– [email protected] ليلة أمس وبقدرما حزنت لفراق رفيق عزيز هو الأستاذ الجامعى محمد الفاتح أحمد بريمة عضو (الجبهه الوطنيه العريضه – لجنة التسيير) سابقا (الجبهه السودانيه للتغيير) حاليا .. وبعد التوافق على تعديل اسمها منعا للتضارب والتشويش من عدة جهات، من بينهم من ابتلاه الله بمرض (التعويق) والتخريب وبذل الجهد من أجل المكر والدسائس والهدم بدلا من البناء والتعمير، ومن بينهم من هو مكلف كما واضح من قبل اجهزة الأمن والمؤتمر الوطنى لضرب القوى الشريفه والجاده بأختلاق تنظيمات مشابهه ومضلله، بل والسعى للدخول فى التنظيمات المعارضه من أجل أغتيال الشخصيات ومن أجل الهدم لا البناء. بقدر حزنى لفراق ذلك الرفيق رحمه الله وغفر له، الذى لم يشهد (الجبهه) وهى تنتقل الى اسمها الجديد الذى يضم فى وسطه اسم (السودان) حتى تصبح وعاء شاملا ومفتوحا لكافة شرفاء السودان الذين يعملون من أجل التغيير بكل جهدهم، لا من أجل تدبير المؤامرات وأحاكة الأشاعات .. والى تبنى برنامج ديمقراطى مخطط له وفق رؤى عمليه وعلميه بعيدا عن اصدار القرارات الفوقيه والديكتاتوريه والعشوائيه التى تصدر من أعلى لتنفذها الرعيه دون اعتراض أو انتقاد أو مشاركه. بقدرما كنت حزينا .. لكننى شعرت بالسعاده بفكرة التغيير التى أقرها له المؤتمر الأستثنائى فى القاهره ثم اتفقت غالبية قيادة (الجبهه العريضه – التسيير) سابقا، على الأسم الجديد (الجبهه السودانيه للتغيير) وباركه أهل الداخل وهم بدون أدنى شك أهم عناصرالنضال المشاركه فى هذا العمل المخلص. وسبب سعادتى يعود الى متابعتى لبرنامج حوارى فى منتصف تلك الليله على قناة النيل الأزرق مع الوزير (السمانى الوسيله) المنشق من الحزب الأتحادى الأصل وفق النهج الذى يتبعه المؤتمر الوطنى واشباهه فى شق الصفوف بأستمالة وأغراء بعض من يختارهم للعمل لصالحه على أن يحتفظوا بنفس اسم الحزب القديم بدلا من ابتداع اسم جديد. الشاهد فى الأمر ذكر (السمانى الوسيله) ما جعلنى لا أصدق ما نطق به من معلومات بالحرف الواحد جاء فيها \" ليس من المستحيل الألتقاء مع (المؤتمر الوطنى) فمن قبل اسسوا (جبهة وطنيه عريضه) ضمت الى جانب الأتحادى الديمقراطى حزب الأمه وحزب الجبهه القوميه الأسلاميه\". يا للهول !! وهل يحتاج هذا الكلام الى الى تفسير أكثر من هذا؟ وهل كان اختيار اسم (الجبهه الوطنيه العريضه) فى مؤتمر لندن، صدفه كما كنا نظن ودون هدف مخفى؟ على كل .. التغيير الى الاسم الجديد (الجبهة السودانيه للتغيير) اقتضته العديد من الضرورات، منها التخلص من ذلك (التشويش) والى الأبد والتفرغ لتحقيق الأهداف بدلا من الأنشغال بالتوافه والصغائر، فقد عانينا كثيرا حينما كنا نتحدث عن (الجبهه الوطنيه العريضه - التسيير) فى الأيام الماضيه حيث نشعربجاجه لمقدمه نوضح فيها بأن تلك الجبهه لا علاقة لها بجبهة الأستاذ/ على محمود حسنين، التى (احتكرها) وسجلها تحت اسمه مثلما تسجل البقالات أو الشركات الخاصه! وكان لابد أن يتبع ذلك شرح مستفيض عن أسباب الخلاف، وهو التنكر لمقررات مؤتمر لندن وعدم التعامل مع القادة والأعضاء فى ديمقراطيه كما يقتضى عمل هذه الجبهات التى تضم تيارات فكريه مختلفه. ومن يظن بأن البند الذى تم التنكر له والذى ينص على (دوله ديمقراطيه فدراليه تفصل الدين عن السياسه) ويمنع تدخله فيهاغير مهم ويمكن تجاوزه، فعليه أن يرى ماذا حدث فى مصر بعد أن اسقط الثوار النظام السابق وأدخلوا جميع رموزه فى السجن! فبعد أن كان المسلم يقف كتفا بكتف الى جانب أخيه المسيحى، وقبل أن تجف دماء الشهداء سالت دماء جديده بسبب الطائفيه الدينيه ومحاولة اقحام الدين فى السياسه وفرض ذلك الدين على المجتمع وهيمنته على باقى الأديان. وفصل الدين عن السياسه لا يعنى الأباحيه ولا يعنى الفوضى الأخلاقيه كما يظن البعض، فى الحقيقه يعنى احترام كافة الأديان دون تمييز وأن تبقى مقدسه ومنزهه والنأى بها عن السياسه بصوره واضحه وحاسمه وهى (متغيره) وتعمل ومن أجل تحقيق مصالح للدول والشعوب التى قد تقتضى بعض التنازلات. على كل أهنئ شعبنا الصامد العظيم (بالجبهة السودانيه للتغيير)، وأشعر بأن التوفيق والنجاح سوف يكون حليفها من أجل انقاذ الوطن من عثراته وأزماته، وهى جبهة مفتوحه لجميع الشرفاء والأحرار الجادين فى العمل الثورى من أجل احداث التغيير الذى ينتظره شعبنا العملاق بعد أن ذاق المر على أيدى فئة فاسده استغلت الدين من اجل السياسه ومن أجل البقاء على كراسى السلطه.