أجندة جريئة. انتباه وزارة الداخلية..!! هويدا سر الختم المملكة العربية السعودية ممثلة في وزارة العمل قررت توقيع اتفاقية مع السودان لاستقدام عمالة سودانية في المنازل.. الحمد لله أن السفارة السودانية بالمملكة (فشتنا) وردت بلهجة حاسمة أن السودانيات لا يعملن خادمات في المنازل في بلدهن ناهيك عن العمل في منازل المملكة.. والشقيقة المملكة العربية السعودية يعلمون تماماً أن العمالة التي تخدم عندهم الآن في المنازل باسم السودان هي من الجارتين إثيوبيا وإرتريا.. الحروب التي أنهكت الدولتين منذ السبعينيات أنتجت أعداداً كبيرة من النازحين إلى شرق السودان طيلة سنوات الحرب التي توقفت باستقلال دولة إرتريا واقتلاع نظام منقيستو هيل مريم وتسلّم الرئيس أسياس أفورقي للحكم في إرتريا.. فاستطاع هؤلاء النازحون استخراج الجنسية السودانية بكل سهولة ويسر.. بل أن السودانيين كانوا يجدون صعوبة في استخراج الجنسية السودانية أكثر من الإرتريين والإثيوبيين الذين كانت توصل لهم جنسياتهم (دلفري) إلى منازلهم. بل إن أغلب منازل السودانيين بشرق السودان اشتراها الإرتريين الذين جرى القرش في أيديهم بنيلهم حق اللجوء السياسي إلى دول أمريكا وأروبا.. وأصبح السودانيون هم اللاجئين الآن في بلدهم.. طبعاً هنا لا أقصد إهانة إخواننا الإرتريين والإثيوبيين الذين أفقدتهم ظروف الحرب الطاحنة سنوات طويلة أموالهم ومساكنهم وأعمالهم.. ونعلم أن فيهم عزيز قوم ذل وهم كثر.. غير أن السودانيين وبحمد الله على الرغم من الحروب الطاحنة بين الشمال والجنوب.. لم يتأثر بها شمال السودان ولم يحتَج إخوتنا في الجنوب إلى الهجرة خارج السودان للعمل في دول أخرى.. ورغم الضائقة الاقتصادية التي يمر بها السودان ومنذ سنوات تزداد وتيرتها كل يوم إلا أن أهل السودان قادرون على حمل بعضهم البعض وتجرع صبر أيوب. ولكن دعونا الآن نقف قليلاً أمام بوابة وزارة الداخلية التي لم تستطع ضبط شهادات إثبات الهوية الخارجة منها.. منذ سنوات خلت كنا نحس بألم عميق ونحن نرى الجنسية السودانية تباع لمن يدفع أكثر مثلها مثل أي سلعة في السوق.. ووزارة الداخلية تعلم ذلك.. لذلك تشدد الآن على التحري من الجنسيات المستخرجة من شرق السودان.. وبعض اللاتي يحملن الجنسيات السودانية الآن بالمملكة العربية السعودية ويدعين أنهن سودانيات تصبح المخافة الكبرى منهن في أعمال أخرى تخل بالشرف والأمانة تنسب فيما بعد للسودانيات. ورغم أن الخدمة في المنازل تعد عملاً شريفاً لا معابة فيه.. لكن أنفة السودانيات تمنعهن من امتهانها. فالسودان ينفرد بثقافة (شيال التقيلة). وقد مسنا رشاش أعمال مخلة بتقاليدنا ترتكبها بعض الفتيات في جمهورية مصر العربية وتنسب زوراً وبهتاناً لفتياتنا السودانيات.. الأمر الذي مسنا بالشبهات. لن نبكي على اللبن المسكوب، ولكن ليت وزارة الداخلية تحاول إصلاح ما يمكن إصلاحه. وأعتقد أن بطاقة السجل المدني الجديدة فرصة لكبح جماح الانتساب للسودان بالزور. والمحافظة على هويتنا من الذوبان. التيار