ديمقراكتورية .. الاسلاميين وحراس مرمى الثورات! محمد عبد الله برقاوي.. [email protected] المدخل للحديث ..سؤال كبير ! هل رمى الاسلاميون حقيقة ، وعلى مختلف مشاربهم عصي الأقصاء باسم التفوق الأخلاقي والقداسة والتفويض السماوي ، وشعارات من ليس معنا فهو ضدنا وكافر يستحق الفناء ، لنسود نحن لاننا الأفضل بديننا وفكرنا وسعينا لاصلاح المجتمع ولو هاجر عنا ثلثا أهل الوطن ، فليكن! وهل باتو فعلا على قناعة أن في عالم السياسة وديمقراطيتها المعروفة بالتداول، الحاكمية للشعوب ، وان مالله لله وما لقيصر لقيصر ،وأرتضوا الاحتكام بقناعة راسخة الى صناديق الا قتراع لتبادل كرة الحكم وليس احتكارها كأخر مطاف عندهم ومن بعدهم الطوفان؟ و هل وضعوا السيوف والرماح جانبا والتي كانوا يرفعون على أسنتها المصاحف لارهاب من أبى فكرهم وعاند السير على نهجهم ووسعوا صدور الحوار لسماع الآخر واحتمال مشاركته ركوب سرج السلطة في ائتلاف على برنامج وطني ديمقراطي ، يرتضيه الجميع ، ومن ثم هيئوا أنفسهم لامكانية النزول متي ما انتهت صلاحيتهم للرحلة ، ولا يخبئون النوايا تحت بردعة المشاركة ، ليقلبوا الأخرين في منتصف المشوار مثلما فعلوا بديمقراطيتنا التي أعطتهم مركزا متقدما ضاقوا بالصبر على امكانية تطوره الى مربع أكثر تقدما ؟ هو حقا سؤال ما أكبره اذ تفرعت عنه بين الأنامل واليراع اسئلة هامة وعدة ! الان كل نتائج الاستحقاقات التي جرت في كل من تونس ومصر والمغرب تقف شواهد على نشوة الاسلاميين بتحقيق مكاسب عبر الديمقراطية ، ماكان لهم أن يحققوها عبر الوسائل الأخري بهذا القدر من التجانس في التوقيت ولو ثابروا لعقود عدة ! فهل ينصفون الديمقراطية ردا لجميلها، ويحققون طموحات الضمير المسلم في المواطن الذي خيبت ظنه الديكتاتوريات التي أخذت في سوءتها بسمعة العلمانية التي حسبت عليها دون الدقة في ضمنية العلاقة الا في القشور؟ أم أنهم سيعتبرون الديمقراطية مجرد حصان طروادة لاقتحام سور السلطة ومن ثم اغلاق الأبواب ليكون التواجد داخله ، حصريا عليهم ، ومن يسأل عن دورة التداول ، فليشرب من بحر المقلب؟ ربما كان الخلاف قبلا ولا زال واضحا بين الاسلاميين والعلمانيين دعاة الدولة المدنية الحقة التي توفر الوعاء الجامع للمواطنين على أساس الحقوق والواجبات تساويا عند خط المواطنة ، دون تمييز لديانة أو أقلية أو تفرقة بين امرأة تصنف على فرضية انتقاص العقل والدين في تفسير على غير ما عناه الاسلام! ودون تغول على حريات الفكر والرأي والمواهب وما يرفد الاقتصاد من موارد السياحة أو يعبر عن وجدان الناس من ترفيه وابداع ، بتصنيفه هو الأخر في مصاف البدع التي ينبغي بتر شأفتها هي الاخري من اوصال المجمتع ، على غرار ما فعلته تنطعية وجهالة أغرار طالبان ، التي هدمت الأثار باعتبارها أصناما، رغم استنكار علماء الدعوة المستنيرين لمراعاة التطور وعدم التنفير والمرونة في التعاطي مع الاسلام باعتباره مواكبا للحداثة دون الخروج عن الثوابت ، وليس داعيا للتقهقر لزمان له معطياته وظروفه وأهله! ولكن الأن على مايبدو ، فاذا ما استثنيناء الى حد ما وضوح الرؤية في طرح الاسلاميين المرن في كل من تونس والمغرب على خلفية احرازهم نتائج هي أقرب الى الأكثرية المريحة منها الى الأغلبية الدستورية المطلقة ، مما حدا باتجاههم الى التحالفات التي تسند مرحلتهم بالخبرة وتجنبهم كبوة الانفراد في بلدين توغلت علاقتهما بحياة اجتماعية ، يصعب الانقلاب عليها بخبطة عشوائية قد تطيش بعيدا عن مرماها! فربما يكون النموذح لمستقبل الحكم في مصر الشقيقة وعقب تقدم الأخوان المسلمين في المركز الأول بنتجة الانتخابات الأخيرة، فيما أعقبهم التيار السلفي ثانيا،هو الأكثر تعقيدا وفي أغلب الاحتمالات ، فانه قد يقود الى صراع مع دعاة الدولة الديمقراطية المدنية ولا نقول العلمانية وشرائح كبيرة في المجتمع المصري و بين الاسلاميين اذا أجتمعوا في تحالف يسعي الى فرض الدولة الدينية ، على ذريعة ذلك الفوز ! وفي حال اختلاف الاخوان والسلفيين على ايجاد قاعدة مشتركة لتصريف استحقاقات الدورة التشريغية الحالية ، فان ذلك ايضا قد يقود الى استقطاب ، تكون أول ضحاياه الثورة المصري ، وقد تتكسرعلى صخرة الخيبة أحلام الشعب في نجاعة النهج الديمقراطي كمخلص لهم من حقب الشمولية الطويلة ، فتنفتح من جديد ميادين الحراك لاستعادة الثورة المسروقة باسم الديمقراطية ، التي قد يحيلها الاسلاميون ، الى (ديمقراكتورية ) في البدء زحفا الى اكتمال سيطرتهم الديكتاتورية ! فيدفع ذلك بالضرورة حراس مرمي الثورة لالتقاط الكرة من اقدام المتسللين نحو المرمي قبل تحقيق هدفهم ، باسم قداسة فريقهم ! وهذا ما ستسفر عن حدوثه من عدمه ، مقبل الايام ، في ظل حيرة الجيش نحو كيفية بلوغ لعب دور الحامي لمدنية الدولة ، على شاكلة حماية جيش تركيا لعلمانية أتاتورك ، ولكن. لابأس ان هي أتت باردوغان مصرى ولو كان على يمينه عبد الهك غل فرعوني ، طالما انهما سينشدان ، بلادي بلادي ، لك حبي وفؤادي ، دون الخروج على النص ! والله المستعان .. وهو من وراء القصد.