الصادق المهدي الشريف [email protected] نسبت صحيفة الجريدة السودانية في حوارها مع البروفيسور الطيب زين العابدين قوله أنّ الحكومة السودانية تُدار بطريقة (الشلة) وأنّ شلة هذه الحكومة تتكوّن من خمسة الى ستة أفراد. وللأسف فملعومة البروف زين العابدين صحيحة لكنّها ناقصة... والمعلومة الناقصة أشدّ إرباكاً من المعلومة الغائبة. حزب المؤتمر الوطني مثل كلّ الأحزاب السودانية، وبالتالي يعاني من الأمراض التي تعاني منها تلك الأحزاب. خُذ مثلاً حزب الأمة، الذي يتكون مكتبه السياسي من أسرة الإمام الصادق و(آخرين). والحزب الإتحادي الديمقراطي الذي يتكون مكتبه القيادي من (مولانا محمد عثمان الميرغني) بالإضافة للسكرتارية). وهكذا يمكن أن نمضي في السرد بلا إستثناء سوى الحزب الشيوعي فقط من هذه المنظومة الشللية... أو العائلية. خطورة هذا الأمر بالنسبة لشعب السوداني هو انّ حزب المؤتمر يحكم الدولة وبالتالي فالقرارات التي تصدر منه تؤثر على قطاع أكبر مما لو كان حزباً بعيداً عن السلطة. معلومة البروف زين العابدين بأنّ هناك شلة واحدة تحكم البلاد هي معلومة ناقصة... نعم هناك ستة أفراد يتحكمون في مصير البلد. لكنّهم ليسوا شلة واحدة. في الحقيقة هم شلتان... متشاكستان... متصارعتان... يضربون بعضهم البعض في الظلام... تحت الحزام أو فوق الحزام... كيفما إتفق... ريثما تعود الكهرباء فيبتسم الجميع للكاميرات... الضاربُ والمضروب... في إنتظار أن تقطع الكهرباء مرةً أخرى... ليعودوا الى الضرب. وملحوظه مهمة : وهي أنّ كلّ الصراع يتمّ في الظلام... والضرب كذلك... ولكن تبقى آثاره على الوجوه... والقفا... و(الملفات). المجموعة الأولى يقودها الاستاذ على عثمان نائب الرئيس وبطل نيفاشا... والذي كان مسؤولاً عن التوقيع وتنفيذ الإتفاق... والذي اضرتهُ نيفاشا ضرراً بليغاً. والجناح الآخر بقيادة الفريق الدكتور نافع على نافع... مساعد الرئيس ومدير جهاز الأمن الأسبق... وهو الجناح الأعنف. خُذ مثلاً ملف دارفور... تنقل بين ايادي كثيرة نتيجة هذا الصراع... والجناح الذي يفوز بصورة مؤقتة ينقل إليه هذا الملف (الأمني/السياسي). تولاه الدكتور غازي صلاح الدين - وهو ليس من جناح النائب - بعد ان تمّ عزله من مفاوضات نيفاشا... فتمّ اخذه منه الى المرحوم مجذوب الخليفة... وقد كان من أشرس أعضاء الجناح الآخر. ثُمّ تولاه الفريق (نأسف فريق أول ) صلاح عبد الله قوش مستشار الرئيس ومدير جهاز الأمن السابق... ولم يكمل شهران في يده حتى إنتقل منه مرةً أخرى الى الدكتور أمين حسن عمر ثُمّ غازي صلاح الدين. والجناح الذي يعاني ضعفاً (وقتياً) يفقد الملفات المهمة في دفة الحكم، ويتولى ملفات غير مهمة (نكرر غير مهمة)... مثل قطاع الخدمات والزراعة والتعليم... فيعرض التفزيون وهو يكثر من إفتتاحات المستشفيات والمدارس والمشاريع الزراعية. أمّا من ترتفع أسهمه وقت التشكيل الوزاري... فيعمل على تصيد الوزارت المهمة والتي فيها من (إعداد القوة وركاب الخيل) ما فيها. نسيتُ أن أقول انّ أحد أعضاء المكتب القيادي بالمؤتمر الوطني (وهو الجسم الأعلى في الحزب الحاكم) قد قال لي ذات مرة أنّ المكتب القيادي يجتمع حتى الساعات الأولى من الصباح ويتخذ الكثير من القرارات. لكن هناك خمسة أفراد هم الذين يجتمعون بعد ذلك ويقررون ما يجب تنفيذ من قرارات المكتب القيادي وما لا يجب. والى الله المشتكى التيار