الجزيرة وحرفية تجميل الغضب..شطر السودان دور!! عبد الغفار المهدى [email protected] يبدو أن ربيع الثورات العربية الذى هب على الشعوب المقهورة التى عانت تحت ظل الاحتلال الوطنى من بنو جلدتها لدرجة جعلتهم يفرون الى دول الأستعمار بحثا عن الكرامة التى أشتروها بدماء بنى جلدتهم من أسلافهم ،وأهدرها المستمعر منهم ،ليكون قدر هذه الشعوب أن تحتل بواسطة عصابة وطنية تسمى نفسها حكومات. أسوأ ما أزالت عنه الستار تلك الثورات الشعبية هى أكتشافها أن حكوماته لم تكن سواء حكومات عميلة يستخدمها أعدائهم ضدهم وهى مفتونة بنعيم السلطة وبريق حلتها،بدأت تونس مقر ما يعرف ب..(وزراء الداخلية العرب والذين تتمثل مهمتهم فى تأديب الشعب وتقوية المجرمين من النوعية التى يستخدمونها للأعمال القذرة الشرعية ) وتبعتها مصر البوليسية وتلتها ليبيا العمودية ...وسوريا الآن لاتزال مشتعلة بالثورة الشعبية التى عجزت عنها ألات القمع الأسدية والوحشية التى عجزت عن صد العدوان الأسرائيلى بكل ما تملك من ألة حربية ووجهتها لصدور الشعب الأعزل.. وبالتأكيد كان لقناة الجزيرة دور ،وهذا ليس تشكيك فيها وفى مهنيتها وحرفيتها العالية وقدرتها على الوصول لعمق الخبر فى أى مكان وزمان ،بل تعتبر مؤسسة أعلامية ورائدة فى المنطقة لدرجة أنها أصبحت تصنع الحدث وتؤثر فى مسار الحدث ...وكل بالحرفية والمهنية..ولا أود هنا أن أتهمها كما أتهمت الزعامات التى أسقطها ورد ربيعها الشعبى بالتجسس والعمالة للغرب والذى أتضح أنهم زعامة على شعوبهم وخدم عند الغرب الذى يتبجحون بعدائه علنا ويلعقون حذائه سرا لضمان أستمراريتهم. لكن بعد أن نجحت قناة الجزيرة وجعلتنا لانفارق شاشتها ذات القدرة العالية على متابعة الحدث وتحليله،مما جعلنا أن نترصد معظم المعلومات منها..الا أنها وللأمانة ومن الحق الأدبى أن نشير أن لها دور فى نجاح هذه الثورات ،خصوصا وأننا نعلم رد فعل الجزيرة اذا تعرض طاقمها لأى قمع فى أى مكان وكيف أنها تجعل من كل موقع تعرض فيه طاقمها لتوقيف أو ضرب أو أى نوع من الأذى واجهة الأحداث فى صدرأعلامها وامكانياتها التى تجعلها تصل لمعظم أجزاء العالم..وهذا دور لاينكره الا جاهل بماهية أهمية الاعلام خصوصا الاعلام مدارس حر وموجه وخلافه من المسميات. وبالأمس رأينا كيف أن الجزيرة وجهت كاميرتها شطر السودان وهى تستعيد ذكرى أكتوبر وقبل أوانها ،خصوصا وأن أكتوبر فعلت فى الشعب السودانى فعل السحر فى السابق،ولكن هل وراء هذه الألتفاتة ما تعرض له طاقم الجزيرة فى ولاية النيل الأزرق..والتى تغاضت لأوقات سابقة فى تناول ما يجرى فيها وفى ولاية جنوب كردفان وتجاهله رغم حجمه بالنسبة لقناة مثل قناة الجزيرة.؟ وأجابة هذا السؤال ربما يعرفها الكثيرين وربما يعرفها القائمين على أمر الجزيرة وحدهم فى ظن البعض..لكن المؤكد أن متابعى قناة الجزيرة بانتظام يعرفون الاجابة. ربما أن طموح دولة قطر وتطلعها للعب دور المعلم والكبير فى المنطقة حق مشروع ،وقطر من أجل هذا بذلت الكثير من أجل حلمها وربما كانت ضربة البداية ضربة معلم بقناة الجزير فى وقت بدأفيه الاعلام الفضائى يشق عنان السماء ويصنع الحدث ويلعب الدور الأهم فى كل مجتمع ودولة، وتوالت أسهم قطر فى الأرتفاع وهى تلعب دور الوسيط والراعى لكثير من القضايا فى المنطقة فى الوقت الذى تحولت فيه جامعة الدول العربية الى دمية تحرك بالريموت كنترول..وهاهى قطر الآن تتصدر المشهد فى جميع الثورات ،ودونكم الثورة الليبة ومن قبلها التونسية والمصرية والآن السورية.وقد قالها أمير قطر الذى ظهر على شاشته أنهم يدعمون الشعوب ويساندونها لشرعية مطالبها وهذا هدف نبيل سيزيد أسهم ودور قطر أرتفاعا فى بورصة الكبار والمعلمين فى السياسية فى العالم ثم تنفرد هى بصدارة المشهد فى المنطقة وأرى أنه طموح مشروع لكل حاكم مثل أمير قطر لايعانى شعبه كما الآخرين فى المنطقة. عمر البشير يبدو أنه عاد الى عادته فى أطلاق التصريحات العنترية خصوصا فى هذه المرحلة التى تتطلب الحكمة والشجاعة والجرأءة أكثر من التصريحات والتهديدات الأعلامية,,, وكان عوضا عن ذلك سارع لتدارك أخطائهم فى جنوب كردفان وتصحيح الأوضاع فى النيل الأزرق حتى لو كلفه ذلك التنازل عن ثوابته فى الداخل السودانى ويتنازل عنها للخارج الغربى.. والجزيرة سبق لها أن تعرضت لمضايقات عديدة فى السودان فى أوقات متفرقة وربما جاء الوقت لتثأر،ولا أدرى لماذا جاء الى ذهنى حديث الترابى فى مصر عن الجزيرة الملىء بالاعجاب وقوله أنه من ضمن من أشاروا لقطر بها؟؟ والآن وفى هذه الظروف وكثيرا ما ندعو المؤتمر الوطنى الى الحكمة يجب على قادته من هواة الظهور الأعلامى الحذر من تربص الجزيرة وأنتم أكثر الناس دراية بماهية الجزيرة وقوتها، مع كامل التقدير لقناة الجزير رغم أنها تمتلك حرفية أرتكاب الأخطاء.