ما تقول (اللي بعده) البشير و تريحنا!! شريفة شرف الدين [email protected] كما عند إشارة المرور الحمراء أجدني مرغمة بالتوقف – لا عن رغبة - عند الصحفي عثمان ميرغني صاحب التيار فكتاباته – على علاتها - جاذبة لعدد كبير من القراء بالراكوبة لا لموضوعيتها فذاك أمر تجاوزه الجميع من بين مشفق عليه و حردان منه و لكنهم – مثلي - يتوقفون لإشباع فضول ملحاح بما هو مخيب للآمال تماما كالسجارة عند البعض .. مضرة هالكة لكن تعاطيها عندهم لا يقاوم.. اعترف أن عثمان ميرغني يجيد إنتقاء عناوين مقالاته التي يربطها بأحداث الساعة ربطا وثيقا كالتي بين أيدينا و لكنك تحبط أيما إحباط بمجرد إنتهاءك من قراءة تلك المقالات .. ترجع بحسرة و ندم و تلتزمان خطين متوازيين .. تترائيان بلا إلتقاء .. أبدا لا تجد بغيتك إلا كما يجد السماك سمكا في البحر الميت .. أشبه مقالات عثمان بحلاوة القطن .. حجم معتبر لكنها فارغة طعما و محتوى. مهما يكن من تداعايات الطريقة البشعة التي إنتهي بها المغرور القذافي لا يمكن لصحافي سوداني مهما صغرت تجربته المهنية أن يتطرق لتلك التداعيات بمعزل عن البشير و السودان و (ينط) إلى (طالح) اليمن ثم إلى بطاقات مرقمة لمجاهيل في مصير الرؤساء العرب في الوقت الذي تبدو فيه جميع أعراض ثورات الدول العربية في سياسة دولتنا بينة و واضحة مع فارق جغرافية المكان و الإسم .. إن التحليل الذي لا يتعدى وتد الوصف لما هو ماثل ليس جديرا بصحفي أمضى حياته في العمل الصحفي ناهيك تماما عن السرد التاريخي لأحداث في متناول الجميع .. تكمن قوة التحليل في استصحاب أحداث الحاضر لمآلات ما ستأتي به الأيام .. رؤية استباقية ثاقبة ولو من باب المناصحة سيما أن بين الكاتب و النظام (ملح و ملاح) و نستعذره فقط في حال أنه لا يريد أن ينسى أياما مضت مرحا قضاها. عثمان ميرغني .. أمن المنطق و الذوق و الأمانة المهنية أن (تطنش) ما يقارب الثلاثة ألف قارئ بشكل راتب لأيما مقال تكتبه؟ إن للراكوبة عليك حقا و إن لقرائها عليك حقا و إن لمقالي هذا عليك حقا أم أنك من الوفاء بحيث لا تتعدى الحق الذى هو عليك للمؤتمر الوطني؟!