منصات .. حرة نفرة التعليم فى الولاية الشمالية..(1) نورالدين محمد عثمان نورالدين [email protected] من المعروف أن الشمالية من أكثر المناطق التى ساهمت بكادرها فى تربية وتعليم أبناء السودان فى كل الأقاليم وكان معظم المعلمين من الشمالية وكان حينها المعلم يتجول فى كل أنحاء السودان حاملاً مشعل العلم ..وكاتب السطور ترعرع فى بيئة تعليمية وكان الوالد ( الأستاذ ) رحمة الله عليه من الجيل الأول فى التربية والتعليم ..وعمل فى كل أنحاء السودان من وادى حلفا وعبرى وجوبا والدبة والأبيض وكسلاوالدامر ومدنى وتجولت الأسرة الكريمة فى كل هذه المدن متافعلة مع كل هذه الثقافات ويكن كل فرد من الأسرة بحنين للمدينة التى شهدت مسقط رأسه وحينها كان المعلم يجد الإحترام من كافة قطاعات الشعب ..وحال أسرتنا كحال الكثير من الأسر التى كان ربها يعمل فى سلك التعليم ..ولكن كان للبيئة التعليمية والمدارس فى الشمالية نكهة خاصة وعبق مختلف عن كافة أنحاء السودان ..كيف لا وهى بؤرة التعليم والمعلمين فى الوطن ..ولكن مايحدث الآن لايسر لا صديق ولا عدو ..فقبل أن يهجر أبناء المنطقة مهنة التعليم هجر الطلاب العلم والدراسة ..فأصبح هم الشباب الأول هو الإغتراب والبحث عن لقمة العيش ..فواقع التعليم فى الولاية الشمالية أصبح واقع مزرى جداً فمن الذى يصدق أن مدارس المنطقة ..أساس وثانوى ..لم تشهد عملية صيانة وتشجير ما يقارب العشرين عاماً وفقد الأستاذ دافع الإبداع والإهتمام بالبيئة المدرسية كيف لا وهو لا يصرف مرتبه لمدة قد تصل لستة وسبعة شهور متتالية ..فأحياناً كثيرة يتغيب المعلم عن المدرسة ليهتم بزراعته حتى يستطيع أن يسد إحتياجات أسرته ..وحتى التلاميذ تراهم فقدوا الرغبة فى المنافسة والإبتكار وحتى النظافة فى المظهر والملبس..وفقدت البيئة المدرسية النشاط الثقافى والرياضى والإجتماعى..وروح المنافسة ..كيف لا يحدث كل هذا والدولة تحكمها شلة من التجار والسماسرة أصحاب المصالح ..فالدولة التى لا تحترم أبناءها لن تجد الإحترام فالتعليم هو أساس الدولة ..هل يعقل منطقة كان الطالب فيها عندما يرى أستاذه فى الطريق ينزل من فوق الحمار ويسير بقدميه حتى يمر الإستاذ فيعاود الركوب ..وكان عندما يظهر الأستاذ فى بداية الشارع يترك الشارع إحتراماً وتقديراً للمعلم ..وكان الإحترام متبادل بين الطالب والأستاذ والمجتمع ..وكان مجتمع المعلمين هو مجتمع الصفوة والوعى ..فالنرى اليوم ماذا يحدث للتعليم فى الشمالية ..وكأن مايحدث هناك متعمد ومع سبق الإصرار ..فبالأمس القريب سمعنا بنفرة تحت شعار ( قصة نجاح لم تكتمل بعد )..وهذه النفرة تحت رعاية بدوى الخير وبإشراف مباشر من فتحى خليل والى الولاية وتحت رعاية د.مصطفى عثمان إسماعيل المستشار برئاسة الجمهورية ..ومن الواضح أن هذه النفرة لجلب الدعم الشعبى للتعليم فى المنطقة وليس نفرة لتجد الولاية حظها مما يجود به المركز لباقى الولايات التى رفعت السلاح فى وجهه ..والتى تجد اليوم حظها من سلطة إنتقالية ومخصصات تنمية تفوق مايصرف على الولاية الشمالية بأكملها دعك من مجال التعليم فقط ..وغداً نواصل .. مع ودى .. الجريدة