[email protected] اقتحام المتظاهرين المصريين لمعاقل اجهزة الامن المصرية هى ثورة اخرى جديدة قد فجرها شباب مصر ضد الظلم ومهانة الانسان والتى كانت سائدة لعقود فى مصر والكثير من دولنا العربية وقد كنا نندهش حين كان دور مصر متراخيا و فى تصديها لاسرائيل , لقد ذهلنا حقا وحين عرض الاعلام تلك الترسانة التعذيبية من زنازين وادوات تعذيب وتجهيزات فاخرة لمكتب وزير الداخلية والذى ظل قابعا فوق غرف جهنم والتى تمتلا بها ارتال المعتقلين المصريين وزير الداخلية اللواء حبيب العادلي والذي أقيل بعد إطلاق النار على المتظاهرين يوم 28 يناير/كانون كان قد قال في التحقيقات معه إنه توجد \"غرفة جهنم\" في المقر الرئيسي بالحزب الوطني على كورنيش نيل القاهرة بميدان التحرير، والذي أحرقه المتظاهرون في الأيام الأولى للثورة.وأضاف أن الغرفة تضم جميع مخالفات كبار المسؤولين بالدولة والحكومة وموثقة بالصوت والصورة، وأن صفوت الشريف وجمال مبارك كانا على علم بها وبملفات وفضائح هؤلاء، ويتغاضان عنها. وفي كتاب الناشط محمد الدريني \"عاصمة جهنم\" وصف لمكان لا يستطيع تحديده رغم أنه قضى فيه 40 يوما لأن عينيه كانتا معصبتين وحافي القدمين ومكبل اليدين، لكنه كشف لي قبل سنوات إنه يعتقد بوجود هذا المكان في مدينة نصر لأنه ميز أصواتا في المنطقة المحيطة. ويقول إن مكان عاصمة جهنم غير معروف له يقينا، إلا أن البعض يشير إلى أنه نفسه مقر أمن الدولة بمدينة نصر. وكان قد أبلغ النيابة في ذلك الوقت بأنه تعرض لوسائل وأساليب تعذيب متعددة، منها التكبيل على ظهر شيزلونج مبلل بالماء ثم توصيل أطرافه بمصادر الكهرباء، والتعذيب بواسطة كرسي صاعق كهربائي اخطر ما فى الامر ان تكون بلادنا مليئة بمقرات شبيهة فالامر غير مستبعد وعهد الانقاذ وقد طال بفاءه فى الحكم ودون منازع, وبالتأكيد فلقد اختلطت اوراق النظام وسونامى الثورات يزحف شرقا وغربا رغم تبريرات البعض بان السودان قد يختلف كثيرا عن مصر وتونس رغم ان جميع الطغاة ظلوا يرددون نفس الحديث فبعيد سقوط بن على اعلن الرئيس حسنى مبارك ان مصر ليس بتونس وما ان سقط حسنى مبارك خرج علينا الغقيد القذافى ليؤكد ان ليبيا ليست بتونس او مصر وصرخ بالصوت العالى بيت بيت دار دار زنقة زنقة , قد لا يتمنى المرء ان تكون ببلادنا غرفة جهنم او بيوت اشباح او مسميات تعذيبية اخرى تهين كرامة الانسان السودانى , كذلك لا نريد ان يحرق منتسبوا اجهزة الامن السودانية كل الوثائق وقد نتمنى كذلك انالتى بحوزتهم وان تكون كل الوثائق شفافة ومنصفة للمعتقل حتى لا تكون مدعاة للاحراق , دروس بليغة قد نتعلمها نحن السودانيون من ثوراتنا العربية وان كان الدرس الامنى هو اقوى تلك الدروس واعظمها ' اخوتى ان كانت اجهزة الامن السودانية طاهرة وعفيفة وان كانت الحكومة تؤمن بالتعددية السياسية وبالاصلاح الحقيقى وتطبقه على الارض فلا فساد ولا محسوبية ولا مخاصصة ولا تشريد ولا تهميش ولا تعذيب ولا قهر ولا ظلم فأن سونامى الثورات العربية لن يمر اطلاقا ببلادنا , اما غير ذلك وخروج النظام بعنجهية وصلف قذافى وتحدى للشعب فأن تحرك الشارع وانتفاضته امر واقع لا محالة.