[email protected] تحضرني هنا حكاية الجعلي الذي أرسل ابنه ليبلغ الناس بموت أخيه وفي هذا الأثناء تحرك أخوه فنهبه الحضور إلى أنه حي لم يمت فقال لهم: علي الطلاق كان حي ندفنه إنتوا دايرين الناس يشمتوا فينا ويقولوا ما بنعرف الموت!!...فيا شماتة آبلة ظاظا في حانوتي الأحزاب نافع الذي لا يعرف الموت. الحانوتي هو أسعد الناس برحيل الآخرين عن الحياة الدنيا نظراً لأنه يكسب عيشه بخروج أرواحهم بينما القابلة هي أسعد الناس بقدوم الآخرين للحياة الدنيا لأن حياتها في قدومهم...إذا خُير الإنسان بين لعب دور القابلة أو دور الحانوتي قطعاً سيختار دور القابلة - وإن كان ذكر- ليحتفي بالقادمين إلى الحياة ولكن الذي نفسه بغير حياة سيرى في دور الحانوتي هو الأنسب لذا يصر نافع على نافع نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني على لعب دور حانوتي الأحزاب ظناً منه بأن حياته في موتها فمن يلوم الترابي على دهشته في أن نافع أصبح سياسياً أثناء فترة غيابه عن الساحة بسبب الاعتقال. قبل الانتخابات الأخيرة توعد نافع على نافع بقبر الأحزاب ثم أكد بعد الانتخابات إن الأحزاب قد قبرت تماماً ولكن لا ندري أهو دفن نافع أب كراعاً برة أم هي عفرتة الأحزاب التي عادت في شكل (بعاعيت) أم هي عدم معرفة الموت هي التي جعلت نافع يقول (ليس من العبرة أن يحضر الأموات ولكن العبرة أن يحضروا الأموات الذين لم يقبروا). إصرار نافع على لعب دور الحانوتي ليس وحده المستغرب في حديثه خلال انعقاد المؤتمر التنشيطي العام لحزب المؤتمر الوطني بل كذلك حديثه عن استحالة سقوط النظام والذي يفهم من سياقه إنه من كان يعبد الأحزاب فإن الأحزاب قد ماتت ومن كان يعبد المؤتمر الوطني فإن المؤتمر الوطني حي لا يموت ناسيا أو متناسياً قوله تعالى (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)...وظناً منه أن من عضله في رأسه يعرف خلاصه...وليكن نافع إذن في حلم معن بن زائدة، كما أدعى بعد ضربة لندن، وليقبل منا أبيات الأعرابي التي خاطبه فيها قائلاً: أتذكر اذ قميصك جلد شاة **** وذا نعلاك من جلد البعير ونومك في الشتاء بلا رداء**** وأكلك دائما خبز الشعير وفي يمناك عكاز قوي**** تذود به الكلاب عن الهر ير فسبحان الذي أعطاك ملكا **** وعملك القعود على السرير ثم مضى نافع في المخاتلة بالقول بتوفر المناخ المناسب لإحداث نهضة عظمى بالبلاد في كافة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ناكراً أن الاقتصاد السوداني يمر بأسوأ حالاته ويوشك على الانهيار بسبب النقص الحاد في احتياطيات البلاد من العملة الحرة بسبب فقدان إيرادات البترول والارتفاع الجنوني في أسعار السلع الضرورية والضنك الذي يعيشه المواطن السوداني وإن النهضة الاجتماعية التي يتحدث عنها فيكفي ما أصاب النسيج السوداني من تمزق بسبب سياسات الإنقاذ وبلوغ الروح الاجتماعية الحلقوم لدرجة يصلح أن يقال فيها (ترجعونها إن كنتم صادقين) أما الحديث عن الحالة الأمنية فيكفي قعقعة السلاح التي لا تزال تسمع في جنوب كردفان والنيل الأزرق وعدم استقرار الأوضاع الأمنية في دارفور والأزمة المؤجلة في أبيي. فبدلاً أن يمعن في المخاتلة بالقول بأن (الأحزاب تناست إن جميع أهل السودان مؤتمر وطني) كان من الأحرى أن يثبت لنا إن جميع أهل المؤتمر الوطني سودانيين!!! فمن يظل متشبثاً بأهداب الحكم ولو أدى ذلك إلى تمزيق السودان إرباً ومن يتلاعب في الاقتصاد لدرجة تجعل أبنائه يتضورون جوعاً فليسأل نفسه أسوداني هو؟؟ قد قيل أن المستحيل ثلاثة واليوم (نافعهم) أتى بمزيد الغول والعنقاء والخل الوفي وحلم بني السودان في حكم رشيد نافع ما فتئ يتجبر في الحديث وما أنفك يلقي بالكلام على عواهنه ليقول للناس نحن هنا ظناً منه إن الحي حي في حياته لسانه فإذا أبيد من اللسان أبيد ولا زال يتوهم بأنه سيغمض عينيه ويفتحها ليجد كل أهل السودان على قلب أكثر رجال المؤتمر الوطني ولاءً وإن كان على باطل، وهذا قطعاً ما لم يكن ولن يكون إلى أن يذهب الله بأس أهل السودان لأن ما نراه من سكوت على الفساد والإفساد ومن ممارسات معيبة داخل حزب المؤتمر الوطني لا يحقق بأي حال من الأحوال فضيلة دفع الناس بعضهم ببعض الذي لولاه لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا، لذا ليس لنا إلا ندعو قائلين اللهم ساعد أحزاب أهل السودان لتحيا حياة طيبة بحيث يحزن الجميع لوفاتها حتى الحانوتي (نافع).