[email protected] إنه عام الرمادة للقادة العرب .. فمِنْ رئيس شاردٍ و من لاجئ و من سجين و من رؤساء آخرين لمّا يلحقوا بهم و كأنّي بهم يملؤهم رعب المصير و يقضّ مضاجعهم كابوس الصرخة المزلزلة لشعب متعطش يريد إسقاط النظام بعدما ملّ نمطاً رتيباً لنظام عربي عقيم في التعاطي مع قضايا الشعوب المصيرية. كلنا فرح لتونس و مصر و الآن ليبيا و غدا سوريا و اليمن و قريبا جدا السودان .. لا تقنطوا .. لا تيأسوا .. إننا نراه قريبا ماثلا .. فقد جاءت أشراط السقوط تترى .. و الله أكرم بنا من أن يتركنا نرزأ تحت حكم هذا النظام البغيض .. إنها فلسفة السقوط ذات العلاقة الطردية مع الألم و الذل و الهوان المنتظر.. بحجم الظلم تكون العقوبة و يكون الألم .. سيكون السقوط الأغبي في ذيلية الأنظمة المتهاوية لأنه نظام لم يأخذ العبرة من أقرانه و قد تهاووا في مستنقع سوءهم و بركة ظلمهم و صلفهم. لم يتبقى للبشير شيئا لم يعبث به و يتلفه غير عاجل رحيله .. يجب أن يعتذر عما اقترف في حق السودان الدولة التي باتت أوهن من بيت العنكبوت بسبب حكمه اللا راشد ثم يغادرسريعا غير مأسوف عليه. نقول للبشير أرجوك أرحل الآن و لا تحقن دماء شعبك الذي صبر عليك إثنين وعشرين عاما .. أرحل و صور كره الشعب لك في الصدور لمّا تكتب في لافتات تجوب الطرقات.. أختم سؤ حكمك بكريم رحيلك .. فربما يرأف الشعب بك كما فعل مع النميري .. لا تأخذك العزة بالإثم .. بقاؤك سيزيد الفتق و يؤزم الموقف و يضاعف قبح صورتك قبحا .. فأنت مجرم و كذاب و هاتان صفتان لا تؤهلانك لفتح (كشك و إدارته) لكننا في السودان بلد الطيبين... لن يضيرك أن تختلق للرحيل سببا .. تمارض و سنصدقك .. ليس ضعفا أن تتنحى .. كما هي ليست نبلا أن تتعلق بحكم من لا يرضى بك حاكما .. قاطعك الرؤساء يوم تنصيبك بعد الإنتخابات و لن يأسف أي منهم لذهابك أو يحنو عليك فما هم بأفضل حالا منك. ما الذي أراده حزبك الخرب و لم يتحقق؟ أتريد للسودان تقسيما و ضياعا أكثر مما هو حادث؟ أم أن الصورة لما تكتمل في عقلك و لن ترضى إلا حين يفرخ ملايين المصريين بين ظهرانينا؟ نشهد أنك حكمت السودان باسوأ ما يحكم .. كفى و كف عن ضلالك القديم ..