إن فوكس الوطنية الغائبة! نجيب عبدالرحيم [email protected] أخيراً أسدل الستار على البطولة الإفريقية الثانية للاعبين المحليين على مسرح القلعة الحمراء حيث توج المنتخب التونسي( نسور قرطاج) بلقب البطولة على الرغم من أنه كان أقل الفرق إستعداداً لهذه البطولة بسبب الأحداث والاضطرابات وأعمال العنف التي شهدتها تونس مؤخراً ورغم ذلك تمكن من الفوز مقدماًٍ أجمل العروض في نهائي البطولة أمام المنتخب الإنغولي العنيد وتمكن من سحقه بثلاثة أهداف دون رد بينما كان منتخبنا أكثر استعداداً نفسياً وبدنياً وذهنياً ويلعب على أرضه وبين جمهوره مقارنة بالمنتخب التونسي الذي يعاني أفراده في إطار التحضير للبطولة العديد من المشاكل نظرًا للأوضاع السياسية غير المستقرة في ذلك الوقت لكنهم بالروح القتالية ورغبتهم في الفوز وحبهم لوطنهم قهروا كل الصعاب وتوشحوا بالذهب وأعادوا البسمة للشعب التونسي بعد الأحداث الأخيرة. يجب علينا أن نتحدث بشفافية وأمانة وصراحة وأمانة الكلمة تتطلب منا عدم السكوت على الإخفاقات وفشل إتحاد كرة القدم في قيادة اللعبة لقد وضح جلياً من خلال التنظيم السيئ لهذه الدورة التي لم تكن بالمستوى الفني المطلوب ورغم ذلك فشلنا في الفوز ببطولتها وذلك بسب أعضاء الإتحاد الذين كان تركيزهم على مصالحهم الخاصة ووسائل الإعلام المختلفة وأصبح الحديث كله منصب في الآتي: حياتو يجدد إشادته بالسودان حكومة وشعباً وجعفر يتمنى مواصلة النجاح، بلاتر وحياتو ومعتصم جعفر يتناولون تجربة بطولة شان في السودان في مؤتمر صحفي ببرج الفاتح، مازدا يصرح المنتخب جاهز لتشريف السودان، بلاتر وحياتو يتغزلان في تنظيم السودان لبطولة شان كل هذه الكلمات والجمل مللنا من سماعها ولن تجلب لنا بطولات. نحتاج إلى من يتحدث بأمانة ومنطق وواقعية ويبرز عيوبنا قبل مميزاتنا سئمنا من المطبلين وحارقي البخور ومن المنقادين، سئمنا من ترديد التكبيرات على لا شئ نريد التحدث بالحقيقة سئمنا من الهالات الإعلامية السلبية التي قادتنا إلى الإخفاقات المتواصلة وأخرها خسارة بطولة على أرضنا ومنتخبنا يكنى ( بصقور الجديان )!!! وذلك كله بسبب إعلامنا الرياضي الذي يصف اللاعبين بعبارات لم يوصف بها نجوم الكرة العالمية ويعمل على خلق روح التعصب بين فئات المجتمع الرياضي وتضخيم الأمور التي تجعل البعض يتنفس غضباً فيما كل ما يمس ميوله. لقد أصبحت مشكلتنا وطنية من جميع النواحي فكل إخفاقاتنا ترتبط بأشياء ثابتة في عقليات مسؤولينا ونحتاج جميعاً إلى وقفة مع أنفسنا لأننا نفتقر إلى معاني الوطنية ونحتاج إلى تمارين مكثفة للنفس من أجل حب الوطن بدلاً من الصراع على الكراسي والمناصب على حساب الوطن الغالي.