د.زاهد زيد [email protected] عندما بدأت سفينة النظام المصري في الغرق أصاب الهلع ركابها وهم يرون أمواج الجماهير تقترب منهم ، ولم يفكر أحد منهم في مصير السفينة ولا في زملائه حتي قائدها وكبار ربابنتها لم يعد همهم إلا إنقاذ أنفسهم . أما بن على فلم يلبث فيها إلا قليلا فجمع ما خف حمله وغلا ثمنه وقفز طالبا النجاة ولم يصدق حبل السعودية الممدود له حتى تعلق به تاركا السفينة وركابها يواجهون مصيرهم المحتوم . ولا تزال سفينة على عبد الله صالح تتلاطمها الأمواج وقد بدأ بعض من هم حوله في القفز من سفينته بعد أن أحسوا بالغرق ، أما سفينة زعيم العرب سابقا وزعيم الأفارقة القذافي فأمرها مختلف وقد أخذت تتأرجح يمنة ويسرة ومع كل حركة يقذف الموج بمن يظن أنه ناج منها أما ربانها فلا يدري إلى أي بر يقودها وكيف سينجو منها إن قدر لها الغرق . لقد شهدنا كيف حاول هؤلاء \"الكباتن\" التشبث الأرعن بحطام سفنهم الغارقة وهم يرون أمواج الجماهير تتلاطم من حولها وهم يأملون في أن تكون مجرد عاصفة وتمر وسيصفوا لهم الجو بعدها وستسوي السفينة من جديد وتعود المياه لمجاريها ولكن مع كل صباح جديد كانت الأمواج تزداد كثافة وعلوا واقترابا منهم , فتزداد مخاوفهم حتى تحول الخوف إلى رعب كاسح شمل الكل ، من أصغر راكب فيها وإلى الربابنة . فإن استطاع بن على ومبارك التخلي عن دفة الحكم والرضى بالسلامة فإن ذلك يتطلب قدرا غير يسير من التبصر بعواقب التشبث الأعمي بالحطام لأن النهاية باتت معروفة ، ولولا أن راى هؤلاء النهاية بأم أعينهم ما تخلوا طواعية عن مواقعهم . وتشاء قدرة العلي القدير أن يريهم خذلان أقرب الأقربيين إليهم وتخليهم عنهم في أصعب المواقف بل تبرأهم منهم وابتعادهم عنهم وكأن بهم جرب أو جزام والعياذ بالله بعد أن كانوا يتملقونهم ويداهنوهم ويتمنون ولو نظرة منهم . ولن يختلف الحال في السودان فحتما الثورة قادمة لا شك فيها إلا لأعمى البصر والبصيرة ورياح التغيير بل عواصفة تكاد تُرى رأى العيان . وقد بدأ من له قرون استشعار من أهل الإنقاذ يبحثون من الآن عن أطواق النجاة والاستعداد للقفز من السفينة عند وصول العاصفة ، فكل ما نراه الآن ما هو إلا السكون الذي يسبق العاصفة ، وحتى لا يفلت ظالم قد ظلم الناس أو لص سرقهم أوجلاد عذبهم في خضم الطوفان فعلى الشعب أن يعرفهم ويحددهم حتى يلاقوا جزاء ما اقترفت أيديهم .