[email protected] الكتاب الذي أصدره الكاتب الأستاذ خالد عبدالله ابواحمد قبل ايام بعنوان (عباقرة الكذب) استحق عليه الكاتب لقب الصحفي الشجاع المصادم الذي لم يخشى في سبيل فضح النظام لومة لائم، وأعتقد ان الكتاب سياحة طويلة يجعل القاري نفسه في مواصلة لا تنتهي إلا بانتهاء الكتاب وفيه من العبارات الجميلة والاستدلالات المعبرة ومنها ما أضحكني حتى الثمالة ومنها ما جعل مشاعري تهتز من هول الانتهاكات التي قام بها نظام البشير في حق الشعب السوداني وخاصة في جنوب السودان ومشاركة أطفال جيش الرب. وحرق القرى وقتل الأسرى..مفارقات يستصدم بها القارئ خاصة وانها من صحفي عاش التجربة بنفسه وليس منقولات ومرويات كما يفعل الكثير من الكتاب. أعتقد أن الكتاب مثل أول تجربة سودانية في مجال التوثيق لنظام حكم في السودان من (صحفي). ونحن في السودان ليس لصحافيينا تجارب في هذا المجال. وفي الغالب نخاف من ردة الفعل ونتجنب الاحتكاك الخشن مع النظام الحاكم. فبالتالي هذا الكتاب وثيقة مهمة لتجربة حكم (الانقاذ) التي شكلت حقبة مفصلية في تاريخ السودان الامر الذي يحتم على الكُتاب ودور النشر إن وجدت أن تقوم بواجبها في هذا المنحى الهام. عنوان الكتاب جعل له بريق خاص بالنسبة للمعارضين والذين امتلأت قلبوهم كراهية ضد النظام الذي نكل بهم واقلق مضاجعهم. فكلمة (عباقرة) جاءت في مكانها فهؤلاء استحلوا الكذب وبرعوا فيه كما قال الكاتب في إحدى مقالاته. ووصلوا بالفعل مرحلة من استخدام الكذب حتى أصبحوا عباقرة فيه. هذه الجملة عندما قرأتها في الخبر المنشور عن صدور الكتاب ضحكت كثيراً لأنها وافقت المعنى والحقيقة التي لا جدال فيها. عندما قرأت الكتاب وفرغت منه كنت أفكر في الكاتب. قلت في نفسي هذا الرجل فتح الباب واسعاً للسير في هذا الاتجاه المصادم لأن زبانية النظام لا يمكن ان يسكتوا عن هذا النوع من المعارضة التي يدركون تماماً أنها أكثر الأسلحة التي تخيفهم وتجعلهم يرتعشون منها. لانها تكشف زيفهم وتدحض كل ما يعلنون عنه من صلة لهم بالدين. فكيف يكون الارتباط بالدين وانت تدخل الأطفال في حرب ضروس. ويا ترى أين هم هؤلاء الاطفال الذين تم الزج بهم في أتون المعارك؟؟. وانا افرغ من قراءة الكتاب وجدت نفسي أصب جام غضبي على النظام وأرفع يداي لهم بالدعاء – اللهم شتت شملهم وأحرق زرعهم- وأخذهم أخذ عزيز مقتدر واللهم لا تغادر منهم أحدا آمين يا رب العالمين. شكرا الاستاذ خالد ابواحمد على ما اتحفتنا به من مؤلف يستحق القراءة عشرات المرات ولا يمل القاري وبارك الله فيكم وفقك للسير في هذا الاتجاه ونحن في انتظار الكتاب الجديد.