تراسيم.. دموع الفاشر.. قصة واقعية!! عبد الباقي الظافر قبل نحو عام تسللت الشابة مصرية إلى مخدع خطيبها في بيت القش المجاور.. دار بينهما حديث ساخن.. الخطيبة تسأل رجلها إن كان ينوي الزواج من أخرى ويتنكر لقصة الريدة القديمة التي أثمرت ثلاثة أطفال.. والرجل يعترف للعشيقة أنها مجرد محطة عابرة.. ومصرية تخطف سكيناً كانت بجانب الرجل.. وتبدأ مرحلة من العراك على المدية.. مصرية تخطف السكينة وتسدد طعنة نجلاء للرجل الذي خانها. القضية تمضي إلى المحكمة.. فتاة العشرين عاماً تقاتل وحدها..توجه إليها ثلاث تهم أدناها السرقة وأعلاها القتل العمد.. كل هذه المصائب دون أن يكون بجانبها محامٍ.. سألتها لماذا لم تستعينى بمحامٍ.. أوضحت أنها تجهل تماماً مهمة المحامى.. وأن دخل أسرتها الريفية لا يسمح لها بمثل هذا الترف.. القاضي في غضون ثلاثة أشهر يحكم عليها بالإعدام شنقاً.. القانون لا يهتم بخلفية الأحداث. مصرية أحبت جارها وهي مازالت تلميذة في الصف الثامن.. حملت منه وأمست أماً وهي مازالت قاصراً.. المجتمع المحلي تدخل وعبر مجالس الجودية في الفاشر أقر العشيق بفعلته.. ووعد بإكمال مراسم الزواج قريباً.. مصرية تعرضت للاستفزاز ورجلها يحمل (الشيلة) التي جمعاها سوياً ( توب توب) إلى بيت آخر في ذات القرية. القانون يتجاهل المشاجرة التي بانت معالمها على ساعد الشابة الصغيرة وفي ثلاثة أشهر فقط يحكم عليها بالإعدام شنقاً حتى الموت. في مرحلة الاستئناف وعبر الصدفة تسمع إحدى المنظمات الأجنبية بقصة مصرية.. المنظمة الأجنبية تنتدب محامياً ليدافع عنها.. وتنتهي مراحل الاستئناف بتأييد حكم الإعدام. وتظلم الدنيا أمام سجينة الفاشر.. تبدأ في قراءة القرآن الكريم بشغف وتحفظ عدداً من أجزائه. مصرية تنتظر الموت.. ويزور سجن الفاشر ناشط مدني.. محمد حامد الأنصارى يسمع قصتها المحزنة.. يتحرك في كل الاتجاهات.. ثم يلجأ إلينا في التيار.. ونكتب في هذه الزاوية قصتها المحزنة.. وتتلقف الأمر مواقع إسفيرية.. ويتداعى أهل الخير.. قارئ يقترح حملة قومية.. وآخر يقول إنه مستعد لدفع الدية.. وآخرون من رجالات الفاشر ينشطون في توقيع اتفاق صلح ينقذ رقبة مصرية من الإعدام. الأسبوع الماضي ينجح المجتمع المدني في الظفر بعفو أولياء الدم.. منظمات المجتمع المدني تنجح فيما فشل فيه القانون.. ويجتمع أهل القرية من بعد صلاة الجمعة.. ويصلحون بين مصرية وخصومها.. وتطوي مصرية صفحة من حياتها لتبدأ أخرى. مشكلة مصرية كان يكمن أن تتكور مثل كرة الثلج.. تصبح قصتها مثل فتاة الفيدويو التي شغلت الناس في البر والبحر.. أو تنتهي إلى كتاب مثير مثل دموع الصحراء الذي حقق أعلى مبيعات في أمريكا.. بعد أن استعرضه الرئس بوش الذي التقى مؤلفته حليمة بشير في البيت الأبيض. أخشى أن تمضي هذه الواقعة التي مرت بسلام دون اعادة دراستها.. الاصلاح العدلي يحتاج إلى بعض الصراحة ولكن كثير من الشعارات السياسية تمنع الجهر بالقول في هذه المنطقة الحساسة جداً. التيار