بسم الله الرحمن الرحيم حاطب ليل القومة ليك يابلد عبد اللطيف البوني [email protected] كانت تلك الاسرة الفقيرة فقرا مدقعا تجد ما تسد بها رمقها مرميا في باحة سكنها دون ان تعلم من الذي رماه اسمت ذلك الشبح ليلة القدر فتطور الامر فاصبحت تجد عطايا ليلة القدر حسب الحاجة , اذا مرض لها شخص تجد صرة من المال مدسوسة تحت مخدة طفل في الاسرة وكذا اذا طرد لها تلميذ من المدرسة او دخلت لها طالبة الجامعة وفي رمضان تجد كرتونة رمضان في الحوش وفي عيد الاضحى تجد الخروف مربوطا في الدار بالاضافة لكافة الطواري فاسموا ذلك المتصدق خاتم المنى. ادركوا ان خاتم المنى هذا قريبا منهم او لديه طابور خامس وسطهم بذلت الاسرة جهدا كبيرا لمعرفة ذلك المتصدق ولكنها لم تفلح اقاموا له عدة كمائن فافلت منها . فكرت في رفض عطاياه ولكن الحاجة وعدم معرفة المعطي جعلتهم يقلعون عن هذة الفكرة . تفتقت عبقرية احدهم عن تمثيلية لايقاعة فادعت احدى بناتهم وهي حبلى ان جاءها الطلق فاخذت تطلق الاصوات النسائية المعهودة في هذة الحالة واخذوا يشكون من عدم القدرة الي ايصالها الي المستشفى فتوقفت عربة اجرة امام منزلهم دون ان يستدعوها فقال لهم السائق وهو صاحب العربة انه فعل ذلك من تلقاء نفسه ولما كانوا يعرفون ذلك السائق جيدا ومقدار مرؤته رفضوا استعمال السيارة الا اذا اخبرهم من الذي بعثه واثناء ذلك الجدل ظهر لهم احد الجيران وحاول اقناعهم باستعمال العربة ولكنهم رفضوا حتى ولو فاضت روح المراة وامام هذة الحالة اعترف الجار بانه هو الذي بعث السيارة لانقاذ المراة لابل اخذ يتوسل ويتضرع اليهم وهو يبكي قائلا (عليكم الله استروني الله يستر عليكم اكان تجيبوا سيرتي لزول و...) واخيرا تفتقت عبقريته عن مخرج فقال لهم (انا ذاتي مرسل الا على الطلاق ما اكلمكم بالزول المرسلني اكان قطعوتني حتة حتة) هذة القصة الحقيقية تعكس مدى تغلغل قيم الخير والمروة وعدم المراءة في المجتمع السوداني . وهنا لابد من ان نشير لكشف الحال الذي تقوم به الدولة السودانية ممثلة في بعض تنفيذييها الدستوريين وهم يقيلون عثرات بعض رموز المجتمع ومن مال الدولة وليس من حر مالهم وتتبعهم كل الوسائط الاعلامية . هذة واحدة , اما الثانية فاننا نلحظ بكثير من الرضا الصدقات التي يقوم بها افراد المجتمع في هذا الشهر الفضيل ويتمثل ذلك في الهدايا العينية فيما اصطلح عليه بكيس او حقيبة الصائم وفي المساعدات النقدية المباشرة وفي تقديم موائد الطعام في المستشفيات والسجون والتجمعات الطلابية وتجمعات المواصلات والذي منه دون ان يعرف احد مصدر او شخصيات المتصدقين ولابد هنا من ان نشير للذين يتناولون واجبات الافطار في قارعة الطريق لاصطياد المارين والمسافرين او ذلك الذي فتح مطعمه الفخم مجانا لافطار المسافرين ويقدم لهم ذات الوجبات الغالية الثمن التي كان يقدمها للمشترين فكل هذا يؤكد ما ذكرناه عن عظمة هذا المجتمع السوداني المتكافل ولكن الذي يحيرني –وما يتحير الا مغير—لماذا لايتواصل هذا النهج التكافلي في بقية شهور السنة ؟؟,بالطيع سوف تاخذ الصدقات شكل اخر فلايمكن مثلا ان نطالب صاحب المطعم ان يفتحه (تكية) طول السنة ولكن نذكر هؤلاء المتصدقين ان حاجة المحتاجين ليست مرتبطة بهذا الشهر فقط . فكيف نقنع هؤلاء الخيرين بتواصل عطائهم في بقية ايام الله؟ لماذا لانعمل على استمرار هذة الروح التكافلية القائمة على الدفقة الايمانية على بقية العام ؟