سلام عبدالله – لندن [email protected] الجهاد الالكترونى عبارة عن مجموعة تضم المتخصصين فى مجال الكمبيوتر و المجال الامنى بالمؤتمر الوطنى و اوكلت اليهم مهمة محاربة المواقع الالكترونية و الحد من تاثيرها على الشعب السودانى و تحريكه نحو الانتفاضة و المطالبة بسقوط النظام . و الجهاد الالكترونى يتم تكليفهم بمهام عديدة منها تهكير المواقع النشطة و الفعالة و مواقع المجموعات الشبابية النشطة فى معارضة الحكومة فى الفيس بوك و تويتر ، البعض الاخر تكمن مهمته فى الدخول لمواقع الفيس بوك باسماء مستعارة ووهمية لغرض تشتيت الافكار و صرف الانتباه عبر طرح مواضيع انصرافية و الاساءة للافراد و الجماعات. اما المجموعة الاخيرة فتكمن مهمتها فى التعليق على المنشورات فى الصحف الالكترونية . و بالمتابعة الدقيقة لنشاط بما يسمى بالجهاد الالكترونى ، نجد ان غالبية الاساليب و الالفاظ المستخدمة من قبلهم تفتقر الى الادب و السلوك القويم الذى يتميز به الشعب السودانى الاصيل . حيث نجد ان غالبية تعليقاتهم تؤدى الى تفكيك النسيج الاجتماعى السودانى . و على سبيل المثال يدخل البعض منهم باسم مستعار يرمز على قبيلة سودانية معينة ثم يكيل السباب و الشتم للقبائل السودانية الآخرى مما يودى الى نقاشات حادة و مشاحنات بين المتداخلين و هذا الاسلوب بدوره يؤدى الى تأليب القبائل السودانية ضد بعضها البعض وهذا امر مرفوض جملة و تفصيلا من كافة الشعب السودانى .و نجد البعض الآخر من المجاهدين الالكترونيين يكمن تخصصهم فى السودانيين المقيمين فى الخارج و الذين هجروا الوطن نتيجة للظروف السياسية و الامنية و الاقتصادية الناتجة من سياسة المؤتمراللا وطنى التى جرت السودان الى نفق مظلم . البعض الاخر يرسل رسالة طلب اضافة محترمة و رقيقة لاحد الناشطين او الناشطات فى المواقع الالكترونية و بعد ان يتم قبوله فى المجموعة كصديق يبدأ بالتهديد و السب و الشتم واستخدام اساليب و الفاظ يعجز اللسان عن النطق بها . بل تنم على لغة الشوارع التى تليق بمكانة الاسرة السودانية لافتقارها للاحترام و لا تصون كرامة البشر ، و من الواضح انهم اكتسبوها من داخل القصر الجمهورى و مؤسساته الحزبية الاخرى . و الملاحظ هنا ان غالبية المستهدفين بهذا الامر هم من النساء الناشطات فى المجال السياسى و مجال حقوق الانسان لتدميرهم معنويا و نفسيا و النيل من كرامتهن من خلال وصفهن باقبح الالفاظ و نعتهن بابشع الاوصاف ناسيين ان الشعب السودانى يكن كل الود و التقدير و الاحترام للمراة السودانية و نضالاتها عبر الحقب المختلفة و ان الاسلام كرم المراة و يقول الرسول الكريم عليه افضل الصلوات فى المراة ،، ما اكرمهن الا كريم ، و ما اهانهن الا لئيم ,, ، . لعمرى ، اى جهاد هذا الذى يدعون له ، هل انتهاك حرمات الاخرين و النعت باقبح الالفاظ يسمى جهاد ؟ و هل الدخول فى خصوصيات الاخرين و نشر بياناتهم يمت على الدين بصلة ، اليس الاولى بكم الجهاد فى انفسكم اولا ثم الدخول فى المواقع الالكترونية لمجاهدتها . هناك حقيقة يجب ان يعلمها الجميع و خاصة الجهاديين و هى ان كل الاقلام التى تساهم فى رفع الظلم على المواطن السودانى على الصفحات الالكترونية هم من شرفاء الوطن و المخلصين له و يدافعون عن قضايا و هموم المواطن السودانى بمالهم و زمنهم لقناعتهم الشخصية و ارادتهم ، و ليس هناك جهات تحرضهم او تدفع لهم مقابل ذالك و لا يمسون اعراض الناس فى تناولهم لقضايا الوطن و تعرية النظام على عكس الجهاد الالكترونى الذين يحصلون على مرتباتهم و حوافزهم من خلال القوص فى اعراض الناس و انتهاك حرماتها او بالاحرى فانهم يتكسبون و يعيشون فى نعيم و رفاهية على معاناة الشعب السودانى . و نقطة آخرى مهمة يجب الانتباه اليها وهى ان عدد كبير من افراد الجهاد الالكترونى مقيمين فى اوروبا و امريكا مستقلين الكارثة الانسانية التى تسببوا فيها فى السودان كاحد الاسباب التى منحتهم حق اللجوء السياسى و الانسانى و اصبحوا معاديين للشرفاء من ابناء الوطن المناضلين فى بلاد المهجر و يد يمنى للنظام فى الخرطوم مقابل منح دراسية دراسية و حفنة من المال تدفع لهم عن طريق مؤسسات المؤتمر الوطنى ن وجزء آخر بعث بهم النظام لاغراض امنية تحت غطاء المنح الدراسية . و ختاما فان الجهاد الالكترونى ساهم فى تقديم بعض الخدمات المتمثلة فى نقل الرآى العام للشرفاء من ابناء الوطن و صوت الاغلبية الصامتة الى رئاسة المؤتمر الوطنى وحكومتهم ، و بالتالى فان التخبط الذى يعيشه المؤتمر الوطنى هذه الايام ماهو الى نتاج للجهد المقدر الذى بذله و لا زال يبذله الشرفاء من ابناء هذا الوطن. و عليه فقد نجح الشرفاء من ايصال كلمتهم الشريفة التى تنادي بالحرية و الديمقراطية و العدالة و المساواة و نبذ الكراهية و الفتنة بين ابناء الشعب الواحد و هذا يعتبر هزيمة نكراء لما يسمى بالجهاد الالكترونى . و عاش الشعب السودانى بترابطه و اخلاقه الكريمة .