل من اجل الوحدة على اسس جديدة ليست بالضرورة ان تكون على الاسس التي يعنيها ياسر عرمان فابواب الجدة كثيرة ومتنوعة وساعتها سوف نجد الاسم المختار من المعينات . قبل ايام طفحت صحف الخرطوم بمقالات ينادي اصحابها بتغيير اسم السودان لانه صفة لاهل السودان ومن غير المعقول ان يطلق قوم لون سحنتهم على بلدهم ومع اختيار المكتب القيادي للحركة لاسم السودان الجنوبي يكون قد اسقط في ايديهم اللهم الا اذا كانوا انفصاليين مثل السيد الطيب مصطفى فقد كان من المنادين بتغير اسم السودان وهاهو مكتب الحركة يعطيه مبررا اضافيا لترك اسم السودان . المعروف ان اسم السودان قد اطلقه العرب على السودان عندما قسموا افريقيا الي بيضان شمال الصحراء الافريقية الكبرى وسودان جنوب الصحراء والسودان الشمالي يقع كله في البلاد التي اطلقوا عليها بلاد السودان وهو تلك المنطقة الممتدة من نواكشوط الي جيبوتي وقيل ان جمهورية مالي كانت سوف تمسى السودان لولا ان السودان سبقها كما ان تشاد كانت تسمى السودان الفرنسي مقابل السودان الانجليزي (ديل نحن) فطالما ان السودان انفرد بالاسم وتركه الاخرون له ففي ذلك تكريما له وهو بالفعل مركز بلاد السودان واثره الثقافي ممتد في كل بلاد السودان القديمة وتبقى ان يتعافى ليقود ذات البلاد سياسيا واقتصاديا في النهاية الاسم اي اسم لايعدو ان يكون امرا شكليا ومدخلا اكثر منه جوهرا وكما نقول في عامية وسط السودان (الاسم نزيلة) اي انه لايحتاج الي تفكير كثير وسوف يتنزل ساعة الحاجة اليه ولتسمية النساء نقول (الاسم بتصلحو سته) اي اذا كانت البنت جميلة فاسمها جميل حتى ولو كان على اسم حبوبتها فكم من كلتوم اجمل من ريم وتاية اجمل من شيرين وحاجة اجمل من سوزان فالدول مثل النساء فاذا كانت قوية ومحترمة وشعبها مرتاح سيكون اسمها جميل . فمن القلب نتمنى ان يكون اسم السودان جميلا في الدولتين طالما انه كان قبيحا في دولة الوحدة ونتمنى ان يعود جميلا في دولة الوحدة القادمة والف مبروك .