تراسيم.. تحسين نسل !! عبد الباقي الظافر رواية تمددت بين المواقع الاسفيرية ..وحملت أن أحد وزرائنا الكبار كان يتحدث لبعض من عشيرته الأقربين في العربية السعودية ..الوزير همس في أُذن الأهل، أن حكومته بصدد استيراد فلاحين من مصر المؤمنة..ولما غضب معشر المغتربين من رؤية الوزير وجادلوه ..جاءهم من باب أخر ..وقال (يا جماعة اعتبروها محاولة لتحسين النسل )..الرواية التي لم تجد مكذباً تبين رؤية عقلنا الباطن لجموع البيضان من العربان. في رواية ثانية محكمة التفاصيل..هل على بلادنا الأمير السعودي الوليد بن طلال ..ومن حفاوتنا به جعلناه وكيلاً حصريا لتسويق ماشيتنا السودانية..الوليد الذي يتاجر بكل شيء جعل أغنام السودان في أخر اهتماماته ..وجد الأمير العربي أن من الأفضل له استيراد خراف من الصومال..ولما اكتشف متخذي القرار لاحقاً خطأ الخطوة كنا قد فقدنا سوقاً كبيراً. جالت في خاطري تلك الرواية وأنا اقرأ في معظم الصحف أن السيد نائب الرئيس قد منح وفد حزب الوفد مليون فدان من أرض أهلنا في الشمالية ..الإفصاح عن المعلومة كالعادة جاء من أدني النهر على لسان السيد البدوي رئيس حزب الوفد .. السيد البدوي مضي مفصلا المشروع الذى سيأخذ ثلثاه المصريون ويتركوا الثلث لأهلنا أصحاب الأرض . ومن عجائب الصدف أن أهل الولاية الشمالية في منطقة أم جواسير كانوا قد سيروا مظاهرتهم الأولي في التاريخ ضد تخصيص أراضيهم، لشركات سودانية ..وذات الصدف جعلت حكومة الثورة في مصر تشرع في نزع أرض جرداء كانت قد باعتها حكومة مبارك للأمير الوليد بن طلال في منطقة توشكي الصحراوية. السؤال هل للسودان فائض أرض زراعية تستحق أن تخرج كتبرعات سيادية للجيران ..الحقيقة غير ذلك ..علمونا في المدارس ان أرضنا الزراعية الصالحة لزراعة مئتي مليون فدان ..المعلومة القديمة لم تغيرها الامتدادات الزراعية العديدة في السودان..ولا وقائع انفصال جنوب السودان ..ولا حتي زحف جيوش الرمال على الأراضي الخصبة ..في الواقع إننا نجود بما لا نملك . نعم مصر تعاني من انفجار سكاني ..ولكن تلك مشكلة مصر ..المصالح الوطنية لا تقتضي تهجير مواطنين أجانب للسودان ..بل نحن في أمس الحوجة للتقانة المصرية ولرؤوس الأموال المصرية ..حركة رؤوس الأموال لا تحتاج إلى منحة رئاسية ..الآن بمقدور أي مستثمر أن يزرع في أراضي السودان..ويستغل العمالة السودانية الباحثة عن العمل بشراهة . كان مقبولا من حكومة الخرطوم أن تكرم المنتخب المصري لكرة القدم ..وكان مبلوعا ان يهدي الرئيس البشير أم الدنيا آلاف الأبقار ..ولكن من غير المنطقي أن نبدأ مرحلة الهبات الرئاسية للأحزاب المصرية ..(قولة) خير كانت مليون فدان لحزب لم يزره أي من قادته السودان إلا في الأسبوع الماضي ..ماذا ستفعل الإنقاذ مع جماعة الإخوان المسلمون الذين لهم في الأعناق بيعة. فكرة أي استثمار مشترك بين مصر والسودان يجب تحييدها من أي أجندة سياسية..الاستثمار الناجح يعبر الحدود دون الحوجة لتأشيرة مرور. التيار