بسم الله الرحمن الرحيم ولاية غرب كردفان – عندما يفي الرئيس البشير بوعده د.عبدالكريم جبريل القوني أبوجا نيجيريا [email protected] الآن وقد انتهت انتخابات جنوب كردفان وفاز المؤتمر الوطني كما هو متوقع وأنفض السامر فلابد لأبناء المنطقة من كشف حساب . من حيث الأهمية السياسية والأمنية فقد زار المنطقة رئيس الجمهورية ونائبه الأول وزارها نافع وكثيرين من قيادات المؤتمر الوطني وزارتها قيادات الحركة الشعبية من الشمال واهتمت بها الأممالمتحدة وأمريكا وأوروبا في تقاريرها التي لم ينقطع سيلها قبل وأثناء المعركة الانتخابية وبعدها من حيث الأهمية الاقتصادية فالمنطقة ترقد فوق حوض من الذهب الأسود وحوض بقارة المائي في باطن الأرض وثروة زراعية وحيوانية في ظاهرها . والسؤال هو ما نصيب المنطقة من هذه الثروات ومن هذه الأهمية ؟ سياسياً المنطقة في صراع يقاتل فيها الأخ أخيه ، ولم يكن الأمر كذلك سابقاً أمنياً المنطقة فيها من السلاح والذخيرة ما يكفي لتدميرها ثلاث مرات وفيها من المدربين على السلاح ما يمكنه أن يبقيها بؤرة للحرب لعشر سنوات قادمة . اقتصادياً الفقر يمشي على رجلين – إذا لم يحسب أصابع اليد المحسوبة على والمنتفعة من المؤتمر الوطني والحركة الشعبية ، وكما يقول أهلي فإن الفقر \" تالوتي\" بمعنى أن الجد كان فقيراً والأب فقير والابن كذلك . كأن هذا الفقر لا مفر منه برغم الغنى الذي يعرفه القاصي والداني عن المنطقة . بشرياً فقد امتصت المدن الحضرية في السودان ودول المهاجر معظم كوادر المنطقة من الاقتصاديين وعلماء التنمية البشرية والحيوانية وحتى السياسيين . بمعنى آخر أن المنطقة لم تستفد من أهميتها وغناها لا سياسياً ولا اقتصادياً ولا أمنياً ولا بشرياً ... كل هذا الغنى كما يقول المثل \" الحس بجيب والجوع يكتل \" بمعنى أنك تسمع عن غنى الرجل فلما تنزل ضيفاً عنده يعجز حتى عن إطعامك فيقتلك الجوع. فأين المشكلة ؟ وما الحل ؟ المشكلة الأولى أن حكام شمال السودان وجنوبه ومن شايعهم من دول ومنظمات أجنبية .. يهمهم ما في باطن الأرض أولاً وآخراً . وقد أغروا كثيراً من أبناء المنطقة – ترغيباً وترهيباً – فساندوهم في مسعاهم بقصد أو بغير قصد مباشرة أو بطريق غير مباشر في إبقاء المنطقة بؤرة صراع بعدما كانت منطقة تواصل . إن فقر المنطقة يجعل مواطنها يرى \" كل الخير\" في مقاتلة أخيه شمالاً وجنوباً وفي الاسترزاق من فتات ما يدفعه المؤتمر الوطني والحركة الشعبية من فتات فلوس ووظائف .. لأنه لا يرى في المستقبل إلا سواداً يتبعه سواد .. ظلمات بعضها فوق بعض .. وليس من بصيص ضوء . المسيرية والدينكا كلاهما ضحية المؤتمر الوطني والحركة الشعبية فرادى وجماعات وقبائل متعلمين وأميين رحّل أو مستقرين . والحل هو أن ترجع ولاية غرب كردفان كما وعد السيد الرئيس البشير وأن يكون هم حكومتها الأول والأخير أن تستقر المنطقة وأن تعلو فيها أصوات السلام وتخفت فيها أصوات الحرب ودعاويها ... وأن تصل الكهرباء وتضيء المدن لا أن تبقى المولدات كما في الفولة لا تعمل معظم السنة .. وأن تعبد الطرق لا أن تبقى ربع أو نصف معبدة كما طريق بابنوسة المجلد وأن تعمر المشاريع التنموية الزراعية والحيوانية لا أن تبقى الأرض موات كما في تارجالله والحدادي والفودة .. وان تدعم داخليات المدارس حتى يتعلم أبناء الرحل والفقراء لا أن تبقى الداخليات ينعق فيها البوم وتستعمل في غير أغراضها وأن تعقد المؤتمرات والمناسبات التي تقرب البعيد وتعيد بعض الود الذي ضاع بين المسيرية والدينكا وأن تقام المشاريع التنموية التي تخلق فرص العمل فينشغل غالب الناس بنتاج عملهم ودخلهم وحياتهم الجديدة وأن يعيشوا مثلما شعوب دول أخرى كانت تتقاتل وأصبحت الآن تتكامل مثل جنوب أفريقيا وكثير من دول أمريكا اللاتينية . إن قناعتي الآن أن أبناء المسيرية في المؤتمر الوطني و المتعاونين معه والصابرين عليه قد وعوا الدرس وان الحكومة الجديدة ستعمل على إرجاء الاستفتاء على منطقة أبيي إلى خمس سنوات لتتم التنمية وتتغير النفوس ، وعندها لن تكون نتيجة إستفتاء أبيي جنوبية أو شمالية محل خلاف .