حديث المدينة رخصة طموح..!! عثمان ميرغني الدكتور قطبي مهدي .. قال أن إعفاء الفريق أول مهندس صلاح عبد الله (قوش) .. من منصب مستشار الرئيس للشؤون الأمنية .. كان سببه طموح (قوش) أن يصبح رئيساً.. بعد ما تبين له أن الرئيس البشير لا ينتوي ترشيح نفسه في الانتخابات القادمة.. وللحقيقة والتاريخ ..هذه أول مرة في حياتي أعرف أن (الطموح) لشغل منصب رئيس الجمهورية.. حرام شرعاً ويستوجب الاطاحة بمن يقترف مثل هذه الكبائر.. حتى ولو كان الطموح لشغل المنصب عبر صندوق الانتخابات وعلى سنة الله ورسوله .. وبصراحة .. لأني أدرك أن الدكتور قطبي مهدي يتمتع بخبرة سياسية لا يمكن أن يفوت عليه أن (الطموح) ليس ذنباً ولا (معروضات) تصلح للمحاكمة .. لهذا أتصور أن تصريحات قطبي فيها كواليس أخرى مربكة ومحيرة. ربما.. من هذه الكواليس.. أن ما قاله قطبي يعني بصورة أو بأخرى أن (منصب رئيس الجمهورية) لن يكون شاغراً كما فهم الناس.. بعبارة أخرى أن طموح قوش هنا شرعي وحلال في حال كون المنصب سيشغر ويكون متاحاً للتنافس.. لكن إذا ثبت أن المنصب لن يشغر.. فهنا للطموح وجه آخر.. ربما يعلم د. قطبي مهدي وهو قيادي في الصف الأول لحزب المؤتمر الوطني .. أن هناك تراجعاً في مسألة ترشيح الرئيس البشير لدورة جديدة.. وقد يؤكد حديثي هذا تصريحات الدكتور نافع علي نافع في برنامج مؤتمر اذاعي التي كانت سبب اقالة قوش.. الدكتور نافع قال أن الرئيس طلب وأعلن عدم نيته الترشح للرئاسة.. لكن القرار ليس قراره .. الحزب هو من يحدد هل يترشح أو لا يترشح البشير. بقراءة تصريحات (نافع + قطبي) يبدو أن هناك ترتيباً أو قراراً أو تفكيراً في ترشيح الرئيس البشير لدورة رئاسية جديدة .. بعد العام 2015.. وهنا بالضرورة يصبح فعلاً (طموح) قوش في الرئاسة.. حسب رؤية المؤتمر الوطني تخترق حجب المباح والحلال لأنها تصبح منافسة للقيادة الحالية للمؤتمر الوطني. في تقديري، تصريحات د. قطبي تهزم الحديث المتكرر لحزب المؤتمر الوطني عن التغيير.. إذا كان مجرد ارتكاب جريرة (الطموح) يكفي للاطاحة بالقيادات.. فهذا يعني أن الحزب لا يزال في عهد (الاتحاد الاشتراكي).. لأن عالم اليوم.. ديموقراطيته تسمح لأي عضو في الحزب أن يتطلع.. وأن يمارس رياضة الطموح طالما في النهاية الأمر متروك لمؤسسات الحزب وعضويته بكل حرية أن يقرروا .. من يحق له التقدم للمنافسة في الانتخابات لمنصب الرئيس باسم الحزب. في الدول التي تحكم بالنظام الملكي.. التفكير في تولي الحكم يعد جريمة أمن دولة.. لأن نظام الحكم لا يقوم على التطلع والطموح بل على الترتيب العائلي.. لكن كيف في نظام جمهوري تعددي.. يحتاج المرء لرخصة (طموح) قبل أن يفكر في التطلع إلى أعلى؟.. بصراحة مثل هذه العقلية هي التي تجلب ثورات الفيسبوك..!! التيار
