[email protected] إعتراف: أقسم بالله إن قراء الراكوبة يلهمونني فكرة الكتابة .. يشحذون همتي بالمضي .. و يزودون عني حتى بت لا أخشى السلطان .. و إعتراف آخر هو أن ما أكتب يتضاءل أمام بعض التعليقات فأكرم بكم من قراء. استوقفني تعليق ضمَّن صاحبه اقتراحا بإنشاء قناة تلفزيونية تعبر عن لسان حال الرأي الآخر. و إن تعجب فلأحزاب في ثقل الأمة و الإتحادي و في قدم الشويعي لا تملك قنوات تعبر عن آرائها بل تنتظر السويعات القليلة التي يتفضل المؤتمر الوطني بها عليهم على قنواتها و لا تزيدهم إلا تشويها و تقزيما مثلما فعل بهم بابكر حنين قبيل الإنتخابات المخجوجة الأخيرة. و إن تعجب فلحركات مسلحة قوامها الآلآف و لا يستفيدون من الإعلام المرئي لعكس آرائهم وتوثيق جرائم النظام و تفنيد مزاعمه لتظل صورتهم شوهاء قبيحة في عين و أذن المتلقي الذي يتخمه إعلام المؤتمر الوطني بفاسد المعلومة. أفضل منهم جميعا الحركة الشعبية التي رمت تلفزيون السودان وراء ظهرها و اتخذت لذاتها قناة خاصة بها خدمتها في أيام معدودات لتنال مرادها كاملا و تطمع في مزيد. إن الإعلام القوي الصادق أمضى من رصاصة البندقية ففي الوقت الذي تسعى فيه البندقية لإخراس و خنق صوت الآخر بالإلغاء يفتح الإعلام كل الأبواب المغلقة دون زيف و أباطيل النظام و زبانيته الباطلة فتتركه عاريا مكشوفا .. و لو كنت مسؤولة من تلفزيون السودان القومي لما سمحت ببث غثاء ما يرغي به البشير و يزبد به أعوانه صباح مساء أو أستقيل كريمة ثابتة على مبدأ أن الرسالة الإعلامية لزام عليها أن تكون صادقة ملتزمة بمهنية و ميثاق شرفها المنوط بها حملها .. لتستحق إن كانت تستحق صفة القومية المزعومة و لو أن تلميذا برئيا فلت لسانه ببعض مما يهطرق به البشير لتبرأت منه المدرسة و لألزمته سوء سيره و سلوكه حتى لا يأتينا رئيسا في مقبل الأيام ليعيث في الأرض فسادا و تقتيلا. فليتغنى المؤتمر الوطني بقناة الشروق لا أشرقت بعد اليوم و ليصدح المؤتمريون بل فليرقصوا شأن ما يفعل كبيرهم و لكن ليس على تلفزيون السودان القومي .. تلفزيون السودان القومي ملك للجميع ..حتى إن خروج عقار و أمثاله و شقهم لعصا الطاعة لا تمنعه من أن نسمع رأيه الذي لن ينزل مهما ساء إلى درك البعوض فما دونها و لن يكون تلفزيون السودان شاذا إن فعل .. فهناك الBBC التي تتيح الفرصة للمعارضة أكثر مما تتيحها لرئيس الوزراء و كانت النتيجة حقن الدماء .. و كانت النتيجة حربا كلامية من البرلمان .. و كانت النتيجة مدنا و قرى آمنة .. و كانت النتيجة أن الكل يدفع بعجلة التنمية .. و كانت النتيجة رقابة تمنع الإستفراد و الإستنفاع إلا بما هو مستحق لا يتجاوزه حتى رئيس الوزراء و إلا ناله سوط العدالة و إن صعد جبل الحصانة الرملي ليعصمه من طوفان الحقيقة.. نعم إن إنشاء قناة تلفزيونية معارضة تكون متاحة للكل سيكون لها أثرها الأمضى تكون بمثابة بئر جامعة يستقى الناس منها المعلومة الصادقة .. تكون لفضح المستور .. قناة موازية تطرح الرأي الآخر المغيب ليتلقاه المهتم بشكل مباشر من مصدره .. قناة تلفزيونية لما للصورة و الصوت من أثر بالغ يتلقاه الناس جميعهم على تباين تعليمهم لأن نسبة من يتعاطى الصحافة الورقية و الإلكترونية ضئل جدا مقارنة بمن يتلقى من القنوات المسموعة و المرئية. و لا يجب أن نستصعب صعبا و نضع العراقيل ثم نهابها .. إن الكم الهائل للقنوات الفضائية تبين بجلاء سهولة المسألة و يسرها و نسأل الله أن ينبرى لها ذوو الإختصاص.