راسيم.. مين فصلك البدلة يابيه!! عبد الباقي الظافر قبيل أسابيع قليلة زار رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر أحد أقاربه لتقديم العزاء.. المشير طنطاوي ارتكب خطأ عظيماً أقام الدنيا عليه.. المشير الذي يدير مصر ببزته العسكرية رأى من غير اللائق الذهاب لمناسبة اجتماعية حزينة بالزي العسكري.. بعد أن ضرب المشير خماسيها في سداسيها ارتدى سعادته بدلة إفرنجية.. المصريون حسبوا أن الرجل يريد أن يكرر مسرحية مبارك.. حكم مصر بالبدلة الأنيقة التي تخفي بداخلها بندقية القمع.. تهكم المصريون على الرئيس طنطاوي وسألوه: (مين فصل لك البدلة يا بيه). أمس من المفترض أن يتم تدشين نسخة جديدة من برنامج في ساحات الفداء.. الأستاذ إسحق أحمد فضل الله بدلاً عن أن يكتب في أخيرة الانتباهة سيظهر للأمة السودانية (صورة وصوت).. عودة البرنامج تزامنت مع تدشين كتيبة جديدة من الدفاع الشعبي بعنوان البنيان المرصوص.. الكتيبة من المفترض أن تتلقى جرعة تدريبية عالية توائم تقلبات المناخ السياسي المضطرب في بلادنا. أول إحساس يخامر المراقب أن الإنقاذ تحاول العودة إلى طبعتها الأولى.. وأن القسطاط الجديد المستخدم أن تكون معنا أو مع إسرائيل.. لهذا سيصيب المعارضين توجس من عسكرة الشاشة القومية.. مثل هذا الإحساس يمكن أن ينقل الساحة إلى نقطة الصفر.. يخرج الإمام في عملية تهتدون.. ويرتدي مولانا لأمة الحرب قائداً لجيوش الفتح. عودة ساحات الفداء إعلان رسمي أن البلاد تعيش في حالة حرب.. هذا الإقرار يجعل رجال الأعمال والمستثمرين الأجانب يتحسسون حساباتهم المصرفية ويبحثون عن مرافئ آمنة يستثمرون فيها مدخراتهم. الإنقاذ في أيامها الأولى استعانت بأجسام موازية للمؤسسات القومية.. فكان الدفاع الشعبي والشرطة الشعبية والأمن الشعبي ومجلس الصداقة الشعبية.. في تلك الظروف والحكام الجدد في سنة أولى حكم كان من الصعب لحزب أقلية التعامل مع مؤسسات جامعة.. ولكن بعد عشرين سنة من الهيمنة المسنودة بسياسة التمكين يبدو الاعتماد على هذه المؤسسات الموازية فيه قدر كبير من الاعتراف بالفشل. الإنقاذ تحاول عدم مغادرة محطة سنة أولى إنقاذ.. ليس على مستوى المؤسسات فحسب حتى الوجوه القديمة ما زالت تتحكم في مصائر الإنقاذ.. في إيران تعاقب على منصب رأس الدولة ستة رؤساء..الرئيس السوداني عاصر من مكتبه في القصر الجمهوري أربعة رؤساء في البيت الأبيض.. عدد من وزراء الإنقاذ في طريقهم لتحقيق أرقام قياسية في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء.. الإنقاذ تفعل ذلك رغم إقرارها أننا شعب ملول يحتفي بالمثل الشعبي: (كترة الطلة تمسخ خلق الله). لا أعتقد أن برنامج ساحات الفداء سيحقق الغايات المنشودة من بثه.. عوامل عديدة تغيرت في الساحة السياسية.. مياه كثيرة مرت تحت الجسر.. حتى معد البرنامج إسحق أحمد فضل الله الذي كان يستمتع بركوب بص العيلفون أمسى الآن برجوازياً يقود سيارة فارهة يتم التحكم فيها من على البعد عبر (الريموت كنترول). التيار