تراسيم انقلاب قوش !! عبدالباقي الظافر [email protected] بدأ الفريق أول صلاح عبدالله قوش غير متوترا وهو يلج الى مقر اقامة رئيس الجمهورية اثر استدعائه مساء الثلاثاء الماضي..وجد براحة من الوقت ليرد على بعض الاتصالات الهاتفية ..اللقاء لم يدم غير بضع دقائق تلقى فيها قوش خبر اقالته من مستشارية الأمن..مادار في الحوار القصير يظل سرا مكتوما بين الرئيس ومستشاره الى حين . اعفاء قوش احدث ربكة في صفوف الحزب الحاكم ..مستشار الرئيس غازي صلاح الدين رد الامر الى تقديرات خاصة بالرئيس ..فيما أكد الوزير كمال عبيد وجود اختلافات في وجهات النظر في كابينة القيادة أدت لابعاد المستشار قوش . ولكن التناقض بدأ واضحا حينما تحدث الفريق قطبي المهدى القيادي بالحزب الحاكم عن اتجاه لحل مستشارية الامن القومي التى يرأسها الفريق قوش ..الا أن اللواء حاتم الوسيلة الرجل الاول في المستشارية اليتيمة قال ان الدكتور نافع علي نافع اجتمع بهم وأكد استمرار المستشارية في حوارها الوطني بين الاحزاب .بل زادهم نافع كيل بعير عندما وعد بترفيع تمثيل الحزب الحاكم في حوار المستشارية الذي كان ينظر له باعتباره القشة التي قصمت ظهر قوش . الصحفيون المقربون من الحكومة اتهموا الجنرال قوش بأنه كان يسعي لخلافة الرئيس البشير حيا عبر تدبير انقلاب عسكري..وان قوش في رواية الكرنكي كان يتأهب للعب دور الجنرال زين العابدين بن علي الذي انقلب على حكم الرئيس برقيبة بسماعة طبية وذلك عبر تقرير طبي اثبت ان الرئيس بورقيبة الذى امسى وقتها شيخا كبيرا لايستطيع ممارسة الحكم . في تقديرى الشخصي ان حكومة البشير انزعجت من نشاط المستشار قوش وخشيت من طموحه الزائد ..ولأن الانقاذ في الاونة الاخيرة باتت تعيش علي التقديرات الامنية ..رأت الحكومة ان تتغدى بالفريق قوش ..جروه الي معركة استفزازية على الهواء مباشرة ..رد الفريق قوش بمنعة على استفزاز الدكتور نافع على نافع ..كانت تلك المبارزة بمثابة قنبلة دخانية تيسر عملية اخراج قوش من دوائر الحكم . الا أن السؤال الذي يطرح نفسه هل لقوش اى وسائل لاصابة السلطان غير التنافس السياسي السلمي ..الفريق قوش بعد ابعاده من جهاز الامن اصبح جنرالا بلا جند ..واتجه اتجاها مدنيا في عمله السياسي ..بات نائبا في البرلمان من دائرة اهله في مروي ..وسع من علاقاته مع الاحزاب المعارضة ..كان في ذلك اقرب الى لاعب كرة قدم ذكي ينتظر الكرة في مكان مناسب وخال من المراقبة ..تقديرات قوش تقول ان الرئيس سيذهب طال الزمن او قصر ..وان خلافته تحتاج الى شبكة ترابطية من العلاقات السياسية مع كافة الوان الطيف السياسي ..ربما يجبر الرئيس على الرحيل في موسم الثورات العربية ..ويلتفت اهل الحزب الحاكم ولا يجدوا رجلا في كامل الجاهزية الا ابنهم الفريق صلاح قوش . خلافة الرئيس عمل مشروع في اى نظام ديمقراطي ..ولكن اعلام الحكومة سيرمي قوش بأنه كان يهدف لأن يكون بديلا لا خليفة ..الهدف من ذلك تخويف قطاعات واسعة من أهل الحزب الحاكم من الالتفات حول رجل يملك الكثير من الفاعلية .