الإعيسر يؤكد الدور الفاعل والاصيل للاعلام الوطني في تشكيل الوعي الجمعي وحماية الوطن    مصر تؤكد دعمها الكامل لوحدة وسيادة الصومال    شرطة ولاية القضارف تضع حدًا للنشاط الإجرامي لعصابة نهب بالمشروعات الزراعية    استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وراء تزايد تشتت انتباه المراهقين    سفارة السودان بالقاهرة: تأخر جوازات المحظورين "إجرائي" والحقوق محفوظة    ما بين (سبَاكة) فلوران و(خَرمجَة) ربجيكامب    ضربات سلاح الجو السعودي لتجمعات المليشيات الإماراتية بحضرموت أيقظت عدداً من رموز السياسة والمجتمع في العالم    قرارات لجنة الانضباط برئاسة مهدي البحر في أحداث مباراة الناصر الخرطوم والصفاء الابيض    غوتيريش يدعم مبادرة حكومة السودان للسلام ويدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار    صقور الجديان" تختتم تحضيراتها استعدادًا لمواجهة غينيا الاستوائية الحاسمة    مشروبات تخفف الإمساك وتسهل حركة الأمعاء    نيجيريا تعلّق على الغارات الجوية    منى أبو زيد يكتب: جرائم الظل في السودان والسلاح الحاسم في المعركة    شاهد بالفيديو.. فنانة سودانية مغمورة تهدي مدير أعمالها هاتف "آيفون 16 برو ماكس" وساخرون: (لو اتشاكلت معاهو بتقلعه منو)    شرطة محلية بحري تنجح في فك طلاسم إختطاف طالب جامعي وتوقف (4) متهمين متورطين في البلاغ خلال 72ساعة    «صقر» يقود رجلين إلى المحكمة    بالفيديو.. بعد هروب ومطاردة ليلاً.. شاهد لحظة قبض الشرطة السودانية على أكبر مروج لمخدر "الآيس" بأم درمان بعد كمين ناجح    ناشط سوداني يحكي تفاصيل الحوار الذي دار بينه وبين شيخ الأمين بعد أن وصلت الخلافات بينهما إلى "بلاغات جنائية": (والله لم اجد ما اقوله له بعد كلامه سوى العفو والعافية)    منتخب مصر أول المتأهلين إلى ثمن النهائي بعد الفوز على جنوب أفريقيا    شاهد بالفيديو.. وسط سخرية غير مسبوقة على مواقع التواصل.. رئيس الوزراء كامل إدريس يخطئ في اسم الرئيس "البرهان" خلال كلمة ألقاها في مؤتمر هام    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان شريف الفحيل يفاجئ الجميع ويصل القاهرة ويحيي فيها حفل زواج بعد ساعات من وصوله    لاعب منتخب السودان يتخوّف من فشل منظومة ويتمسّك بالخيار الوحيد    كيف واجه القطاع المصرفي في السودان تحديات الحرب خلال 2025    إبراهيم شقلاوي يكتب: وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    كامل إدريس في نيويورك ... عندما يتفوق الشكل ع المحتوى    مباحث قسم الصناعات تنهي نشاط شبكة النصب والاحتيال عبر إستخدام تطبيق بنكك المزيف    عقار: لا تفاوض ولا هدنة مع مغتصب والسلام العادل سيتحقق عبر رؤية شعب السودان وحكومته    البرهان وأردوغان يجريان مباحثات مشتركة    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



زرقن زرقن، لحدي ما المشقبية تخدم
نشر في الراكوبة يوم 21 - 01 - 2012


[email protected]
عندما اتت الانقاذ كتبت موضوعاً ، نشر في جريدة الخرطوم ، التي كانت تصدر في القاهرة . و أكدت ان الأنقاذ تحمل بذور الفناء في داخلها . و قلت أن بعض أهل الانقاذ يؤمنون بالشعارات المرفوعة . و هم صادقون في عملهم . و لكن الأغلبية ، هي مجموعة من المجرمين و الموتورين و الحاقدين . و سيختلف أهل الأنقاذ . و الموضوع موضوع وقت . فليس هنالك ما يكفي من أسلاب لكي يوزع على كل منسوبي الأنقاذ . و أن من سرق و نهب ، سيطالب بالمزيد . و من لم يحصل على شئ سيطالب بحقه .
قلت كذلك أن الارهاب و العذاب و التشريد و التجويع ، سيخيف الرجال و النساء في الاول . و لكن بعد مدة سيعتاد البشر على كل هذا . و سينتفضون و سيتكلمون بالفم المفتوح . و ما قام به المهندس محمد حسن عالم (بوشي) هو خير مثال على هذا . فمن كان يفكر في أنه سيأتي يوم و سيسمع المجرم نافع كلاماً لم يكن وارداً في بداية الأنقاذ .
كل هذا حدث في ايام نميري . بل لقد كان نميري يعتدي بالضرب على الكبار بيده و يسبهم . و لكن تصدى له الشاب مصباح في صلاة يوم الجمعة في مسجد القوات المسلحة ، و اسمعه امام الناس ما لم يكن يتوقع . و أنكسر حاجز الخوف . و كان قبلها قد تحدث الدكتور المليونير خليل عثمان صاحب مصنع الادوية و مصنع النسيج الضخم ، و انتقد سيطرة الزبير رجب صديق النميري و زميل دراسته على الاقتصاد السوداني ، بواسطة المؤسسة العسكرية التجارية . و قال دكتور خليل عثمان عندما اتت الطائرة و ضربت حول الاذاعة ، و عادت بدون ان يتعرض لها الجيش . و تسآل الناس اين هو الجيش ؟. قال دكتور خليل عثمان : ( هو الجيش فاضي من بيع الصلصة ). وقتها كان سدنة مايو يسيطرون على الاقتصاد السوداني بواسطة بنك فيصل الاسلامي و الشركات الخاصة مثل جمعية ود نميري . و لهذا قال زين العابدين محمد احمد عبد القادر رحمة الله عليه : ( مايو الهناء و الغنا غنا و الما غنا يركب هنا ) .
وضع الدكتور خليل عثمان في استراحة الزائرين الاداريين بالقرب من رئاسة الجيش . و كان النميري يتسلى بالمرور عليه بالمساء و يقوم بضربه و شتمه بعد أن سحب منه وسام ابن السودان البار . فلقد كان يوظف الآف العمال و الموظفين السودانيين . و كان شريكاً لجابر الصباح حاكم الكويت السابق . و رأس ماله لم يأتي من نهب أو سرقة . بل من عرق جبينه و افكاره التجارية في الكويت . و وضع الشاب مصباح في نفس المسكن ، مع دكتور خليل عثمان . و لكن اين هو النميري الآن .
بما أن جلّ اصدقائي من امدرمان كانوا من العمال ، و منهم أخي الحداد و الميكانيكي و الفنان و عازف العود الزين قبور من العباسية رحمة الله عليه . و رفيق دربي الميكانيكي عثمان ناصر بلال متعه الله بالصحة من الموردة . فلقد كنّا نستعمل كثير من كلمات المهنة . و الزرقينه هي أداة للربط مثل الفتيلة في النجارة . و الغرض هو ان يزرقن الجميع على هذا النظام حتى تخدم المشقبية ، أو الفتحة أو الفجوة التي صنعتها الانقاذ في المجتمع السوداني .
الحمد لله أن الانقاذ يقودها بعض الرعناء ، امثال البشير . و سيدخلون أنفسهم دائماً في مشاكل . و سيحفرون قبرهم طال الزمن أو قصر . و حربهم في جبال النوبة و النيل الازرق ، ستجعلهم يواجهون العدو الذي لا يقهر ، و هو الاقتصاد .
لقد انتصر الامويون على سيدنا على رضى الله عنه ، لأنهم جلسوا في عيون المال . و صار لكثير من المسلمين مالاً يخشون عليه من الضياع . و بلغت ثروة الزبير بن العوام رحمة الله عنه الف عبد و الف جارية . و لهذا قالوا القلب مع علي و السيف مع معاوية ، لأنه كان يمتلك المال . و الانقاذ بكل غباء قد وسّعت التزاماتها . و الآن عندها ستة و ستين وزيراً ، هذا اذا تجاهلنا الجيوش الجرارة من المريدين المؤلفة قلوبهم و المبتاعة حلاقيمهم و الاقلام المأجورة . من أين سيأتي المال ؟ . أذكر ان اخي عبد الله السفاح متعه الله بالصحة قد روى لي نكتة في التسعينات . و هي انه بعد احد فستفالات المصارعة في جبال النوبة كانوا المصارعين يختارون اسمائهم الجديدة . و كانت هنالك اسماء مثل اسد الجبال و نمر الهيبان و لكن احد اقوى المصارعين اختار اسماً مرعباً و سمى نفسه بالبند الاول . و لم افهم انا النكتة في الأول ، الى ان شرح لي الأخ الظريف عبد الله السفاح ، ان البند الأول هو الاجور و المواهي في الميزانية . و الرجل كان يسمع بالبند الأول الغلب الحكومة . و الآن هذا البند الأول قد عاد و بقوة .
الرضاعة سهلة ، صعب الفطام . لقد تعود الجيش و الأمن و زبانية النظام على الرضاعة . و صاروا يدافعون عن مكتسباتهم و أوضاعهم المميزة قبل ان يفكروا في النظام . و عمّا قريب سيتوقف البنزين و المخصصات و السيارات . و سينقلب هؤلاء الناس ضد الانقاذ . و المذكرات التي بدأت تظهر ، ما هي الّا نتاج لهذه الحالة . و كاشا والي دارفور يستقيل . و والي القضارف يرفع راية العصيان . و المرتبات بدأت تتوقف . و بدأ التزمر . و هنا يجب ان نزرقن شان المشقبية تخدم .
الاخ السني و الذي درس في تسلوفاكيا و أشتهر بكمبيوترمان ، كان يجد الضرب اليومي و التعذيب في بداية الأنقاذ و عندما دخل عليه الزبانية في يوم ما ، و هو رجل ظريف و مهذب ، سألهم : ( انتوا ما بتعرفوني و انا ما سويت ليكم شئ . كدي قبل ما تدقوني وروني انتوا بتدقوني ليه ؟ ) . فقالوا له : ( نحن ساقطين شهادة و ما لاقين عمل . دلوقت نحن عندنا مواهي و بنزين ماشي و ما بنقيف صفوف للعيش و بيوتنا فيها سكر . كيف ما ندقك ؟ ) . فقال لهم : ( كان كدا عندكم حق ، دقوا ) .
لقد اعطى النميري الجيش و الأمن صلاحيات و مرتبات عالية كي يحموا نظامه . رئيس الجبهة السودانية للتغيير الدكتور احمد عباس ابو شام كان من المناضلين الفاعلين ضد نظام النميري . و كان اضراب الاطباء المعروف . و كان الطبيب وقتها يتقاضى 150 جنية و كان الدولار بخمسة جنيهات . فذهبوا الى زميلنا بلنجة ، و هو من زملائنا في تسلوفاكيا و كان مفتشاً في المالية ، و نقل الى مالية الجيش . و كان يريدون ان يعرفوا مرتبات الجيش السوداني . فأعطاهم لستة مكتوبة بخط نميري لمالية الجيش السوداني كانت سرية . و كان مرتب الشاويش في الجيش أعلى من مرتب الطبيب . و كان للشاويش سكن و مخصصات و أسعار متدنية للسلع الغذائية و تعليم مجاني لأبنائه ... الخ . و الجندي يصير شاويشاً بعد 12 الى 15 سنة . و الطبيب يسعى و يشقى و يكلف اهله كل مدخراتهم ثم يتقاضى مرتباً أقل من الشاويش الذي من الممكن انه لم يضع قدمه في مدرسة طيلة حياته . و هذا ما تقوم به الانقاذ اليوم . و الآن تواجه الانقاذ البند الأول و أسود جبال النوبة و نمور النيل الأزرق . و كما كنّا نتمنى النصر لجنود الجنوب في حربهم العادلة ضد تغول جنود الأنقاذ . نتمنى اليوم انتصار هلنا في جبال النوبة و في النيل الازرق و في دارفور و في الشرق . لأنهم يدافعون عن وطنهم ، أرضهم ، عرضهم و ثقافتهم التي تريد الانقاذ ان تجعلها اسلامية عروبية .
للمحافظة على المشقبية تحاول الأنقاذ ان تمارس البلطجة على الجنوب الحبيب . أن ما يحدث الآن هو عملية سرقة بالأكراه . و الأنقاذ قد تعلمت البلطجة و أعمال الشبيحة من خيرة الاساتذة . أنها الأنظمة المصرية . فالبشير كان يتعرض للملطشة و الأهانة و البلطجة من النظام المصري . و كان يرسل اللحوم و يساند حسني مبارك . و لا يزال يرسل الأنعام و كأنما اتفاقية البغط لا تزال سارية . و تحتل مصر حلايب و تحتل اثيوبيا الفشقة . و لا يستطيع البشير ان يرفع عينيه متحدياً .
الأنقاذ تطالب بدفع 33 دولار لعبور النفط . النفط يعبر كل الدنيا و له قوانين و تعاريف و رسوم معروفة . لم تتعدى ابداً الدولار للبرميل الواحد . اذا قلنا ان الجنوب يصدر ثلاثمائة الف برميل يومياً . يعني الجنوب يدفع مصاريف و يدفع للشركات و يدفع للبنوك ثم يضع عشرة مليون دولار في طاقية الانقاذ يومياً ، حتى يقوم أهل الأنقاذ بتكبير كروشهم و حلاقيمهم و تبتاع نساؤهم الثياب و الذهب و يأكلون و يتلمظون و يتركون الآخرين جياعاً . و يشترون الذخيرة و الأسلحة و يقتلون اهلنا في دارفور و أبيي و جبال النوبة و النيل الازرق و شرق السودان ، يا حلاة دقدق .
طيب اذا الجنوب اصابته شيزوفرينا ام برد أو لوثة عقلية و ووقع مع الانقاذ و التزم بدفع 33 دورلار لكل برميل . و قام كدا البترول دا بقا بي 50 دولار يعني الجنوب بعد ما يدفع مصاريف الانتاج يمشي يدين عشان يدفع للأنقاذ . ما ياها دي البلطجة المارستها مصر على السودان بتوقيع اتفاقية مياه النيل . لخبطوا حياة شعب كامل بعد سبعة الف سنة من الاستقرار . و قبلوا بثمانية عشر مليار متر مكعب بدل ثلث المياة التي كان يطالب بها الوزير ميرغني حمزة . و الآن تمارس البلطجة على البشير بواسطة المصريين و يطالبونه بأن يوصل اوامرهم بخصوص المياه الى اثيوبيا . عالم تخاف و ما تختشي .
لقد مارست سوريا هذه البلطجة مع صدام حسين . و في زمن بسيط بنى العراق انبوباً جديداً عن طريق تركيا . بالرغم من الجبال و الهضبات و الوديان . و قال للسوريين فلتأكلوا انبوبكم . و قابون قامت بخط انابيب اخترق الادغال والاحراش . و كان عملاً جباراً في زمن قياسي . ( بترول في ، كل شئ ممكن ) .
عندما يتعلق الأمر بالبترول فالعالم على استعداد ان يزيل الجبال . و لقد حدث هذا . و في ظرف سنتين يمكن ان يصل الأنبوب السواحل الكينية . و يمكن للجنوب ان يستدين الملياردات لأقامة الأنبوب . أو لمواجهة المصاريف و البند الأول كذلك . و لكن الانقاذ لا تستطيع الأنتظار . و أرجوا ان يزرقن الجنوب حتى تركع الأنقاذ . قالوا ان الغرض مرض . و البعض كان يتسآل ما هو السبب بأن شوقي بدري يهاجم الصادق دائماً ؟ . ما عشان جنس البسوي فيهو دا . بالله عليكم الله في زول نصيح ، يسوي جنس العمايل دي . الميرغني دا معروف من زمان انه ما زول ملاواه او حرابه . و ما بقدر على السجون . لزومو شنو الصادق زي ما قلنا قبل كدا يزبل حيطة واقعة . هل دا الوقت المناسب عشان يقيف مع الأنقاذ و يشغل كنكوجه مطالباً بعدم اسقاط الأنقاذ .
عندما بدأت منظمة الفهود السوداء في امريكا ، كنّا سعيدين بها . و تأثرنا بها . و علقنا بوسترات الزعيم استوكلي كارومايكل . و لقد اهديت روايتي الاولى الى المناضلة انجيلا ديفيس التي كانت في السجون الامريكية . و لكن المناضل استوكلي كارلومايكل صار يعشق الاضواء . و تزوج بالمغنية الجنوب افريقية الثرية مريم ماكيبا و التي كانت تكبره عمراً . و صار يعرف باستوكلي كارل (مايك) ، لأنه يعشق المايكرفون .
الصادق يعشق المايكروفونات . و لقد ادمن الأضواء لدرجة انه يموت اذا بعد منها . و هذا مرض نفسي ، يصعب علاجه و لكنه ليس بالمستحيل . و حتى تصريحات الصادق الآخيرة و فتاويه التي تشابه فتاوى الترابي و إن كانت صحيحة في بعض جوانبها إلّا أن اختيار الزمان و المكان خاطئ . قضية السودان هي الآن ليست اين تقف المرأة في الصلاة ، هل وسط الصفوف أم خلف المصلين ام بجانبهم . مشكلة السودان الآن دمائنا التي تسفك في جبال النوبة ، المشردين في مجاري الخرطوم الذين يموتون من البرد . مشكلتنا هي اللاجئين في جنوب النيل الأزرق . مشكلتنا هي النازحون في دارفور عندما تقارب درجة الحرارة الى الصفر . مشكلتنا هي النازحون في ابيي و في شرق السودان .
البعد من الأضواء لمن اعتاد عليها قد تؤدى الى صدمة نفسية و قد تؤدي الى الجنون . فبطل الاولمبيان جون ويسملر الذي صار يمثل افلام طرزان و كان معبود النساء ، اصيب بالجنون و انتهى بمستشفى الأمراض العقلية بعد ان انحسرت عنه الاضواء . و الممثلة ديانا روس التي بدأت حياتها في فرقة سوبريمس ، ثم صارت المغنية الأولى . و رشحت للأوسكار عندما مثلت فلم ليدي سينقس ذا بلوز و هو تمثيل لحياة المغنية بيلي هوليدي . و عندما انحسرت منها الأضواء و هذا شئ طبيعي ، حتى بعد زواجها من الملياردير النرويجي ، لم تتقبل ديانا روس بالواقع و انتهت بمصحة الامراض العقلية . أي منطق يجعل الصادق المهدي يقف مع الأنقاذ ؟ . و هذا من المفروض ان يكون أمام الانصار الذين لا يتقبلون الذل و الظلم .
المشكلة أن تنظيم الأخوان المسلمين قد صار منذ الثمانينات في جيب المخابرات الامريكية ، و البريطانية . يحركونهم كما يريدون . و بعد تكوين تنظيم الأممية الأول بواسطة كارل ماركس و فريدريك انجلس و بيلخانوف و آخرين . صارت سياسة الاشتراكين تحدد في هذا الكيان . و الآن يحكم الاشتراكيون اغلب الدول الاوربية . و كان بيلي براند يحكم ألمانيا ، و برونو كرايسكي يحكم النمسا ، و اولف بالما يحكم السويد و كوكونال يحكم فنلدنا و راسموسن يحكم الدنمارك ... الخ . و لا تزال مؤتمرات الأممين و الاشتراكيين تحدد السياسة الاوربية . و عرفوا بالتنظيم الأحمر . و هنالك تنظيم موازي نشط عندما كانت المرأة الحديدية رئيسة وزراء انجلترا ساتشر ، صارت هنالك مؤتمرات و سياسة تمثل المحافظين . و عرفوا بالتنظيم الاسود ، و أن كان شعارهم هو اللون الازرق . و الأخوان كذلك صار لهم تنظيم عالمي و صارت لهم سياسة مرسومة .و صاروا يتعاملون مع السي اي ايه بالمفتوح . و لقد افلح الاخوان بأقناع المخابرات البريطانية بأنهم ( الأولاد المعقولين . أهل الوسطية ) . و أنهم يمكن ان يلجموا الاسلاميين المتطرفين . و أنهم سيحاربون حركات التحرر الوطني و الحركات الاشتراكية . التي ستأمم الشركات الغربية ، كما حدث بواسطة الرئيس ايندي في شيلي .
و الآن يتفرعن النظام القطري و يحدد سياسة المنطقة . فكل سكان قطر لا يمكن ان يملأوا ربع استاد السوبردوم في نيواورليانز في ماتش الكرة الامريكية . و كما اوردت من قبل فأن انقلاب امير قطر على والده قد خطط له حسن الترابي . و لقد قامت السفارة السودانية في قطر و اعضاء الشرطة القطرية من الجنسية السودانية بأنجاح الانقلاب . و لهذا لن تتخلى قطر ابدا عن الترابي . و ذكرت كذلك بأن المعارضة السودانية قد اكتشفت الأنقلاب و قاموا بأخطار الام اي 6 ( المخابرات البريطانية ) . الذين طمأنوهم بأن كل شئ سيكون تمام التمام . و لم تفكر المعارضة السودانية بأن الترابي والأخوان المسلمون و المخابرات الامريكية هم من خططوا للأنقلاب . و الثمن كان الاعتراف بأسرائيل و قاعدة امريكية و اطلاق يد الاخونجية في المنطقة . و عندما حاول الأخوان تدبير انقلاب في الأمارات ذهب الاستاذ محجوب عثمان بنفسه الى الامارت . و أعلمهم بتفاصيل الانقلاب . و كانت المعارضة قد وعيت الدرس . و فشل انقلاب الترابي في الامارات .
السودان الآن يدار بواسطة تنظيم الاسلامييين العالمي و مركزهم جنيف . لهم خلافاتهم و مشاكلهم ألا ان الصادق او البشير او الترابي يمكن ان يعرض داخل المربع . و لكن لا يسمح له ابدا بان يخرج عن الخط العام . و كما قال فاروق حمدنالله و بابكر النور لنميري قبل اعدامهم : ( البلد دي ما حا كمها انت . حاكمنها المصريين ) . فلقد كان محمد التابعي القنصل و رجل الامن هو الذي يحكم السودان . و التنظيم الاسلامي العالمي هو الذي يحكم السودان الآن بمباركة المخابرات الامريكية .
التحية
ع. س ز شوقي بدري .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.