بشفافية وما أكثر المزيفين والموهومين حيدر المكاشفي لم ينجلِ الموقف بعد وتتضح حقيقة طبيب عطبرة «المزيف»، فهناك روايتان حوله، رواية ذاعت وشاعت بعد أن نقلتها (smc) وتداولتها عنها بعض الصحف، وهي التي تقول ان شخصاً ما لبس لبوس الأطباء وأصبح يمارس مهنة الطبابة جنباً الى جنب أهلها الحقيقيين الذين كدوا وسهروا في تحصيل علومها لست سنوات خلون من أعمارهم بعد أن أبلوا قبل ذلك بلاءً حسناً في امتحانات الشهادة الثانوية وأحرزوا فيها ما يؤهلهم لدراسة الطب، بينما لم يكن لهذا المدعي أي حظ من كل ذلك وانما فقط تسوّر حائط المهنة وهبط داخل المشفى كاللصوص ليسرق المهنة ويمارسها كما يمارسها أي طبيب محترف ومعترف به يكشف ويحلل ويكتب الروشتة بل ويجري العمليات الجراحية، واستمر على هذا الحال ستة حول لم يكشف أمره لغفلة أو تغافل، الله أعلم، ورواية أخرى تقول بغير ذلك وتنفي عن هذا الشخص صفة الزيف وتخلع عليه لقب الموهوم، وتقول عنه أنه شاب في العشرينات يعاني من اضطرابات نفسية تجعله يتوهم أنه طبيب وقد درج لسنوات ماضية تحت تأثير هذا الوهم دخول المستشفى ومخالطة المرضى ومرافقيهم والتجول بينهم على أنه طبيب يعالج ويداوي وقد اعتاد عليه المرضى واخذوه كما يقال «على قدر عقله» باعتباره مريضا، وأهل عطبرة يعرفون عنه ذلك، ولا ندري أي الروايتين أصح تلك التي رمته بالزيف وقالت عنه طبيب مزيف، أم تلك التي وصفته بالوهم وقالت عنه انه مريض موهوم، فموقف هذا الطبيب مايزال مفتوحاً على الاحتمالين إلى أن يجليه تقرير لجنة التحقيق التي قيل أن السلطات الصحية بالولاية قد شكلتها للتحقيق في هذا الأمر والتحقق منه.. ولكن ما رأيكم في عدد آخر من المزيفين والموهومين ممن يملأون دواوين الدولة ومؤسساتها ووزاراتها ولم يقيض الله أحداً يكشفهم ويعري زيفهم وشهاداتهم المضروبة والمزيفة التي حصلوا عليها، أما مباشرة عن طريق التزوير من مزوراتية محترفين أو حصلوا عليها زوراً دون التأهيل المطلوب ودون ان يبذلوا الجهد الذي يستحقون عليه نيل هذه الشهادات، بدءاً من البكالريوس وحتى الدكتوراة، والمشكلة ان هؤلاء المزوراتية الذين احتلوا وظائف أكبر بكثير من قاماتهم ومؤهلاتهم وقدراتهم الحقيقية وانما صعدوا اليها بفعل ما مارسوه من تزوير، المشكلة أنهم قد تناسوا حقيقتهم هذه وامتلأوا وهماً وزهواً بأنهم الأقدر والأجدر وأنهم أصحاب الحجا والحجة والتنظير والتخطيط مع أنهم في حقيقة أمرهم ليسوا سوى مزوراتية موهومين أو في أحسن الأحوال ذوي قدرات ومؤهلات وسيطة لا ترقى للمستوى الذي ترقوا إليه أبداً، ولهذا حتى لو صح أن طبيب عطبرة مزيف وليس مريضا موهوما فانه في سلسلة الاجرام لن يتجاوز كونه مزيّفا ومزوراتيا بسيطا وساذجا لم يعرف الطريق إلى تزوير الشهادات المعترف بها، ويبقى الاخطر منه أولئك المزوراتية بالفعل أو بالتواطؤ الذين لم تمتد اليهم يد ولم تكشفهم (smc).. الصحافة