أصوات شاهقة وزير المالية.. علامات المرض..! عثمان شبونة [email protected] * من التفسيرات التي قرأتها وتبدو منطقية ومفارقة في ذات الوقت أن الأمريكان صنعوا النجم مايكل جاكسون في أواسط الثمانينيات بالتزامن مع نشرهم للأسلحة في غرب أوربا.. أي كانت امريكا تصدِّر صواريخها المدمرة بجانب \"صاروخها الغنائي\" ليساهم في تخفيف حدة الغضب العام عليها \"في أوساط الشباب\" وبالتالي تستطيع أن تصرف النظر - ولو قليلاً - عن شرورها..!! * مايكل جاكسون \"1958 2009م\"، ربما نفسه لم يكن يعلم \"دوره السياسي المرسوم، إذا صحت الرواية الآنفة.. فقد عاش \"ملتذاً\" بعالمه الخاص، صارفاً الأنظار إليه \"حتى في موته\".. ولا تخلو سير النجوم الآخرين من لعب دور سياسي أكبر من جاكسون بدءاً من فرانك سيناترا وغيره، وليس انتهاءً بالممثل جور ج كلوني، الذي حاول المساهمة في نقل صورة واقعية \"قاتمة\" على الصعيد السوداني..!! * الآن.. الحكومة السودانية تستفيد من \"النظرية الأمريكية\" في مداراة مشوارها الفاشل مع الوزراء رغم الفارق بيينا وبين \"أمريكا العظيمة\".. أي \"بين السماء والأرض\".. وخير مثال لاستفادة الحكومة من النظرية تلك، أنها تحتفي بإبقاء وزير المالية في مكانه، كغيره من المسؤولين الفاشلين \"طويلي الأمد\".. تحافظ عليه كامل الدسم بالضعف و\"الشتارة\".. وهو ينفعل في ذلك المؤتمر الصحفي لأن \"ورقته انكشفت\"..! * ولتقريب الأشياء من ذهن القارئ \"المنهك\" أحيله إلى جزئية من خبر الزميل \"أبو القاسم\" بصحيفة السوداني: \"قال وزير المالية والاقتصاد الوطني علي محمود إن ما تناولته \"السوداني\" فيما يتعلق براتب ومخصصات مدير سوق الخرطوم للأوراق المالية، قضية انصرافية، مؤكداً أنه وقع على العقد ويتحمل مسؤوليته، وأضاف: \"ليس مهماً المحتوى، المهم أنه مستند دولة تحصل عليه الصحفي من مكتبه بطريقٍ غير مشروع\". الوزير قال أيضاً: \"انتو الآن الإعلاميين مسموح ليكم بقانون الصحافة والمطبوعات البتتكلموا عنو دا إنكم تمشوا تتحصلوا على مستندات دولة بطريقة غير مشروعة من مكاتب الدولة وبعدين تقولوا للمسؤول دا توقيعك\". * هذا الموقف بكوميدياه السوداء الركيكة، يحيلك إلى الشك بأن الصحفي المذكور اقتحم مكتب الوزير \"بعملية إرهابية\" وتحصل على المستند \"غير المهم\".. أو أن مكتب الوزير \"أي كلام...\"..!! * لكن المنطقي أن الوزير بشحمه ولحمه هو ال\"أي كلام\"..!! * ربما الحكومة التي تشبه وزرائها تحاول صنع هذه التفاهات لتصرف بها أذهان الناس عن \"عظائم الأمور\" لعدة أسباب، نختزلها جميعاً في قلة الحيلة وقلة الحياء... فالفاشلون الذين مزقوا الوطن لا يستصعب عليهم \"تمزيق الوقت\" باعتقال صحفي، أو بمجموع استفزازات تصدر عن أناس أولى بهم \"أن يتعالجوا\" قبل أن يتولوا المسؤولية في بلد \"يستوي فيه الأعمى والبصير\"..!!! * قال الشاعر العربي يوماً: يا دولة السوء.... هل لانقراضك من يوم فننتظرُ؟ وكيف نرجو خلاصاً أو نرى فرجاً وفيك طولٌ وفي أعمارنا قصرُ؟! أعوذ بالله الشاهد