تراسيم.. استجواب كامل إدريس..!! عبد الباقي الظافر البروفيسور كامل إدريس المدير الأسبق لمنظمة الملكية الفكرية كان يهبط صباح أمس الأول من الشقة الصغيرة التي يسكن فيها في الخرطوم شرق.. عند المخرج كان في انتظاره رجلان.. بعد التحيّة قدّما أنفسهما باعتبارهما من مؤسسة أمنية.. السيّد إدريس تحقق من بطاقتي الهوية اللتين يحملانها.. ثمّ رفض الإجابة عن أي سؤال بدون أمر اعتقال أو خارج مباني الأجهزة الأمنية.. انتهت الحلقة الأولى على هذا النحو ولم يستمر الاستجواب أكثر من ذلك. الحلقة الثانية بدأت نحو الخامسة من مساء أمس.. اتصل بي البروفيسور إدريس وأخبرني أنّ عربة مظللة وبدون لوحات تقف أمام مقر حملته الانتخابية.. بعدها انقطع الاتصال بيننا.. عاودت الاتصال به أكثر من مرة.. أخيراً بعد المغرب تمكّنت من الحديث معه.. وأفاد أنّه تعرّض للاستجواب غير القانوني للمرة الثانية وفي عرض الشارع العام.. حيث تمّ اعتراض سيّارته.. وأنّ الذي استجوبه منعه من الاتصال عبر الهاتف. في سبتمبر من العام 2006م وقبل منتصف الليل بدأ رجل غريب يطرق على دار الصحفي محمد طه محمد أحمد.. الرجل كان يريد أن يصطاد أرنباً فيجد في شباكه فيلاً.. الغريب يختطف الصحفي الشهير ويعبر من أمام بوابة مستشفى الأمل العسكري.. الأسرة تظن أنّ محمد طه ذهب إلى رحلة تحقيق في مباني الأجهزة الرسمية.. ولولا هذا الظن لأمكن اللحاق بالمجرمين قبل أن يصلوا إلى جسر كوبر.. وربما تمّ إنقاذه من تلك النهاية الحزينة. ما يتعرض له البروفيسور كامل إدريس يمكن أن يكون بأيادٍ رسمية تريد أن ترسل رسائل مزدوجة في موسم الانتفاضات الشعبية.. ويمكن أن يكون محاولة ابتزاز رخيص تقوم به جهة لا تملك هذا الاختصاص.. في كل الأحوال أمن المواطن كامل إدريس من مسؤولية الحكومة السودانية. الافتراض الأول أنّ جهات حكومية أزعجتها تحركات كامل إدريس التي تستهدف بناء معارضة راشدة.. تلك التحركات التي بدأت منذ أن طرح مدير الملكية الفكرية نفسه كمرشح مستقل في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.. وقال في حكومة البشير ما لم يقله الطيّب مصطفى في عرمان وباقان. وربما ورود اسم كامل إدريس في مقالات مدير جامعة الخرطوم المقال.. كان أيضاً سبباً يجعل الخرطوم الرسمية تُفضّل الحديث الخشن مع الأستاذ كامل إدريس.. وفي تلك المقالات رجّح كامل إدريس أنّ هنالك دوائر داخل حكومة الانقاذ تعرقل تسوية ملف الجنائية الدولية. وكذلك طواف كامل إدريس على عدد من العواصم العالمية والعربية في الفترة الأخيرة.. ربّما جعل الإنقاذ تصاب بالقلق من تحركات رجل له وزن في المجتمع الدولي.. فأرادت المؤسسات أن تخبره أنه تحت مجهر الحكومة براً وبحراً. في تقديري أنّ تلك الأسباب مجتمعة أدت إلى أن تصل العلاقة بين الجانبين إلى طريق مسدود.. ولكن في مثل هذه الظروف يصبح أي تصرف مهما كان بسيطا يحمل أكثر من دلالة. ليس أمام الحكومة إلا أن تصدر بياناً رسمياً يبين ما يُحاك في الظلام. التيار