[email protected] قبل أن أشن هذا الهجوم الشرس على مافيا الخرطوم يجب أن أقف وقفة تحية وإجلال لشباب أمبدة الذي حطم حاجز الخوف .. وألهب حماس الشعب السوداني شيباً وشباباً....وأنتهز هذه السانحة لأزف لهم خالص آيات الشكر والعرفان لهذا التحدي العظيم لكتيبة أبي العفين..وأقول لهم سيروا وعين الله ترعاكم ا ونحن من خلفكم رجالاً ونساءً نشد من أزركم وندعمكم بلا حدود..إنها خطوة جبارة في المسار الصحيح تستحق الثناء..وتذكروا أن النار من مستصغر الشرر..وأن العصا من العصية..وأن مشوار المليون ميل يبدأ بخطوة واحدة..وأول الغيث قطرة.. كما أحب أن أذكركم أيضاً أن البحر من خلفكم والعدو أمامكم..وعندما تحين ساعة الصفر.. التي لا يعلمها إلا الله ..ستتحرك الأمواج البشرية الهادرة من جماهير الشعب السوداني العظيم من كل حدب وصوب لتزلزل الأرض تحت أقدام الطغاة ..وتلقنهم درساً لن ينسوه مدى الحياة..فالأذكياء فقط هم الذين يتعلمون من الدروس المستفادة..فالثورات التي اندلعت في تونس ومصر وليبيا نحن الذين أطلقنا شرارتها في أكتوبر1964م..فالشعب السوداني العظيم شعب بطولات وتضحيات ومعلم للثورات..وهازم للذات منذ فجر التاريخ..أشهدي يا كرري.. أشهدي يا شيكان..أشهدي يا توشكي..أشهد يا وينستون شرشر.. أشهد يا تاريخ.. فهذا الشعب المقدام لا يستورد الثورات.. ولا يتأثر بها..كما يدعي تجار الدين وآكلة السحت.. بل يصنعها ويصدرها عبر الأثير إلى العالم الخارجي.... وقريباً سيلتقي الجمعان بإذن الله ..وسيهزم الجمع ويولون الدبر ..وساعتئذ سيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون..وبعدها سيخرج المرجفون من المدينة ..ولكن لست أدري كيف سينجون بجلودهم هذه المرة؟ فجميع منافذ الهروب قد أغلقت وأحكمت حلقاتها .. فلا يستطيعون الهروب غرباً أو شرقاً .. شمالاً أو جنوباً.. لقد سبقت ثورة طلاب السودان التي اشتعلت في أكتوبر 1964م ثورات الطلاب في دول العالم المتحضر.. فرنسا ( 1968م).. ربيع براغ في تشيكوسلوفاكيا(أغسطس 1968م).. ربيع تيتان في الصين ( 1989م ) ..ولقد تفوق شبابنا على شباب فرنسا ، والصين ، وتشيكوسلوفاكيا منذ أكثر من أربعين عاماً .. وهذا إن دل على شئ إنما يدل على عبقرية المكان والزمان.. أعود مرةً أخرى لسلخ أبي العفين.. أين كتيبة الاستنفار المزعومة التي زعمت أنت ومندور بأنها ستسحق شباب الثورة في ومضة عين؟.. لماذا لم تسحق شباب أمبدة الأبطال الذين خرجوا ليلة البارحة في تحدي سافر للمافيا وهم يهتفون لا للغلاء .. خبزا.. خبزا للفقراء..بالدم بالروح نفديك يا سودان..وعادوا إلى قواعدهم سالمين ..على الرغم من أن كتيبة واحدة تتألف من رجل واحد \"ون مان بتاليون\" مسلحة بمدفع رشاش عيار 7.62 mm M240 تستطيع أن تسحق هؤلاء الأبطال.. بدم بارد.. خلال دقائق معدودة إذا لم تكن ثواني.. لقد خرج هؤلاء الشباب يهتفون ضد الظلم والطغيان بعد أن تقطعت بهم السبل وضاقت بهم الأرض بما رحبت..وذهبت أحلامهم الوردية أدراج الرياح..!! أليس من حقهم المطالبة بخبز الحياة؟.. وغداً سينطلق شباب بحري ..وأسود البراري ..وشباب السجانة ..وغداً ستشرق شمس يوم جديد.. أليس من حق هؤلاء الشباب الخروج في مظاهرات تعبيراً عن ربيع الغضب؟ من المسئول عن توفير العيش الكريم لهؤلاء الشباب؟.. أين مشروع المليون رغيفه!؟؟ أين المشروع الحضاري؟ .. أين الوحدة الجاذبة؟ ..من الذي أعطى المافيا هذا الحق لحكم البلاد والعباد لأكثر من عشرين عام؟.. فإذا كنتم غير قادرين على توفير رغيف الخبز لهذا الشعب الكريم.. أرحلوا بعيداً عن هذه الديار بعد أن انتفخت كروشكم وترهلت بطونكم ..وتضاعفت أوزانكم من أكل السحت وأكل أموال اليتامى..أرحلوا غير مأسوف عليكم لأنكم غير مؤهلين لحكم هذا الشعب الطيب.. فاقد الشئ لا يعطيه..لقد انتهى عهد ديمومة الكراسي ,,وأصبح الشعب صاحب الكلمة العليا ..شئتم أو أبيتم ..وكل لحم نبت من سحت فالنار أولى به.. وأخيراً .. وأقبل أن أغادر هذا المنبر الحر أحب أن أسدي نصيحة مجانية لأبي العفين ..بدون \"كومشن\"..لا تطلق النار على هؤلاء الشباب العزل..وإذا أطلقتها ..صدقني لن تمهلك الأيام حتى تحتفل وترقص في عيد ميلاد المافيا القادم.. لأن شباب الثورة سيطاردك..حارة حارة .. بيت بيت.. شارع.. شارع.. لفة..لفة..وزنقة زنقة.. صدقي باشا [email protected]