"سوداني الجنسية بغض النظر عن عرقه أو دينه".. رئيس الوزراء يحدد ملامح حكومة الأمل المدنية المرتقبة    لما سقطت طهران... صرخت بورسودان وأبواقها    "الأمة القومي": كامل ادريس امتداد لانقلاب 25 أكتوبر    6 دول في الجنوب الأفريقي تخرج من قائمة بؤر الجوع العالمية    فقدان عشرات المهاجرين السودانيين في عرض البحر الأبيض المتوسط    عودة الخبراء الأتراك إلى بورتسودان لتشغيل طائرات "أنقرة" المسيّرة    الحكم بسجن مرتكبي جريمة شنق فينيسيوس    30أم 45 دقيقة.. ما المدة المثالية للمشي يومياً؟    الإدارة العامة للمباحث الجنائية المركزية تتمكن من ضبط منزل لتزييف العملات ومخازن لتخزين منهوبات المواطنين    هل سمعت عن مباراة كرة قدم انتهت نتيجتها ب 149 هدفاً مقابل لا شيء؟    بين 9 دول نووية.. من يملك السلاح الأقوى في العالم؟    لماذا ارتفعت أسعار النفط بعد المواجهة بين إيران وإسرائيل؟    وزارة الصحة تتسلّم (3) ملايين جرعة من لقاح الكوليرا    "أنت ما تتناوله"، ما الأشياء التي يجب تناولها أو تجنبها لصحة الأمعاء؟    في شنو تفاوض (جاك ديارا) وتسجل (بخيت خميس)؟!    ماذا قالت الصحف العالمية عن تعادل الهلال مع ريال مدريد؟    نظرية "بيتزا البنتاغون" تفضح الضربة الإسرائيلية لإيران    يوفنتوس يفوز على العين بخماسية في كأس العالم للأندية    تقرير رسمي حديث للسودان بشأن الحرب    التغيير الكاذب… وتكديس الصفقات!    السودان والحرب    حركة متمرّدة جديدة بقيادة عضو سابق في المجلس التشريعي الوطني    الأهلي يكسب الفجر بهدف في ديربي الأبيض    عملية اختطاف خطيرة في السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية فائقة الجمال تبهر المتابعين وتخطف الأنظار بتفاعلها مع "عابرة" ملك الطمبور ود النصري    بالصورة.. الممثل السوداني ومقدم برنامج المقالب "زول سغيل" ينفي شائعة زواجه من إحدى ضحياه: (زواجي ما عندي علاقة بشيخ الدمازين وكلنا موحدين وعارفين الكلام دا)    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل زفاف بالقاهرة.. العازف عوض أحمودي يدخل في وصلة رقص هستيرية مع الفنانة هدى عربي على أنغام (ضرب السلاح)    شاهد بالصورة والفيديو.. مطربة أثيوبية تشعل حفل غنائي في أديس أبابا بأغنية الفنانة السودانية منال البدري (راجل التهريب) والجمهور يتساءل: (ليه أغانينا لمن يغنوها الحبش بتطلع رائعة كدة؟)    شاهد بالفيديو.. ظهر بحالة يرثى لها.. الفنان المثير للجدل سجاد بحري يؤكد خروجه من السجن وعودته للسودان عبر بورتسودان    الهلال السعودي يتعادل مع ريال مدريد بهدف لكلٍ في كأس العالم للأندية    هل هناك احتمال لحدوث تسرب إشعاع نووي في مصر حال قصف ديمونة؟    ماذا يفعل كبت الدموع بالرجال؟    الإدارة العامة للمباحث الجنائية المركزية تتمكن من الإيقاع بشبكة إجرامية تخصصت فى نهب مصانع العطور بمعاونة المليشيا المتمردة    9 دول نووية بالعالم.. من يملك السلاح الأقوى؟    الصحفية والشاعرة داليا الياس: (عندي حاجز نفسي مع صبغة الشعر عند الرجال!! ولو بقيت منقطها وأرهب من الرهابة ذاتا مابتخش راسي ده!!)    تدهور غير مسبوق في قيمة الجنيه السوداني    التهديد بإغلاق مضيق هرمز يضع الاقتصاد العالمي على "حافة الهاوية"    كيم كارداشيان تنتقد "قسوة" إدارة الهجرة الأمريكية    "دم على نهد".. مسلسل جريء يواجه شبح المنع قبل عرضه    السلطات السودانية تضع النهاية لمسلسل منزل الكمير    المباحث الجنائية المركزية ولاية الجزيرة تنفذ حملة أمنية كبري بالسوق العمومي وتضبط معتادي إجرام    مباحث شرطة الولاية الشمالية تتمكن من إماطة اللثام عن جريمة قتل غامضة وتوقف المتورطين    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل تنجح تاجوج في ما فشل فيه الرجال؟ا
نشر في الراكوبة يوم 03 - 10 - 2011


الراي1
هل تنجح تاجوج في ما فشل فيه الرجال؟
سليم عثمان
شهدت نهاية الأسبوع الماضي الاعلان عن تشكيل حكومة جديدة فى الولاية الشمالية، حيث أدى وزراء حكومة الولاية الجدد القسم بقصر الضيافة بدنقلا، حاضرة الولاية الشمالية بحضور والي الشمالية، السيد فتحى خليل المحامي وهم: ميرغني محمد عثمان وزيراً للإرشاد والشؤون الاجتماعية د. طه محمد طه مطر وزيراً للتربية والتعليم، والسيدة تاجوج يحيى حاج الأمين وزيرا للثقافة والإعلام والسياحة، والسيد صلاح محمد عثمان عمسيب وزير اللمالية والاستثمار والقوى العاملة، ود. عبد الفتاح عبد الله طه وزيرا للزراعة والثروة الحيوانية والري، والمه?دس عمر محمد محمد نور وزيرا للتخطيط العمراني والمرافق العامة. وعقب اداء القسم، أشاد السيد فتحي خليل والي الشمالية، بالدور الذي لعبه الوزراء السابقون معربا عن ثقته في الوزراء الجدد، وفي أداء دورهم بكل إخلاص وتفانٍ من أجل مصلحة المواطنين ونهضة الولاية وتقدمها، ودعا لأهمية العمل بكل شفافية وبسط العدل والمساواة، مبيناً أن اختيار الوزراء الجدد، جاء بعد مشاورات واسعة مع القيادات بالولاية والمركز، وأضاف أن الولاية تعمل في تناسق تام بين كل أجهزتها التشريعية والتنفيذية.
وبصفتي أحد أبناء الولاية سرني هذا الخبر، انطلاقا من حرصنا على تطور الولاية وازدهارها فى كافة المجالات، وقد عانت الولاية كثيراً منذ الاستقلال بالرغم من أن معظم من بيدهم مصائر السودان والقرار فيه كانوا من أبناء الولاية، لكني هنا أشير فقط الى اسماء قليلة «الرئيس الأسبق جعفر نميري، نائب الرئيس الأسبق الشهيد الزبير محمد صالح، النائب الأول للرئيس علي عثمان محمد طه، وعدد كبير من الوزراء من كل مناطق الولاية»، لكن رغم ذلك كانت الولاية نسيا منسيا، ولم ينعم أهل الولاية بشريان يربطهم بالمركز الا قبل سنوات قلائل، كذلك ?م ينعموا بالكهرباء الا قريباً، ومازالت بعض القرى فى الشمالية محرومة من كهرباء سد مروي، لذلك فإننا نتفاءل كثيرا بهذه الكوكبة التى تم تكليفها لإدارة شؤون الولاية، فى المرحلة المقبلة، ونحمد للأخ الوالي أنه أخضع اختيارهم لشورى واسعة كما قال فى الولاية والمركز، وبدا لنا من وجوههم وهم يؤدون القسم، انهم أناس لديهم خبرات وقد عركتهم الحياة. وعلى كل حال لن نحكم لهم أو عليهم الإ بعد منحهم ما يستحقون من وقت مناسب لنقول بعدها، أحسنتم أو أسأتم التكليف، سيما أنه لا يخفى عليهم أن عملا كبيرا ينتظرهم وتحديات جساما ستواجههم،?ولعل أولى التحديات ستواجه السيد وزير الزراعة والثروة الحيوانية، والدور المنتظر منه فى إنجاح الموسم الزراعي الشتوي، تحديدا محصولي الفول المصري والقمح، فمزراعو الولاية من مروي وحتى حلفا ينتظرون منه الكثير، وذلك بالتنسيق مع وزارة الزراعة الاتحادية، من خلال توفير كل مقومات إنجاح هذا الموسم والبدء بتوطين زراعة القمح فى الولاية بصورة عملية وعلمية، وليس اطلاقا للشعارات كما درج د. عبد الحليم المتعافي كل مرة، وزير زراعتنا الولائي يعلم أكثر مني بمشكلات الزراعة فى الشمالية التى نلخصها لسعادته فى التالي:
ارتفاع تكلفة الزراعة بارتفاع مدخلات العملية الزراعية من جازولين واسمدة وحراثة ومكافحة افات، ومشاكل ري ومشاكل حصاد. وفي ما يتعلق بمشكلة ارتفاع اسعار الجازولين نرى أنه لا حل لهذه المشكلة الا بكهربة كافة المشاريع الكبيرة وحتى الصغيرة، اذ لا يعقل أن تكون ادارة السدود بالولاية تملك ستة ملايين فدان صالحة للزراعة وما تبقى من افدنة تملكها الولاية، ثم تفشلان فى زراعة خمس المساحات الصالحة للزراعة فى الولاية، التى ينظر اليها اتحاديا وولائيا على أنها سلة غذاء السودان، وسيكون هذا الفشل فشلا ذريعا لحكومة الولاية بأكملها? وفشلا للحكومة الاتحادية التى يكثر وزير زراعتها الاتحادي من عقد المؤتمرات الصحفية واطلاق الوعود تلو الوعود لانجاح الموسم الشتوي فى الولاية الشمالية، وهو الذى فشل من قبل فى تنفيذ وعوده بتوفير الفراخ لمواطني ولاية الخرطوم حينما سُلط عليها، وشخصيا أرى انه لا يصلح وزيرا للزراعة فى بلد كالسودان، وليس المجال مجال تفصيل فى الاسباب التى تجعلنا نطالب بابعاده عن وزارة الزراعة اليوم قبل الغد، لكننا فقط نشير الى تدهور القطاع الزراعي اينما يمم المرء وجهه فى مناطق السودان، فالحال فى مشروع الجزيرة البائس يكفي وفى المشاري? المروية الاخرى يكفي، وفى الشمالية يكفي، وفى القضارف يكفي.. وسعادته يجلس فى مكتبه الوثير بشارع الجامعة ويصرح مثل زيدان الكسلان فى درس المطالعة فى الابتدائي: غدا سأزرع من هناك الى هناك، سوف انجح الموسم الشتوي فى الشمالية، وفى النهاية لن يزرع المزارعون ولن يحصدوا سوى الهشيم، لذا على وزير زراعتنا السيد عبد الفتاح عبد الله ألا يعول كثيرا على وعود المتعافي عافانا الله والزراع من أكاذيبه، بل عليه أن يعول أولا واخيرا بعد الله على جهوده مع ادارة السد فى كهربة المشاريع والاتصال مباشرة مع البنوك خاصة البنك الزراعي ل?مويل الموسم بأقصي سرعة ممكنة، إذ أن الزراعة فى الوقت المناسب من شأنها أن تعطي حصادا وفيرا، وعلى وزير زراعتنا الولائي أن يقوم بجولة سريعة بسيارته شمال وجنوب دنقلا، ليرى بأم عينيه الاراضي البور فى المشاريع الصغيرة والكبيرة، وليسمح لي سعادته فقط بالاشارة الى مشروع الزورات الزراعي الذى يعتبر واحدا من اكبر المشاريع الزراعية التى لاقت اهمالا متعمدا من كل حكومات الولاية المتعاقبة، رغم انه على مرمى حجر من حاضرة الولاية، ونحن نعلم ان المهمة التى تنتظر سعادتكم مهمة عسيرة، ونعلم ان مشكلات عديدة سوف تعترضكم، ولكننا نع?ل بعد الله عليكم بأن تضعوا الولاية فى المكانة التى تستحقها بين ولايات السودان الأخرى، ونعلم ايضا انك أخي سعادة الوزير أنك سوف تواجه مشكلات نزاعات عديدة بين المزارعين وادارة سد مروى، وخوفا من المزارعين فى التعامل مع البنوك فى عمليات التمويل الزراعي التى تجعلهم معسرين.
ومن التحديات التى ستواجه الحكومة الجديدة فى الولاية الشمالية مسألة إيقاف التدهور فى قطاعي التعليم والصحة، فالولاية الشمالية كانت فى السابق ولاية رائدة فى مجال التعليم، وكانت تنافس فى المراكز الأولى فى امتحان الشهادة الثانوية، اما اليوم فهى فى ذيل الولايات، ويشعر المرء بخجل بالغ لما آل اليه حال التعليم بعد ان رفعت الحكومة يدها تقريبا عن كل شيء، فالمعلمون يشكون من تدني رواتبهم، والمدارس تشكو من عدم توفر الكتاب المدرسي والاجلاس، وليت تلك الايام الجميلة الخوالي تعود حيث كان الكتاب المدرسي متوفرا والطبشور المل?ن متوفرا والكراسات تصرف مجانا والحبر يصرف مجانا، وكذلك علب الهندسة والاطالس والدروس المسائية مجانا، والطعام مجانا فى الداخليات، اما اليوم فعلي اولياء امور الطلاب ان يوفروا كل شيء، وعلى وزير التربية والتعليم أن يبذل قصارى جهده للارتقاء بالعملية التعليمية بانصاف المعلمين وتوفير الكتاب المدرسي لولاية كل سكانها لا يتجاوزون نصف مليون مواطن، وبالتالي عدد قليل من الطلاب والطالبات فى كل المراحل، فبسبب تدني مستوى التعليم هجر معظم اهل الولاية قراهم الى الخرطوم والى المهاجر فى الخارج بحثا عن تعليم أفضل.
وعلى السيد وزير الصحة الجديد ان يعمل جاهدا لايقاف تدهور المستشفيات والمراكز الصحية التى تفتقر لكل شيء «الدواء الاطباء الاختصاصيون والكوادر الطبية المساعدة والاجهزة الطبية وغيرها». ونظرة واحدة الى حال مستشفى دنقلا هذا المستشفى الذى انشأ منذ اكثر من قرن من الزمان، تكفى لمعرفة حال مستشفياتنا خاصة فى حاضرة الولاية وما حولها من قرى، وهو ما يدعو كل مريض فى الولاية الى أن يسافر الى الخرطوم بحثا عن العلاج.
ومن ضمن الوجوه التى شملتها الحكومة الجديدة السيد صلاح عمسيب، ولا أدري هل هو ذات الشخص الذى كان نائباً لأمين عام جهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج؟ ام هو شخص آخر؟فإن كان هو الشخص الأول فإننا نأمل أن تستفيد الولاية من خبرته فى الجهاز الذى عرف بالجباية والجباية وحدها. وبالتالي نأمل فى أن يجبي للولاية من المركز، لا أن يثقل كاهل مواطني الولاية بضرائب واتاوات، وأن يعمل على تطوير فرص الاستثمار فى الولاية، وأن يسعى لاقامة مصانع محلية، مطاحن غلال، مصانع للتمور والفاكهة، تطوير مصنع كريمة، اقامة مقاصب آلية فى الو?اية، وتطوير اسواق المحاصيل بالولاية، الخ.
ونختتم حديثنا بتهنئة خاصة الى أختنا الأستاذة تاجوج يحيى حاج الأمين، فهذه المربية الفاضلة التي تربطني بها صلة قرابة ورحم، لن أتحدث عنها لكني فى هذه السانحة أقول إنه اختيار موفق صادف أهله، الأخت تاجوج يحيى واحدة من رائدات النهضة النسوية فى السودان، وواحدة من العلامات المضيئة فى العمل العام فى الولاية الشمالية، وبدأت حياتها مربية للأجيال، ورأيتها لأول مرة في ما كان يعرف باحتفال يوم العلم، واظنه كان يوم 24فيراير فى مدرسة جرادة الابتدائية، ووقتها كنا قد دخلنا لتونا الى مدرسة جرادة المتوسطة، حيث اقيم ذلك الاحتفا? فى بداية الثمانينيات فى ساحة المدارس الابتدائية، وكانت الاستاذة تاجوج وقتها تشرف على مناشط ذلك الاحتفال. واذكر جيدا أن الوقت كان شتاءً والبرد قارسا، فشارك صديقنا حامد خليل حامد، فى مسابقة أعدت خلال الحفل، تقضي بأن أول مشارك يكمل شرب كوب الشاى الساخن يفوز بهدية، فشارك زميلنا حامدا مع آخرين، وكان احد مزارعي جرادة قد شفط كوبه برشفتين، بينما اخذ حامد ورفاقه ينفخون فى اكوابهم، ولم يتمكنوا من منافسة ذلكم المزارع الخطير، وكانت تاجوج بثوبها الأبيض الناصع وخمارها الذى يزيدها وقارا تشرف على تلك المسابقة وغيرها من ف?رات الحفل، وكانت انسانة نحيلة ودودة باسمة، عرفتها شعلة من النشاط بل نحلة، وكانت من قيادات المرأة فى الولاية، وأصبحت امينة للمرأة ثم مستشارة لوالي الشمالية لشؤون المرأة والطفل، وكانت ومازالت نشطة فى حقل الدعوة، ولا غرو فهى من اسرة نذرت نفسها للدعوة، فشقيقاتها آسيا واسماء وشقيقها الاستاذ محمد يحيي، ظلوا يعملون دعاة الى الله، ورحم الله شقيقهم صديقي وزميلي ودفعتي فى مدرسة جرادة المتوسطة مولانا الأمين يحيى حاج الأمين، وباختصار الاستاذة تاجوج من رموز واعلام الشمالية، ورغم خبرتها الطويلة فى مجال العمل العام فإني?أشفق عليها من هذا التكليف الثقيل. ورغم ذلك كلي ثقة فى أنها سوف تقوم باداء رسالتها، فى التنوير والتثقيف والإعلام بشكل طيب، أقول هذا رغم علمي أن مجال الاعلام والثقافة ليس مجالها لكن وبما كان المنصب سياسياً، وفى هذا المقام فإننا بين يدي تكليفها هذا نتقدم لسعادتها ببعض المقترحات الشخصية، علها تعينها فى اداء الرسالة المناطة بها:
أولا: أن تستفيد من الكم الكبير للإعلاميين والصحافيين من أبناء الولاية فى مختلف الوسائل الاعلامية القومية، للاستنارة بآرائهم فى تطوير واقع الإعلام فى الولاية، من خلال عقد مؤتمر جامع لهم فى حاضرة الولاية أو الخرطوم، على أن تقدم فيه أوراق عمل ترصد الواقع بدقة وتسجل المشكلات والتحديات، التى تواجه مسيرة الإعلام فى الولاية، توطئة لتقديم مقترحات من شأنها الارتقاء بالاعلام «اذاعات، تلفزيونات، ثقافة، مسارح، تراث شعبي، فلكلور، سينما، مكتبات، سياحة إلخ»، حيث أن هناك عددا كبيرا من ابناء الولاية الشمالية، فى الاذاعة ?التلفزيون وصحف الخرطوم ووكالة الانباء وغيرها من الفضائيات، بل هناك عدد من الخبراء الاعلاميين واساتذة الاعلام من ابناء الولاية ينبغي الاستفادة من خبراتهم، ولا بأس أيضا من محاولة التواصل مع الاعلاميين من ابناء الولاية فى دول الاغتراب والمهاجر.
ثانيا: العمل على تطوير اذاعتي وتلفزيون الولاية من خلال جذب الأجهزة المتطورة، سواء من ميزانية الوزارة، أو حتى من خلال شرائها من مساهمات ابناء الولاية فى الداخل والخارج، حتى تعملا على مدار الساعة وتقدما مادة جيدة للمواطنين تلبي كل حاجاتهم.
ثالثا: تصميم برامج اذاعية وتلفزيونية، من شأنها توعية المواطنين وتثقيفهم، برامج مستمدة من بيئتهم وتراثهم المحلي، والاهتمام ببرامج الإرشاد الزراعي، وانجاح المواسم الزراعية، وما يسمى النفرة الزراعية، وابراز التراث الشعبي والفلكلوري الثري لإنسان الولاية.
٭ رابعا: السعي لتوقيع مذكرات تفاهم مع اذاعة امدرمان والتلفزيون القومي، لتبادل برامج مختلفة، شريطة ان تكون اذاعة دنقلا وتلفزيونها قادرين على انتاج برامج محلية، بمواصفات قومية إن لم تكن عالمية، ومن حسن الحظ ان صديقنا السيد عبد الكامل عبد المطلب مدير عام هيئة الاذاعة والتلفزيون، سيكون خير معين للأخت الوزيرة، فى هذين الجهازين، وهذا يحتاج الى معينات كثيرة وكوادر اعلامية مؤهلة، وعلى سبيل المثال لا الحصر، ،الولاية الشمالية تزخر بإمكانيات سياحية ضخمة، حيث تمثل الآثار التاريخية والشلالات الطبيعة الجاذبة للسياح وال?احثين في مجال التاريخ والحضارات القديمة، حيث تبرز مناطق كرمة، البركل، دنقلا العجوز إضافة لمواقع أثرية مهمة تتصدرها جزيرة صاي في وادي حلفا وكرمة شمال دنقلا، الكرو، جبل البركل، سبسة، صنم أبو دوم، منطقة صلب. وغيرها من المواقع التى تحتاج الى تسليط المزيد من الأضواء عليها وجمع كل ما كتب وأنتج عنها من مواد توثيقية.
٭ كما توجد مواقع سياحية مهمة منها بحيرة النوبة وحمامات عكاشة وواحة سليمة حيث أقيم عدد من القرى السياحية على الطراز النوبي القديم بمنطقة شلالات دال وقرية سياحية بدنقلا العجوز وقرية سياحية بعكاشة وقرية وداي حلفا السياحية. وفى اطار جهود الأخت الوزيرة للارتقاء بكل هذه المعالم الأثرية والتاريخية السياحية، يمكن للوزيرة المحترمة انتاج أفلام وثائقية بمواصفات عالمية عالية الجودة، ويمكن عرضها فى أعرق الفضائيات وأشهرها، لكن انتاج مثل هذه الأفلام يحتاج الى معينات كثيرة ومال كثير، والولاية الشمالية ثرية بنخيلها وانسانه? وأرضها وتراثها ومعالمها، وعلى الأخت تاجوج يقع عبء كبير لابراز كل ما تزخر به الولاية من موارد طبيعية، بل حتى نجاح الاستثمار فى الولاية ونجاح الموسم الشتوي يتوقف فى جانب مهم منه على جهود وزارتها وما تقوم به من دور للترويج لكل هذا الثراء المخفي فى الولاية.
٭ خامسا: لقد كان مسرح مهيرة بدنقلا، فى يوم من الايام بؤرة اشعاع ثقافي متفردة فى الولاية كلها، وقف فوق خشبته ابو داؤود والعطبراوي وغيرهم من الفنانين العمالقة، ووقفت فوقه فرق مسرحية قومية شتى، قدمت من خلاله أعمالاً ثقافية وفنية ومسرحية، لكنه اليوم لا يؤدي هذه الرسالة، لسبب واحد هو أن اهتمام حكومة الولاية بالمسرح والفن قد قل كثيرا عن ذي قبل، ولكني اذكر أختنا الوزيرة الفضلي بأهمية الدور الذي يؤديه المسرح فى حياة الشعوب بمقولة رائجة مفادها: أعطني مسرحا أعطك أمة. وليت الأخت الوزيرة تهتم بتطوير المسارح القائمة ?ى مدن الولاية الكبري وإنشاء المزيد منها والاهتمام بالفرق الشعبية والتراثية وابراز انشطتها من خلال الاذاعة والتلفزيون، والاهتمام ايضا بدور السينما واحيائها. وأذكر أننا فى الثمانينيات ونحن طلاب فى دنقلا الثانوية كنا نرتاد سينما قرشي وسينما عمر فى الامسيات، ولا أحسبهما اليوم يقومان بما كانتا تقومان به من تثقيف وتنوير وترفيه.
٭ سادسا: ليت الأخت الوزيرة تهتم بانشاء عدد من المكتبات العامة فى المدن الكبرى بالولاية، حتى تكون منارات للاشعاع الثقافي ومعيناً للطلاب والباحثين. ويمكن ان يتبرع لها كل مقتدر، فمدينة كبرى مثل دنقلا لا يعقل ألا توجد بها مكتبات عامة، ومكتبات كليات الجامعة فقيرة جدا، لذا نتمنى ان تهتم الأخت الوزيرة بهذا الجانب.
٭ سابعا: نقترح على السيدة وزيرة الثقافة والاعلام والسياحة، أن تطلق موقعا أنيقا ومتجددا للولاية، يتم رفده وتزويده بأحدث اخبار وصور الولاية، وفرص الاسثمار فيها، موقع من شأنه أن يربط ابناء الولاية فى الداخل والخارج بولايتهم، والتفاعل مع همومها وقضاياها، موقع يقدم معلومات دقيقة واحصائيات عن كل شيء فى الولاية. وليت تلفزيون الولاية ينقل للمواطنين ما يدور فى المجلس التشريعي للولاية من مناقشات تهم المواطن.. وليته ينتج فيلما وثائقيا عن انتاج القمح فى الولاية، وليته ينتج فيلما وثائقيا عن قرية القعب تلك القرية الواحة?المنسية وسط الكثبان الرملية الذهبية وتسليط الضوء عليها باعتبارها بقعة سياحية واستشفائية، وليت تلفزيونات الولاية واذاعاتها تهتم بتراث النعام آدم وادريس ابراهيم وزكي عبد الكريم ومحمد وردي ومحمد جبارة ومحمد كرم الله واسماعيل حسن وغيرهم من مبدعي الولاية الراحلين والاحياء.
٭ أخيراً: فإننا نتمنى التوفيق لاخواننا الوزراء الجدد بالولاية الشمالية في ما كلفوا به من مهام كبار، وان يعملوا بروح الفريق الواحد، وأن يكون كل واحد منهم قويا أمينا في ما أؤتمن عليه من أمانة، وان يكونوا عند حسن ظن واليهم ومواطنيهم.
٭ كاتب وصحافي سوداني مقيم فى قطر
الصحافة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.