[email protected] لايمكن أن يكون رفع الإنقاذ راية الشريعة سببآ مقنعاً للضربة الجوية الإسرائيلية لمطار بورت سودان كما يقول وزير دفاعها. إذ أن الإنقاذ ما فتئت تردد عند كل منحنى إنها ما جاءت إلا لرفع هذه الراية. اللهم إلا إذا كانت هذه الراية تُرفع مرةً ثم تُنزل مرات ، و ذلك لسبب بسيط و هو أن البلاد- و شرقها تحديداً - تعرض- إلى جانب هذه المرة- إلى ضربة جوية أخرى في العام 2009م. ولم تقم الإنقاذ بأي رد منذ ذلك التاريخ رغم وقوع ضحايا في كل مرة. بل أنها لم تعلن عن ذلك إلى أن تكشَّف الأمر بواسطة ميديا خارجية , و الإنقاذ لا تفتقر لهذه الوسائط الإعلامية ، بينما راية الشريعة يجب أن تكون مرفوعة منذ مجيئ الإنقاذ عن طريق إنقلاب 30 يونيو 1989م. ما يجعل الذي يقول به وزير دفاع النظام, و الناطق الرسمي بإسم قوات النظام المسلحة مدعاة للأسئلة اللاهبة : - طالما أن ما سبق ذكره يشير إلى أن رفع راية الشريعة ليس سبباً كافياً للهجوم الإسرائيلي الثاني على شرق السودان, فلا بد أن يكون هناك سبب أو أسباب أخرى. خاصة و السودان لا يمثل دولة تماس بالنسبة لدولة إسرائيل. - الإنقاذ و على لسان رئسها المشير البشير تقر بأنها تخصص 70 % من ميزنية الدولة للأمن و الدفاع .. و السؤال مستوجب الإجابة : ما هو المعنِي بالأمن و الدفاع؟ - علمنا ، بعد الغارة الإسرائيلية الثانية ، بأن هناك قاعدة عسكرية و دفاعات جوية بشرق السودان إلا أنها لم تقم بأي دور \"عسكري\" لا أثناء و لا بعد الغارة .. فما هو الدور الذي تنتظر أن تقوم به ؟ - يقول وزير دفاع الإنقاذ بإنهم سيقومون بالتصدي لإعتداءات إسرائيل- بعد هذه الغارة الثانية التي نحن بصددها الآن، و إن دماء الشهيدين لن تضيع هدراً .. فما هو الرد الذي قامت به الإنقاذ بعد غارة 2009م ، عسكريآ أو دبلوماسياً لنقيس عليه نوع هذا الرد الذي يقول به ؟ .. و ماذا عن ثأر دماء شهداء غارة 2009م ؟ - ذلك لئلا يكون الكلام إستهلاكياً و تبريراً لعجز مشهود و إبتذالاً.. و \"حَشْ دِقِن\". - صرح الناطق الرسمي لقوات النظام المسلحة بأن الغارة قد نفذتها طائرتان دخلتا المجال المدني للطيران مستخدمتان في ذلك التشويش الأمر الذي مثل عنصراً للتخفي , و أن قصف الطائرتين للسيارة إستغرق دقيقتين فقط ! هذا يعني بأن ثمة مجالين للطيران أحدهما مدني و الآخر عسكري .. فهل يعني ذلك أن المجال العسكري محمي و أن الآخر المدني غير ذلك ؟ أم أن الطائرتين أخطأتا بإستعمالهما المجال المدني .. حيث سيكون إستعمالهما لهذا المجال خطأ عسكري! يستحق الإدانة يستحق الإدانة حيث لا أحد يتوقع أوينتظررداً. علماً بأن هنا وثمة تصريحات رسمية قالت بأن الطائرتين وُوجِهتا بنيران كثيفة من جانب الدفاعات الجوية ! تمويه ! .. وإستعمال مجال طيران مدني !! من دولة مصنفة بأنها معادية !! ودقيقتان فقط أكفتا قيامهما بالمهمة . نعم ، دقيقتان فقط ؛ بحسب الناطق الرسمي ، و نيران كثيفة و إضطرارالطائرتين للهروب خارج البلاد ! - ماذاكان ينتظِر مَن لم يُؤت علماً في مجال العلوم العسكرية ؟ .. أن تستمرالطائرتان - بعد أن أكملتا مهمتهما- الأستمرار بالتحليق فوق الأجواء السودانية ، أو الهبوط بأرض السودان؟ - لماذاضياع قيمة النيران الكثيفة فوق سماء السودان بعد أن أضحت خالية من أي طائرةعدو؟ ختاماً : - ما هو تفسير التضارب في تصريحات صادرة من تنفيذيين أو رسميين ، أشخاصاً أو وكالات؛ فوزيرخارجية النظام أعلن أن القتيلين سودانيان، بينماصرح نائب والي البحرالأحمر (الولايةمسرح الغارة) بأن أحدهما سوداني! وsmc تقول ظلت الطائرة تتابع العربة حتى قصفتها ، وذلك على لسان شهودعيان ! - ألايدعو للعجب وصول وزير دفاع دولة تعرض أحد أجزائها لهجوم أجنبي خلَّف ضحايا من مواطنيه أوغيرهم ، ألا يدعو للعجب و التساؤل وصوله بتاريخ 9 ابريل لمكان تعرَّض للهجوم بتاريخ 5 ابريل؟ هل أن الغارة كانت لاتزال مستمرة ، فأُجِسَتْ عليه خيفة ؟؟ .. أم أنه كان يملك معلومات إستخباراتية تفيد بترصده هو شخصياً.. فآثرالذهاب بعد إنجلاء غبار المعركة و صفو سمائها ، والتأكد من عدم تكرارها إستهدافاً شخصياً له هو هذه المرة كوزير دفاع لدولة معادية لإسرائيل؟ بعد هذا الذي حدث الآن و في العام2009 م من جانب إسرائيل تحت ظل نفس النظام, مُستصَحباً بوصول قوات خليل إبراهيم من شرق دولة تشاد ، والتي كانت دولة معادية وقتها, و حتى وصولها أو قل دخولها جسر النيل الأبيض الذي يصل مدينتي أم درمان و الخرطوم ، و دون أن تعلم هذه المصروفُ عليها 70 % ألا يستوجب ذلك أسئلة مثل : - هل حقيقةأن هذه المليارات المستقطعة من ميزانية الدولة تذهب حقيقة إلى تلك الجهات الأمنية؟ فإن كان ذلك كذلك فما هي أسباب هذا العجز الذي تعاني منه ليتبعه عجز في الميزانية الواجب تخصيصها للقطاعات الخدمية والتنمية الوطنية ؟ - فشل السياسات وفشل الأداء البائنان و القائمان الآن , خاصة على مستوى القيادات - ألا يشير إلى فشل القيادات نفسها من حيث العلم والمعرفة والتأهيل؟ - ثم ألا يستحق الأمر مساءلة أو محاسبة علنية من جانب المؤسسات المنوط بها ذلك الدور.. أم أن النظام لايملك مثل هذه المؤسسات؟ - فإن كانت هذه المؤسسات موجودة فما الذي يمنعها من القيام بدورها ؟ .. و إن كان ثمة ما يمنعها من قيامها بدورها فما جدوى وجودها ؟؟ أم أن هذا هو دورها : الصمت ، والتغطية وخداع الشعب ؟؟!!