تراسيم.. خيارات قوش !! عبد الباقي الظافر في احد الاجتماعات الحاشدة لمستشارية الأمن (تغمدها الله بواسع رحمته) ..أوجز زميلنا الأستاذ عثمان ميرغنى كلمته بدعوة المستشار قوش لقيادة (بروستوريكا) داخل الحزب الحاكم .. ابتسم الجنرال صلاح قوش على هذا التقريظ الذي يرى فيه رجلا يحمل جينات إصلاحية..تلك الجينات التي أصبحت أندر من لبن الطير بين جنبات الحزب الحاكم. يمتلك الفريق قوش عددا من العوامل التي تجعله رجلا آهلا لتلك المهمة الصعبة ..الفريق قوش خلفيته إسلامية ..فقد انتمي لتنظيم الحركة الإسلامية منذ أيام الدراسة الجامعية وربما قبلها..ثم زاوج تلك الخلفية الأيدلوجية بامتهانه للعسكرية في شقها المعلوماتي ..كما ان الفريق صلاح قوش كان دائما رجل دولة عملي جدا ..عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر من العام 2001 تمكن الجنرال قوش من فتح قناة اتصال إستخباراتية مع الحكومة الأمريكية ..بفضل ذاك التواصل نجت حكومة الإنقاذ من المقصلة الأمريكية . ليست تلك المرة الأولي التي يضطر الرئيس لإبلاغ قوش بنهاية خدماته ..ثم يضطر لاحقا إلى إعادة تكليفه ..كانت الطردة الأولي في عام 1997م ..تلك الغضبة المشهورة حملت قوش من إدارة العمليات بجهاز الأمن إلى التصنيع الحربي ..ثم تلتها أخرى أطاحت برأسه من قيادة جهاز الأمن ..ثم اضطرت الحكومة لتفصيل مقعد في مستشارية ألامن يناسب مقام الرجل المغضوب عليه . إقالة صلاح قوش من منصبه في القصر الرئاسي والتي سيعقبها إقصاؤه بالكامل من قيادة الحزب الحاكم ستكون الأخيرة في مسلسل (أمشي وتعال ).. هذه الإقالة ستفتح الباب واسعا أمام الفريق قوش ..تمنحه فرصة طرح رؤى جديدة يحتاجها الحزب الحاكم ..ليس أمام قوش إلا التمترس على مقعده الانتخابي والتنسيق مع التيارات الإصلاحية داخل المؤتمر الوطني ..هذه التيارات ستكون حفية بجهد رجل يحمل كارزما قوش . ربما يسأل أحدكم عن هذه التيارات ..الأصوات التي ترى حالة الاحتقان في شرايين الحزب الحاكم كثيرة من داخل الحوش الوطني..مقالات البروفسور مصطفي إدريس مدير جامعة الخرطوم المقال كانت تعبر عن ذلك ..دعوة المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم بإطلاق سراح الشيخ الترابي كانت تأكيدا ان ثمة ماء يجري تحت الجسر..تصريحات الدكتور غازي صلاح الدين انه واخرين عاكفون على تقديم رؤى جديدة تشمل الحزب والدولة تؤكد ان ثورة التغيير بدأت تسرى في أوصال حزب الحكومة المتخم . ليس بإمكان قوش الخروج على حزبه والالتحام مع المعارضة ..المعارضة لن ترحب به ..ستراه رجلا من عهد بيوت الأشباح يداه مخضبة بالدماء..وفي أحسن الافتراضات ستظن ان هذه نسخة العرض الثالث من مسرحية (اذهب للقصر رئيسا) . علي الفريق قوش ان يمعن النظر في تجربة الذين سبقوه بالخروج على أحزابهم ..خرج السيد بدر الدين طه من الحزب الحاكم ولم يسمع به أحد حتى عاد مرة أخرى ثم خرج ثم عاد ..مبارك الفاضل اضطر ان يعود دون شروط إلى دار إبن عمه الإمام بعد ان استعصى عليه العمل منفردا. الان مطلوب من القوى الإصلاحية في المعارضة ان تفتح صفحة جديدة للتواصل مع المستشار السابق صلاح قوش ..على اقل تقدير قوش يدرك كيف يعضى الحكومة