شر البلية ما يضحك ؟ د.زاهد زيد الضحك خاصية إنسانية لا يشاركه فيها أي مخلق آخر. وليس ما هو طريف هو ما يدعو للضحك ، فمن البلايا ما يصل حدا ينقلب فيه الموقف فيضحك الإنسان مما يجب أن يبكيه . فإن كنت في شك في ذلك فما عليك إلا أن تتأمل وتقرأ أخبار حكومة الإنقاذ من تحركاتهم وتصريحاتهم ولقاءاتهم فكلها من قبيل المبكي المضحك ، فالكم الهائل من السذاجة والجهل وعدم الوعي يجعل من المسئول كالأرجوزات في مسرح العرائيس وهو مسرح مجاني فإذا لم تنفقع مرارتك وأنت تستمع أو تشاهدهم فما عليك إلا أن تنظر فاصلا من الرقص بقيادة الرئيس نفسه ولعله الرئيس الوحيد الذي يختم لقاءاته بفاصل من الرقص الساخن . وآخر ما شاهدنا من المبكي المضحك واقعة البيان الذي قدمه وزير الدفاع بعد حادثة قصف الطيران الأسرائيلي لسيارة في الشرق ، ومما لا يعرف حتى الآن كيف تم ذلك القصف بصاروخ عابر أم بطائرات لم تستغرق سوى دقيقتين فقط كما قال أحد الأعراب حيث تم القصف بينما كان نائما تحت شجرة قرب أغنامه و الله أعلم . المهم أن الوزير الهمام ذكر أن نصب شبكة دفاعات جوية لحماية أجواء البلد تكلف بلايين لا طاقة للحكومة بها ولكن ما دمنا في هذا الزمن الغريب فلا استبعد أن تسعى هذه الحكومة لنصب هذه الشبكة والتي لن تصيد سوى طير الخلاء لسبب بسيط وهو أن الوزير عبدالرحيم هو الذي سيكلف ببنائها كما قام قبل ذلك ببناء عمارة أكاديمية الشرطة التي تهاوت كأوراق الشجر اليابس بغير زلزال ولا حتى نسمة هواء بعد أن حول قسما من مواد بنائها لبناء قصره الخاص والذي لن يسقط بكل تأكيد إلا بزلزال الثورة القادمة. فبدلا من أن تراجع الحكومة سياستها التي تحاول عبثا أن تخفيها في مساعدة حماس وأن تمد رجليها على قدر لحافها تجتهد في لا اجتهاد فيه فلا هي قادرة على حماية أجوائها ولا أرضها في مواجهة أي هجمات إسرائيلية ولا هي قادرة على كبح جماح نفسها الكاذبة في أنها تدعم بواجب ديني متوهم مجموعة مهما كانت قضيتهم عادلة أوغير عادلة فذلك ليس موضوعنا . ويجتهد رئيس القوم ووزير خارجيته في نفي دعمهم لحماس وحماس تنفي إصابة أحد مسئوليها في الحادث ولا تستطيع أن تنفي وجوده في السودان فلأي هدف هو هنا ؟ هل جاء للاستمتاع بحرارة الصيف أم جاء به هدف آخر؟ لإسرائيل ذراع طويلة يمكن أن تصل لأي مكان في البلد ولن يمنعها أحد إن استهدفت غدا هدفا تراه في قلب الخرطوم مما سيعرض الكثيرين لخطر كبير وهكذا لا يكتفي حكامنا بقتل الناس في الآمنين في قراهم في دارفور وفي المظاهرات واغتصاب الحرائر بل تستجلب لهم آلة القتل الإسرائيلية لتكمل الناقص .