[email protected] ما يحدث في جبال النوبه الان حرب تطهير عرقي، الحكومة العرقية الجهوية الإسلام عربيه تقتل الشعب علي اساس إثني. البشير واحمد هارون، يسفرون عن وجههم الحقيقي الإجرامي والطائفي والعدواني عبر سلسلة من الدعوات المتتالية للقضاء على وقتل مكون عريق وأصيل، عبر التحريض الأثني عليه، هذه هي حقيقة ما يضمرونه هؤلاء بإستهداف إثنيات النوبه بإستمرار و بإنتظام حتي انه لم يعد هناك فرق بين نوباوي المعارض و النوباوي المتفق مع الحكومة يعني الإبادة ضد كافة مكونات ابناء النوبه وليس شخصاً بعينه،مكررين نفس السياسة التي ادت الي حدوث الإبادة العرقية في تسعينات القرن المنصرم، وذلك موجود في صلب البنية الإيديولوجية لنظام المركز الذي ظل يكرس العنصرية والجهوية منذ الإستقلال، ولو حاولنا كتابة مئات الكتب والمقالات لتوضيح ذلك لما أفلحنا في ذلك، ولما قاربنا الحقيقة كما هي على لسان وقلب قادة النظام في المركز، ما يجري علي ارض جبال النوبه هذه هي عينة منهم \" الذي اخرج الدبلوماسية السودانية عن طورها \" التي حاولت أن تخفيها طويلاً وتداريها تحت يافطات متقلبة الألوان، وهذه العقدة والعقيدة ليست وليدة لحظتها وابنة ساعتها، ولكن لها جذورها وإمتداداتها التاريخية والتراثية المعروفة. البشير وهارون، ينشرون فكر الموت والحقد والكراهية والدعوات للقتل العلني والتحريض على الفتنة ضد بعض المكونات السودانية الأخرى، الان الحرب تدور في جبال النوبه قرابة ال 3 اسابيع وهم يدعون فيها إلى الشر وليس الخير بإستخدام كل ما هو متاح من الاسلحة الفتاكة لترسانة دولتهم السودانية خاصة الكيمائي والبيلوجي و طائراتهم المتخصصة في حصد ارواح مواطنيهم العزل تحديداً وكأن نظامهم قد إستورد هذه الاسحلة والطائرات من اجل ابادة شعبه وليس الدفاع عن دولة السودان في حالة حدوث عدوان خارجي. عديمي الضمير البشير و هارون ونظامهم يهللون و يطلقون ايادي قواتهم المسلحة، المليشيات والمجاهدين لإستخدام العنف والقضاء علي من أسماهم بالمتمردين الماجورين لدولة خارجية ويشنون حملات دعائية ضد ابناء النوبه كإثينة و ينعتوهم بإبشع الاوصاف مثل العبيد وتارة بالكفر و المرتدين وبالخونة والطابور الخامس وكل ما يقود الي التعبير العنصري والتكفيري الذي يقصدون به \"تحقير\"، إزدراء، إهانة، و إستفزاز المكونات من إثنيات شعب جبال النوبه، وقد دأبوا هذه الجماعات الفاشية والعنصرية على ذلك و إستخدامه في أدبياتهم وخطاباتهم المتكررة، بكل ما فيه من تلميحات تمييزية بين أبناء البلد الواحد تفضح أهداف ومرامي وبنية هذه التنظيمات الإيديولوجية الدموية والعنصرية، التي تلعب على الوتر الطائفي والاثني لتحقيق مآرب سياسية وتأليب المكونات النوبيه المتعايشة بأمان وسلام ومحبة وتفاهم،ضد بعضها البعض, ودفعها نحو التصادم والإقتتال باسلوب فرق تسد او اضرب العبد بالعبد، والميل نحو تدمير كل ذاك الأمن والسلم المجتمعي، ودعم عمليات التطهير العرقي والديني والثقافي والدعوة لإشعال فتن ونيران الحروب الأهلية وتبني ذلك، والحض على القتل والدعوة إلى التغيير بالعنف ونشر مواد ذات طابع عنصري وتمييزي وعقائدي. وهذه التصريحات والدعوات لا تدخل في نطاق العمل المعارض السياسي ولا أي شكل من النشاط الحقوقي والسياسي أو حتى الفكري والثقافي بل تنم عن حقد طائفي وعرقي عميق تكتنزه هذه الجماعات الإسلامية وأعضاؤها ضد الآخر المختلف فكراً وعقيدة وثقافة، ولا هي محاولة لتحقيق أي هدف وطني باستثناء سفك دماء الابرياء الذي يرضي غرور ونفسيات هؤلاء المرضى والموتورين والمشوهين. لقد شرع نظام المركز في الخرطوم بشن حرب من نوع آخر على ابناء جبال النوبه، الهدف منها هو شطب مصطلح إسمهم من قاموس السياسة السودانية. وفوق هذا وذاك فإن عقلية الإستعلاء العرقي والقومي ضد كل ما هو أفريقي ما زالت هي هي التي تعبر عنه صحيفة الإنتباهة ومقالات رئيسها تؤكد ذلك في كل صباح جديد،في الجوهر والمضمون فان هذا النهج العنصري ليس جديدا فقد عملت له كافة المؤسسات الحكومية العسكرية والمدنية عمليا بعد خروج المستعمر اي منذ قيام دولة السودان على إلغاء الآخر الغير عربي ( ذو الاصول الإفريقية) وشطبه تاريخيا وقانونيا وحقوقيا من كل القوانين والقرارات والمشاريع الخاصة بالمجتمع السوداني لتكريس حكم العرب، اي ليس كل العرب بل اولئك المنحدرون من الشمال النيلي.غير ان هذه الهجمة الجديدة موضوع الحديث تختلف عن كل ما سبقها من حيث خطورتها وتداعياتها على الوجود، لذلك تركز هجوم الجيش الى حد كبير على احياء ابناء النوبه في عموم الولاية. التطهير العرقي الذي يمارسه نظام البشير وهارون في مناطق جبال النوبه التي اظهرتها بعض الصور المأساوية والمناظر البشعة هي ظاهرة مقيتة ونكته سوداء في تاريخ البشرية وعقده ولدت منذ القدم وطبقتها الانظمةالإستعمارية عبر مستعمراتها بإختلاف اشكالها وتعدد لغاتها وتنوع الوانها، و هي سياسة البحث عن إقتلاع الارض من اهلها وإستئصال اهلها من جذورها التي ولدو عليها تربوا فيها ، اليوم يتجسد الواقع فعلاً على شعب ظل يضحي ولازال يقدم ارواح ابناءه غالية على مذبح الحرية، ولان زمن التطهير العرقي قد ولى، ولان وقت التمييز العنصري مورس باشكال مازالت الى اليوم بادية اثارها. رغم ذلك يصر نظام المركز علي إرتكاب جرائم غليله تضاف الي جرائمهم وما إغتيال شهيد ثورة النوبه الاول:\" عوض قوي انجليز\" الا دليل حديث العهد وقرينة قاطعة على بقاء تلك العقدة وعلى ممارستها في حق الابرياء من ابناء شعب النوبه، ذنبه الوحيد انه اراد الحرية وعمل لاجل الحصول عليها، لكنه صفي ضمن الكثير من ابنائه جسديا دونها، وغيرهم كثيرون ابناء النوبه طلبوا الحرية فقتلتهم ايادي الظلم والطغيان، طلبوا السلام فجوبهوا جميعا وشعبهم من خلفهم بالدم والرصاص، طلبوا الحياة في طعم الإستقلال فوجدوا في الموت راحته بدل الإهانة والذل والإستعباد، ان سياسة التطهير العرقي ضد شعب جبال النوبه بجميع فئاته، لهي الكارثة الكبرى والمصيبة الاعظم التي لايدر عنها العالم شيء بتعمد واضح من قبل النظام بتعميم جريمتهم الكبري بمنع الاعلام من دخول الولاية لتصوير المذابح التي يرتكبونها و فريق الجزيرة شاهدا علي ذلك، وغمة شعب جبال النوبه تتعاظم ومأساته تتجلى عندما لايجد من يواسيه، او يقف بجانبه ليداريه، اويعلمه احكام الصبر وعواقبه بدل ان يلومه الاخر او يحدسه على ماهو فيه..، كلمات تبقى حقيقة في الحلق غائبة عن الخروج ، واخرى خرجت بعد جهد وعناء، لكن اذا لم يكن هناك قلب مؤمن، واخر يستمع، وثالث يدافع عن الضعيف وينصر المظلوم، فما فائدة الكلام والحرب مستمرة والتقتيل والإغتيال يتكاثر وبانواع مختلفة، والترهيب وانواع التطهير العرقي باتت من يوميات رجل الجيش وشرطة الإحطياطي المركزي السوداني والمليشيات و المجاهدين، الذين لايتواني لحظة عن قنص شاب، او جرح عجوز او هتك عرض امرأة في عزوبتها وفي ريعان شبابها، لدرجة ان رجال الامن والقوات المسلحة والمليشيات والمجاهدين في الولاية يفعلون مايريدون ويقومون بماشاء، حتى في غياب اوامر قياديه مادام الامر يخص ذبح وإغتيال وتطهير عرقية هوية ابناء النوبه ومن يمثلها من ابناءها واحدا تلو الاخر، ولو كلفهم ذلك الزمن كله لاصبح شعب باكمله يباد والعالم يرى وينظر، ولا احد يقول هذا حرام او هذا عمل منكر، اوهذا فعل غير صالح، وذلك اضعف الايمان.ان الارقام المسجلة لدينا التي فاقت مئات الالاف من الشهداء والجرحي والمتشردين قسراً من منازلهم والحقائق التي نحتفظ بها لإدانة النظام، تثبت في كل مرة ان مملكة مجرمي الحرب ماضية، ولاتتوقف لحظة واحدة عن تصفية ابناء النوبه بدءا بالشباب وإنتهاءاً بالنساء والاطفال والعجزة في خطة مؤتمرنجيه مبرمجة على اساس تطهير عرقي ضد إنسان جبال النوبه في كافة المناطق،الإنسان،الهوية،اللغة،العادات والتقاليد..الخ، وكل مايتميز به المواطن النوبي عن الاخرين هو عرضة للتصفية والتطهير العرقي، إذاً رسالتنا للعالم نحذر من كارثة إنسانية ومجزرة حقيقية تستهدف الاطفال والنساء والشباب والشيوخ من الابرياء والعزل، فاننا ننبه العالم على ان الدولة السودانيه تسارع الايام لتنفيذ سياساتها التطهيرية في الاراضي النوبيه قبل تدخل المجتمع الدولي، من اجل إبدالها و إعمارها بالمستوطنين الغازين من دول غرب افريقيا وطرد ابناء النوبه بترهيبهم وإعتقالهم وإغتيالهم من ارضهم الاصلية في محاولة لتطهير الاراضي النوبيه من سكانها الاصليين، وبذلك نتقدم الى كل المناضلين في مجال حقوق الانسان وكل الهيئات والشخصيات المساندة لقضية شعب النوبه، بهذه الكلمات المعبرة عن فظاعة الواقع، وعن حجم الكارثة التي تغطي الدولة السودانيه على اهم تفاصيلها، واننا لنطلعكم على تفاصيل تلك الحملة التطهيرية والرغبة الحاقدة والموجهة ضد اناس ابرياء واخرين لم يطالبوا سوى بحقهم في الإستقرار والامن والعيش بسلام. في الاخير فاننا نعرب عن بالغ إنشغالنا لما يحدث في جبال النوبه من إنتهاكات تتجاوز الشرع والدين، تتجاوز حد الواقع والتصور اليقين، تتجاوز ماقيل ومايقال في وسائل إعلامهم التي لايظهروا فيه الا القليل و في مرات تعبر الصورة عن الايجابي فقط دون إظهار السلبي، يخدعون ويضللون العالم لتحسين صورتهم الدموية، واننا لنقف وقفة واحدة لطمأنة ابناءنا في كل مدن جبال النوبه، بان تماسك النوبه في جميع انحاء العالم امر لانقاش فيه وان اخواتهم في اللجوء والشتات في كل العالم معهم في السراء والضراء، وبذلك نحن نشد على ايديكم ونقول لكم ماضاع حق وراءه مطالب، وسياتي اليوم الذي يقتنع فيه نظام مركز السلطة في الخرطوم و غيرهم من الانظمة التي تسعي لتكريس حكم العرب بان جبال النوبه للنوبه ولغيرهم من باقي مكونات الولاية بدون فرز وان التطهير العرقي هو خطه محكومة عليها بالفشل مادامت لم تؤتي اكلها ضعفين في زمن التطهير والتمييز العنصريين. رغم كل الاحزان والمعاناة ورغم القصف الكيمائي والبيلوجي والجوي الذي لا يعرف الرحمة ولا يفرق بين كبير وصغير يبرز موقف إنساني يبكي الصخر وهو وحدة صف النوبه متضامنين ضد هذا العمل الإجرامي من التطهير العرقي والإبادة الجماعية.