[email protected] الطفل الصغير تلميذ الابتدائي عندما يرسب في امتحان ما يوقن تماما ان الطريقة التي كان يذاكر بها دروسه غير مجديه فيشرع في العام التالي بتغييرها ، أي بانه يتعلم من دروس الحياة فيقوم اسلوبه بنفسه .. لكن وزير المالية الاسبق عبد الرحيم حمدي لا يفعل... رغم الانهيار الاقتصادي المريع والذي حدث للاقتصاد السوداني خلال العقدين الماضيين والذي نجم عن السياسة الاقتصادية الخاطئة والمتمثلة في سياسة التحرير الاقتصادي والتي ابتدعها وزير المالية الاسبق عبد الرحيم حمدي أصر عليها وتشبث بها واحال للصالح العام كل من عارضها .وربالرغم ما فعلته باقتصاد السودان. الا انه لازال يصر عليها .. وفي كل لقاء معه يصدر في توصيات من عباءة سياسة التحرير مثل رفع الدعم عن السلع الضرورية لانقاذ الانقاذ بعد ان فقدت ضرع البترول الذي ذهب مع بقرة الجنوب (الترلة).. وأي انقاذ .. بل هو يضيف لها تعويم الجنيه .. أي يترك للجنيه المنهار اصلا ان يأخذ السعر الذي يحدده سعر الصرف بالسوق اي لسياسة العرض والطلب مثل اي سلعة اخرى تم تحريرها ... ونحن قبل شهور كشفت لنا حادثة سرقة المسؤول الكبير اين تخبأ العملة الصعبة في البلاد .. قد قال اساتذة الاقتصاد الكبار لعبد الرحيم حمدي منهم الذين درسوه كمثال البروفيسور محمد هاشم عوض .. ان سياسة التحرير لاتتناسب مع السودان اقتصاديا وحتى اجتماعيا لانها ستزيد الفقراء فقرا والاغنياء غنا وستعدم الطبقة الوسطى والتي كانت تقود البلاد فكريا وحتى مدنيا .. ولكنه أصر وتمادى ربما لشئ في نفس النظام وسياسة التمكين الخفية التي اتت بطبقة ثرية جديدة دخلت السوق وتربعت على موارده ومصادره بعد ان دعوا باقي الشعب لدخول المساجد كما قيل في اكثر من مكان .. ويصر التلميذ حمدي ان يحل المسائل بنفس الطريقة الخطأ التي جعلت دولة بحجم قارة يقف مسؤولوها متسولون على ابواب الجيران والاخوة والاصدقاء دون أي حياء ..والخبر الذي يقول (طرح الأستاذ عبد الرحيم حمدي وزير المالية الأسبق جملة من الخيارات والحلول لامتصاص تداعيات فقدان النفط وعائداته بعد أن أوقفت دولة جنوب السودان تصدير نفطها عبر الأراضي السودانية الذي تعتمد عليه ميزانية العام 2012م بنسبة كبيرة والتي بنيت اعتمادات على رسوم عبور النفط كإحدى الموارد، وشملت الخيارات التي طرحها حمدي رفع الدعم فوراً عن المحروقات، وتحرير سعر الصرف، وتهيئة المناخ لجذب الاستثمارات ورؤوس الأموال العربية والأجنبية، فضلاً عن استمرار المساعي لاستقطاب النقد الأجنبي من الدول الصديقة والشقيقة خاصة السعودية وقطر والإمارات وايران والصين لبناء احتياطيات من النقد الأجنبي.) رفع الدعم عن الوقود معناها يريد حمدي ان يدفع المواطن فرق العجز الناجم عن توقف ضخ بترول الجنوب عبر الشمال ... بمعنى آخر بعد ان دفع المواطن من دمه وابنائه ثمنا للحرب ضد الجنوب وكذلك السلام معه خلال الفترة الانتقالية فعليه ان يواصل المسيره ويدفع ثمن الانفصال ايضا .. ثم كيف تستقطب الاستثمار الاجنبي وانت عندك خيار الحرب مقدم على السلام في كل مرة .. من يجازف ويستثمر امواله في بلد تشتعل فيها الحروب في ثلاثة جهات من حدودها .. مناخ الاستثمار لاتتم تهيئته بالكلام او العلاقات الاجتماعية او الاعلانات السياحية والبروشورات انما بالاستقرار السياسي والامني وحسن الجوار .. وكفى عصرا للمواطن حتى يدفع من دمه ثمنا للسياسات غير الحكيمة